أحمد إبراهيم عامر فى قلب مدينة بنغازى اصطحبنا رئيس هيئة الإعلام والثقافة لمقر قناة «ليبيا الإخبارية» التى يتم تجهيزها للانطلاق خلال أيام، وخلال الجولة داخل مقر القناة لم نترك الفرصة لنحاوره عن أحلامه ورؤيته التى تحدث معنا عنها خلال حواره «بمجلة الأهرام العربى» منذ ثلاثة أشهر عندما تسلم مهام منصبه ليجيب كالعادة بابتسامة تفاؤل وبكل وضوح.
بعد ثلاثة أشهر على توليكم مهام منصبكم كرئيس هيئة الإعلام والثقافة ماذا حققتم؟ مازلنا نعمل على تأسيس مؤسساتنا الإعلامية، إداريا وفنيا، ونطلق الآن قناة «ليبيا الإخبارية»، وقريبا سنطلق باقة من القنوات المتخصصة (رياضية وثائقية عامة) ستبث على القمر «النايل سات» بعد حل أوضاعنا المالية العالقة منذ فترة لدى إدارة القمر الصناعى. كيف تقيّم ما تحقق من انتصارات عسكرية داخل مدينة بنغازى؟ ما حققته المؤسسة العسكرية من انتصارات وتحرير كامل أحياء مدينة بنغازى من الإرهاب هو رسالة للمجتمع الغربى والدولى، أن الجيش الليبى الوطنى عبارة عن مؤسسة للدولة الليبية تعمل على حماية الوطن والمواطن، وقادر على حسم المعركة فى كامل الأراضى الليبية، ومحاولة إقحامها فى الجانب السياسى وإضعافها هو خطأ، ولابد من التمسك بمؤسستنا العسكرية. وعن مدينة بنغازى التى تبتهج فرحا بانتصارات جيشنا سيشهد العالم الآن ومستقبلا، كيف يتبارى أهلها فى ترسيخ وإعادة البهجة للمدينة، وبدأنا بالفعل فى المهرجانات وتنظيف الشوارع، وها نحن الآن داخل مقر قناة بنغازى، والذى سينطلق منه بث مجموعة من القنوات التليفزيونية. كنت مرشحًا وزيرًا للإعلام بحكومة الوفاق، كيف تقيّم تصريحات المبعوث الأممى بمنح الثقة لحكومة المجلس الرئاسى بدون ثقة البرلمان؟ بعيدًا عن كونى مرشحًا من عدمه، يجب علينا احترام المسار الديمقراطى، واحترام الإعلان الدستورى كمرجعية حقيقية للدولة، لن يقبل الشعب الليبى حكومة تفرض عليه، أنا مع نيل ثقة هذه الحكومة من داخل قبه البرلمان، أعتقد أن محاولة الضغط التى تمارسها بعثة الأممالمتحدة والدول الغربية هى نوع لا مقبول لإعطاء الثقة لحكومة الوفاق الوطنى، التى شابها الآن نوع من الخلل بين أعضائها، فهذا لا يبشر بأنها ستمثل فكرة أنها حكومة للوفاق. فيما يخص الإعلام هل ستركزون فى إطلاق قناة ليبيا الإخبارية فقط أم بداية لمجموعة من القنوات؟ سنطلق قناة واحدة من داخل بنغازى، ستعمل على الشأن العام السياسى والإخبارى بجانب تغطية للشأن الاقتصادى والاجتماعى، كذلك فى مرحلة مستقبلية، سيتم البدء فى بث مجموعة من القنوات الأخرى. هل تم وضع ميزانية لهذه الرؤية الإعلامية؟ حتى الآن لم يتم اعتماد ميزانية الدولة ككل، لكن الآن نعمل عبر ميزانيات استثنائية وهذه ميزانية بسيطة، ونعتمد على كوادرنا من العاملين بوزارة الإعلام والثقافة. فى حالة بدء حكومة الوفاق بالعمل كحكومة للدولة الليبية بدون منحها ثقة البرلمان وتم طرح اسمك كوزير للإعلام هل ستوافق على الالتحاق بها؟ أنا سأرفض أى فكرة تكون خارجة عن المسار الديمقراطى وبدون اعتماد مجلس النواب باعتباره الجسم الشرعى والمنتخب، الممثل الوحيد للشعب الليبى، وهو المخول الوحيد لإعطاء هذه الحكومة أو غيرها الثقة، فلو تم الاتفاق ونالت الثقة بالطبع سأكون داعما لهذه الحكومة. هل تريد توجيه رسالة للإعلام العربى فى تناوله للشأن الليبى؟ الإعلام العربى بصفة عامة والإعلام الليبى بصفة خاصة، يجب أن يكون لنا مطبخ لصناعة الخبر وفق سياستنا العامة وأجنداتنا الخاصة، ووفق ما نراه فى مصلحة الأمن القومى، ولا نعتمد على ما يتداوله الإعلام الغربى، فنجد قنوات إعلامية عربية كبيرة مثل الجزيرة والعربية وغيرهما تتداولان نقل واستنساخ أخبار تأتى من النيويورك تايمز وغيرها من المؤسسات الغربية عن مصادر مجهولة.