متحدث الزمالك: شيكابالا أسطورة الزملكاوية.. وهناك لاعب يهاجمه في البرامج أكثر مما يلعب    نائب رئيس جامعة الزقازيق يتفقد سير الامتحانات بكلية التربية الرياضية بنات    وزير التعليم العالي يترأس اجتماع المجلس الأعلى للتعليم التكنولوجي    بدء تسليم وحدات " بيت الوطن " بمشروع جنة بدمياط الجديدة الأحد المقبل    بدء أعمال الجلسة العامة لمجلس النواب    توريد 340 ألف طن قمح لمراكز التجميع في المنيا منذ بدء الموسم    رئيس «خطة النواب»: تحويل الدعم العيني إلى نقدي يحتاج حوارًا واسعًا ودراسة جدوى    وزير الإسكان يتابع موقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي فيما يخص الاستخدام الآمن لمياه الصرف الصحي والصناعي المعالجة    تداول 15 ألف طن و736 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    أستاذ علاقات دولية: مصر دائما تعمل على وقف النزيف والمعاناة للشعب الفلسطيني    انتقادات أيرلندية وأمريكية لاذعة لنتنياهو.. «يستحق أن يحترق في الجحيم»    أضرار مادية كبيرة وإصابة شخص بقصف إسرائيلي على سوق مدينة بنت جبيل جنوب لبنان    كوريا الجنوبية: سول سترد بهدوء على سلسلة التحركات العدائية الأخيرة للشمال    أمر أميري في الكويت بتعيين الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد    «إكسترا نيوز» تبرز تقرير «الوطن».. «تحذير من استمرار الأزمة في رفح الفلسطينية»    وزير الخارجية يتوجه إلى إسبانيا للتشاور حول مستجدات القضية الفلسطينية    حزب الله يشن هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر كتيبة إسرائيلية في الجولان    محافظ مطروح يهنئ الإعلاميين بعيدهم ال90    بقاء الأسطورة.. الأنباء السارة تتوالى على جماهير ريال مدريد    الوديات تجهز الزمالك لعودة الدوري    عاجل بالأسماء.. شلبي يكشف رحيل 5 لاعبين من الأهلي    محامي الشيبي: عقوبة اتحاد الكرة استفزت موكلي.. وتم إخفاء قرار الانضباط    عاجل - الآن نتيجة الشهادة الإعدادية محافظة كفر الشيخ 2024 الترم الثاني بالاسم ورقم الجلوس عبر بوابة الفجر.. اعرف نتيجتك دلوقتي حالا    للنطق بالحكم.. تأجيل محاكمة إنجي حمادة وكروان مشاكل إلى جلسة 22 يونيو    ضبط شخص بالقاهرة بحوزته عدد من الأسلحة والذخائر غير مرخصة    10 يونيو.. معارضة بطل مسلسل "حضرة المتهم أبي" على حكم حبسه    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبى جرائم الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى    التحقيق في واقعة العثور على رضيع داخل كيس بلاستيك ببولاق الدكرور    الأربعاء.. ندوة لمناقشة رواية "صيد الذئاب" بنقابة الصحفيين    البابا تواضروس يستقبل قيادات الشركة المتحدة تزامنا مع عرض فيلم أم الدنيا في الكاتدرائية    ل برج الجوزاء والعقرب والسرطان.. من أكثرهم تعاسة في الزواج 2024؟    دعاء دخول مكة المكرمة.. اللهم أَمِّني من عذابك يوم تبعث عبادك    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر بل هو مستحب    قبل عيد الأضحى 2024.. أيهما أفضل الأضحية أم الصدقة؟ (الإفتاء توضح)    غرفة الرعاية الصحية باتحاد الصناعات: نتعاون مع القطاع الخاص لصياغة قانون المنشآت الجديدة    "صحة الإسماعيلية": بدء تشغيل قسم الحضانات بمستشفى حميات التل الكبير    تحرير 139 محضرا للمحلات المخالفة لقرار الغلق خلال 24 ساعة    الاستماع لأقوال عامل سقط من الطابق الرابع بعد تشاجره مع شخصين بأكتوبر    العليا للحج والعمرة: انتظام أعمال تفويج حجاج السياحة وتكاتف لإنجاح الموسم    مى عز الدين تطلب من جمهورها الدعاء لوالدتها بالشفاء العاجل    طريقة عمل الكيكة الباردة بدون فرن في خطوات سريعة.. «أفضل حل بالصيف»    ما هي محظورات الحج المتعلقة بالنساء والرجال؟.. أبرزها «ارتداء النقاب»    «الإفتاء» توضح حكم التصوير أثناء الحج والعمرة.. مشروط    لتحسين أداء الطلاب.. ماذا قال وزير التعليم عن الثانوية العامة الجديدة؟    وزير الري يؤكد عمق العلاقات المصرية التنزانية على الأصعدة كافة    إضافة 3 مواد جدد.. كيف سيتم تطوير المرحلة الإعدادية؟    «أوقاف شمال سيناء» تنظم ندوة «أسئلة مفتوحة عن مناسك الحج والعمرة» بالعريش    ورشة حكي «رحلة العائلة المقدسة» ومحطات الأنبياء في مصر بالمتحف القومي للحضارة.. الثلاثاء    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 2 يونيو 2024    «خبرة كبيرة جدًا».. عمرو السولية: الأهلي يحتاج التعاقد مع هذا اللاعب    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    «أبوريدة الوحيد اللي منزلش قدامه».. أحمد مجاهد يكشف موقفه من انتخابات اتحاد الكرة    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    قصواء الخلالى ترد على تصريحات وزير التموين: "محدش بقى عنده بط ووز يأكله عيش"    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قائد الجيش الليبى:لن نسمح بتقسيم ليبيا.. ومن يقبل بائع لشرفه وعرضه

من القاهرة إلى تونس العاصمة ومنها عبر مطار الحبيب بورقيبة، لتستقر الطائرة بمطار اللا برق بمدينة البيضاء الليبية، حيث استقبلنى رجال مكتب الإعلام بالقيادة العامة للجيش الليبى، لنسافر إلى مدينة المرج لمقابلة الفريق أول ركن خليفة بالقاسم حفتر، القائد العام للجيش الليبى، كان من المقرر إجراء الحوار فى صباح اليوم التالى، لكن الموعد تأجل أكثر من مرة لانشغاله بقيادته للمعركة الشرسة ضد الإرهاب،
أتاحت لى هذه الأيام التنقل بين بعض المدن الليبية ومنها بنغازى، لأشاهد وأرصد مدى التحام الشعب فى ليبيا بالجيش، ومدى حبهم وثقتهم فى قائده العام الفريق حفتر، فلن أنسى كلمات مواطن مسن بأحد شوارع بنغازى عندما سألته لماذا تحب حفتر؟ فجاء رده إن "تاريخ ليبيا لا ينسى الأبطال والمجاهدين، فعمر المختار ناضل فى ظروف مشابهة ضد الاستعمار بعدد وعتاد ضعيف، واستطاع أن يكون رمزا حقيقيا لبلادنا، الآن حفتر يعيد كتابة تاريخ نضال الأجداد، فهو ورجاله من الجيش الليبى يواجهون أعتى الجماعات الإرهابية بكل صمود، بل يحققون النصر فى معركة تلو الأخرى، انزل الميادين وستعرف أن الشعب الليبى يعى تماما الدور الوطنى الذى يقوم به الفريق، وسترى صوره بجانب صورة عمر المختار".
ظهر واضحا أن المؤسسة العسكرية بدأت تتشكل بهيكلها الإدارى والفنى، فلأول مرة فى زياراتى المتكررة إلى ليبيا، تكون هناك إجراءات وخطابات وقادة عسكريون لا يستطيعون الحديث صحفيا إلا بعد موافقة القيادة العامة للجيش الليبى، جميعها مؤشرات أكدت ظهور هيكل المؤسسة العسكرية.
وجاء موعد مقابلة الفريق خليفة حفتر، الذى استقبلنا بكل ترحاب وبابتسامة اعتذار عن تأجيل الموعد لنفتح معه جميع الملفات العسكرية الخاصة بالمعركة ضد الإرهاب، وهذا نص الحوار:
خلال عامين تقريبا من عملكم على إعادة بناء الجيش الليبى، كيف كان الوضع وإلى أين أصبح؟
الجيش الليبى حظى باهتمام بالغ من قبل القيادة فى العقدين الأولين بعد ثورة الفاتح من سبتمبر 69، سواء من حيث التدريب أو التسليح على مستوى الأركان الأربعة. وكانت تخصص ميزانيات ضخمة للدفاع من ميزانية الدخل القومى، وتم بالفعل بناء جيش نظامى محترف يوضع له ألف حساب، وقادر على حماية البلاد من أى اعتداء خارجى برًا وجوًا وبحرًا، إلى أن بدأت هواجس الخوف لدى القذافى من هذه المؤسسة العسكرية تزداد وتتراكم، وشعر القذافى بأن هذه القوة أصبحت تشكل مصدر قلق وخطر على نظام حكمه، وعلى بقائه فى الحكم، خصوصا فى ظل المحاولات العديدة، التى قادها عسكريون لإسقاط النظام السابق فى فترتى السبعينيات والثمانينيات ومطلع التسعينيات.
وبدلًا من أن يقوم بالإصلاحات التى كان يطالب بها الشعب والجيش والقوى السياسية المعارضة، لتجنب المحاولات الانقلابية، لجأ إلى توجيه ضربات متتالية وسريعة لكيان الجيش الليبى، بتفكيك هيكله وتهميش قياداته البارزة وإقصاء العديد منهم، وإعدام المعارضين، واستبدال الجيش بكتائب قمعية خاصة ولاؤها له شخصيًا، ومهمتها الأولى حماية نظام حكمه الاستبدادى، مبررًا ذلك بطريقة تمويهية بإعلان ما كان يعرف بالشعب المسلح.
وشعر القذافى بالاطمئنان إلى دوام حكمه تحت حماية هذه الكتائب، إلى أن اندلعت انتفاضة فبراير 2011، وأدت إلى تدخل حلف الناتو تحت مظلة حماية المدنيين، الذى نفذ الآلاف من الغارات الجوية المتتالية، تم خلالها القضاء على القوة الدفاعية بشكل تام، مع مساندة على الأرض بما كان يعرف وقتئذ بالثوار.
وأصبح الجيش الليبى على مستوى الأفراد مشتتًا داخل البلاد وخارجها، ووجهت له تهما باطلة بالخيانة، وأصبح قادته وكل المنتمين إليه من ضباط وجنود مطاردين من قبل التيارات المتطرفة حتى هذا اليوم، وما إن سيطر التيار الإسلامى المتطرف على مقاليد الحكم فى البلاد، حتى كان هدفهم الأول القضاء بالتصفية الجسدية لجميع العسكريين بلا استثناء، عن طريق الاغتيالات فى وضح النهار، حتى بلغ مجموعها فى شرق البلاد بالدرجة الأولى ما يزيد على 700 حالة.. وكان متوسط الاغتيالات فى اليوم الواحد لا يقل عن عشر حالات.
كادت هذه العوامل الثلاثة (إجراءات تفكيك الجيش على يد القذافى ضربات الناتو عمليات الاغتيال) أن تقضى بشكل تام على الجيش الليبى، إلى أن انطلقت عملية الكرامة فى منتصف عام 2014، التى بدأت بقوة عسكرية محدودة من حيث الأفراد والعتاد وأعلنت المواجهة ضد الإرهاب الذى بدأ يتوغل فى البلاد بدعم التيار الإسلامى المتطرف المسيطر على الحكم.
ومع الدعم الشعبى اللا محدود الذى حظيت به عملية الكرامة ودعم القبائل لها، بدأت أفواج من العسكريين النظاميين بمختلف الرتب تلتحق بها، وتعلن انضمامها لها والرضوخ للتعليمات العسكرية الصادرة عن قيادتها.
لقد كانت "عملية الكرامة" العسكرية والأهداف التى انطلقت من أجلها، هى الأساس فى لم شمل الجيش الليبى وإعادة تنظيمه وتأهيله، بعد أن كاد يختفى من الوجود.
اليوم أثبت الجيش الليبى بجدارة وجوده أمام العالم بما حققه من انتصارات ميدانية ضد الإرهاب بفضل الله وإرادة جنودنا ومساندة الشعب لنا، رغم ما يتلقاه الإرهاب من دعم، ورغم فرض حظر التسليح الجائر المفروض علينا.
الجيش الليبى الآن مؤسسة قائمة على الأرض، يبصرها حتى الأعمى، وليس وهمًا أو خيالًا كما يسوق له أعداء الوطن، ويؤدى واجبه بمهنية على أكمل وجه، ويقدم التضحيات بلا حدود من أجل الوطن، ونعمل ليل نهار على استكمال بنائه بعون الله، بالتوازى مع محاربة الإرهاب وهزيمته.
أعلنتم كثيرا خلال عام ونصف العام عن اقتراب القضاء على الجماعات الإرهابية داخل بنغازى لكن الحرب كانت تزداد شراسة وتستغرق وقتا.. لماذا؟
المعطيات التى كانت قائمة فى بداية مواجهتنا للإرهاب كانت تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك، بأن أمد المعركة لن يكون طويلًا، ومن الطبيعى أن تتغير المعادلة عندما تتبنى دول بكامل إمكاناتها دعم الإرهاب بالسلاح والمقاتلين دون توقف عن طريق البر والبحر والجو، وهذا ما حدث تمامًا.
عندما أدركت حكومات بعض الدول الداعمة للإرهاب أن هزيمة المجموعات الموالية لها أصبحت قاب قوسين أو أدنى، وأن أطماعها فى ليبيا أصبحت تتلاشى، كرست كل إمكاناتها لدعم تلك المجموعات، وفى المقابل كان الخناق يشتد علينا فى مسألة التسليح، ومن الطبيعى أن تؤدى هذه المتغيرات فى ظروف المعركة إلى إطاله أمدها، لكن رغم كل ذلك تبقى النتيجة واحدة، وهى انتصار الجيش الليبى وهزيمة المجموعات الإرهابية، والعبرة دائمًا تقاس بالنتائج.
إن ما حققه الجيش الليبى وهو يقارع الإرهاب يعد معجزة بكل المقاييس، إذا ما تمت مقارنته بما حققته دول عظمى تعلن أنها فى حرب مع الإرهاب، وفى المقابل على أرض الواقع نرى الإرهاب فى توسع دائم، حتى إنه طال أوروبا فى عقر دارها، وما أحداث باريس وبروكسل ببعيدة، والحبل على الجرار.
لماذا يصر الغرب على عدم السماح باستيراد السلاح للجيش الليبى ومن أين حصلتم على سلاح وذخائر خلال عامين من الحروب المستمرة؟
الغرب له حساباته الخاصة، وهو يستخدم مناظير تختلف عن تلك التى نستخدمها نحن وفقا لمصالحه التى يضعها فى مقدمة اهتماماته دون سواها، وسواء تم رفع الحظر أم بقى على حاله فإننا ماضون فى كفاحنا من أجل تحرير الوطن من دنس الإرهاب واستعادة الدولة، والتاريخ لا يرحم.
وستقرأ الأجيال القادمة فى مناهجها الدراسية أنه فى الوقت الذى كنا فيه نحارب الإرهاب ويتلقى الإرهاب دعمًا مستمرًا، كانت الدول العظمى تفرض علينا حظر التسليح، لكننا انتصرنا، لأن النصر من عند الله وليس من عند مجلس الأمن.
سيادة الفريق أول.. ما وضع وتمركز وأعداد مقاتلى الإرهاب على خريطة ليبيا؟
تعتبر مدينة سرت فى منتصف الساحل الليبى أهم معقل حاليًا للإرهابيين بعد أن خسروا بنغازى، وهم يدركون أن تحرير بنغازى ليس نهاية المعركة، وأن الجيش الليبى سيطاردهم أينما حلوا داخل الأراضى الليبية، لذا يسعون جاهدين الآن لتعزيز مواقعهم هناك بعد أن شعروا بقرب نهايتهم، ونحن نراقب خطوط الإمداد ومواقع تمركزهم عن قرب، وأجهزتنا الاستخباراتية ترصد تحركاتهم واتصالاتهم، ولهم وجود أيضا فى مدينتى درنة شرقا وصبراتة غربا، إضافة إلى ما يسمى بالخلايا النائمة فى طرابلس، وعددهم فى المجموع الكلى لا يتجاوز بضعة آلاف من المجرمين القتلة.
هل الجيش الليبى موجود بمناطق ومدن غير المنطقة الشرقية؟
الجيش الوطنى الليبى منتشر فى كامل الأراضى الليبية، لكن بحكم الوضع الراهن وتركيزنا الفترة الماضية على حسم المعركة فى بنغازى، فإن قواتنا موجودة فى المنطقة الشرقية بالدرجة الأولى، وسيتم إعادة انتشارها فور إعلان التحرير.
القيادة العامة للجيش على تواصل مستمر مع العديد من الضباط فى المنطقتين الغربية والجنوبية، ونحن بصدد مضاعفة وجود قواتنا هناك.
العملية العسكرية "دم الشهيد" التى قام بها الجيش الليبى أخيرا لتحرير مدينة بنغازى هل حققت جميع نتائجها؟
هذه العملية العسكرية الكبيرة هى التى قصمت ظهر الإرهاب فى بنغازى، وتحررت فيها مواقع عديدة من الإرهابيين، ومحاصرة ما تبقى من الإرهابيين فى مساحات ضيقة للغاية، وتمكن بفعلها العديد من الأهالى من العودة إلى ديارهم، وألحقت خسائر فادحة فى صفوف العدو، وغنمت منها قواتنا المسلحة كميات هائلة من السلاح بمختلف أنواعه، ودفعت بالعدو إلى طلب ممرات آمنة للهروب، وقطعت عليه خطوط الإمداد التى كانت تمده بالسلاح والمقاتلين الأجانب.
معركة "دم الشهيد" هى امتداد لمعارك ضارية سبقتها وتتويج لها، هى المعركة الحاسمة فى كفاحنا لتحرير بنغازى.
لقد حققت نتائجها على أكمل وجه حسب التخطيط المعد لها، لكنها ليست المعركة الأخيرة فى حربنا ضد الإرهاب.
هل نستطيع القول إن مدينة بنغازى تحررت بالكامل؟
نعم تم تحرير مدينة بنغازى بالكامل لكن يوجد بعض المجرمين القناصة يتحصنون فى بعض المنازل فى منطقة صغيرة جدا، لكنهم محاصرون أما كامل المدينة فقد تحررت.
تم الإعلان فى أكثر من مناسبة أنه تم الحصول على معلومات وأدلة تثبت تورط قطر وتركيا وأيضا السودان فى دعم مقاتلى داعش.. ما حقيقة هذه البيانات؟
نعم.. هؤلاء متورطون فى دعم الإرهاب، فهذه الدول متورطة بشكل مباشر فى دعم الإرهابيين فى ليبيا، بالإضافة إلى تقارير أجهزتنا الاستخباراتية، فإن هناك تقارير دولية عرضت على مجلس الأمن، تؤكد دعم حكومات هذه الدول للجماعات المتطرفة فى ليبيا، ويرجع ذلك إلى تواطؤ هذه الحكومات مع تنظيم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابى، وما ساعدهم فى ذلك هو استلام هذا التنظيم وبعض التنظيمات المتطرفة الأخرى زمام الأمور فى البلاد فى مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق، وتم مد جسور جوية وبحرية مع هذه الدول لدعم الإرهابيين بالسلاح والمقاتلين، وبخصوص الوثائق التى لدينا، سيتم نشر كل الوثائق التى تثبت صحة هذه المعلومات قريبًا.
الإعلام أصبح أحد أهم أسلحة الحروب الحديثة، بل السلاح الحاسم أحيانا فى كثير من القرارات الدولية، هل لدى القيادة العامة رؤية لاستخدام هذا السلاح داخليا ودوليا؟
بلا شك.. لكن سلاحنا الأهم هو إرادتنا الصلبة التى لا تنكسر، وإيماننا بأننا نقاتل إلى جانب الحق، ونحن نوظف الإعلام لنشر الحقائق، وإبراز كفاحنا ضد الإرهاب، والرد بموضوعية وشفافية على الذين يعملون على قلبها، ويبثون روح الفتنة والكراهية بين المواطنين، وينشرون الأكاذيب، والحمد لله فإن المواطن الليبى أصبح على وعى كامل بما يدور على أرضه، رغم كل محاولات التضليل والدعاية المغرضة التى تبثها قنوات التيارات الإرهابية المتطرفة.
والشعب الليبى اليوم لا يمكن أن تخدعه الزخرفة الدعائية التى يعتمد عليها الإرهاب فى نشر سمومه عبر وسائل الإعلام
الوضع السياسى
هناك قلق من الاتجاه لتقسيم ليبيا هل هذا وارد؟
لا نستبعد وجود مساع من أطراف مختلفة محلية أو خارجية لتقسيم البلاد، هذا يذكرنا بقصة سيدنا سليمان عندما حضرت إليه امرأتان تحملان طفلا، وتدعى كل واحدة أنها أمه، وعندما اقترح تقسيم جسد الطفل عليهما مناصفة، قبلت إحداهما ورفضت الأخرى، فأدرك أن التى رفضت هى أمه.
الذى يقبل بتقسيم ليبيا ليس من معدن هذا الشعب ولا ينتمى إلى أرضه، وبائع لشرفه وعرضه، ومستخف بنضال أجدادنا وجهادهم من أجل الوطن.. ولن تفلح كل المحاولات لتقسيم ليبيا ما دام فينا عرق ينبض بالحياة.
ستبقى ليبيا وحدة واحدة، لا شرقية ولا غربية، وسيدافع الليبيون الشرفاء جيشًا وشعبًا عن وحدة تراب أراضيهم مهما تحالف الأعداء من أجل تقسيمها.
رأينا سيادتكم خلال لقائكم بالمبعوث الأممى مارتن كوبلر تتحدث وتدعو لتعاون عسكرى ليبى روسى.. إلى أين وصل هذا التعاون؟
أنا لم أتحدث عن بدء تعاون مع روسيا، بل أثنيت على الدور الروسى فى مكافحة الإرهاب، وأن روسيا أثبتت للعالم أنها جادة فى ذلك، وهذا عامل مشجع على دراسة إمكانية التعاون بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة فى المجال العسكرى وغيره من المجالات.
بعد دخول حكومة الوفاق العاصمة الليبية طرابلس نجد مبعوث الأمم المتحدة يدعو العالم للاعتراف بها دون انتظار إقرارها من قبل مجلس النواب الشرعى.. كيف سيتعامل الجيش مع هذا القرار وماذا لو قررت هذه الحكومة إقالتكم من منصب القائد العام للجيش الليبى؟
نحن دائما ننأى بأنفسنا كعسكريين عن الشأن السياسى، ونكرس كل اهتماماتنا على واجباتنا الوطنية تجاه شعبنا، وسنكون داعمين لأى حكومة وفاق يمنحها البرلمان الثقة، باعتباره الممثل الشرعى والوحيد للشعب الليبى، وستكون علاقتنا بها وتعاملاتنا معها وفق ما تنص عليه القوانين النافذة، ولو أن الجيش غمس نفسه فى هذه التجاذبات السياسية لما استطاع أن يطور نفسه ويلحق الهزيمة بالإرهاب.
أما مسألة الإقالة فإن القانون الذى يصدره البرلمان هو الذى يحدد الجهة المخولة بذلك، ونحن نحترم القانون ونقف عنده.
المجلس الرئاسى أعلن أنه دخل طرابلس بحرا عن طريق فرقاطة حربية "السدادة" وتتبع الجيش الليبى.. هل تمت عملية نقل أعضاء المجلس الرئاسى بموافقة الجيش؟
هذه الفرقاطة قطعة من سلاح البحرية الليبى لكنها ليست تحت إمرة القيادة العامة للجيش الليبى، وقد قامت بهذه المهمة دون صدور تعليمات من قيادة الجيش، والأسلوب الذى تم للأسف أسلوب انقلابى، وإذا كان الأمر بهذا الشكل، فأعتقد أننا أولى كعسكريين بالانقلاب، لكننا لم ولن نقوم بهذا الشىء، فهو ليس من ضمن اهتماماتنا، فاهتماماتنا مصبوبة فى مكافحة الإرهاب وتطهير بلادنا.
العلاقات المصرية الليبية
كيف تقيم التعاون العسكرى المصرى الليبى حاليا؟
من حسن حظ ليبيا أنها مجاورة لدولة عظيمة هى مصر، وعلاقة الشعب الليبى بالشعب المصرى لا تحكمها المصالح فحسب، بل هى ضاربة فى التاريخ، نحن يربطنا بمصر ماض وحاضر ومستقبل، وندرك تمامًا صعوبة المرحلة التى تمر بها مصر من الناحيتين الأمنية والاقتصادية، ونعى تماما حجم المؤامرات التى تتعرض لها لزعزعة أمنها واستقرارها.
وقد أثبت الشعب المصرى الشقيق فى ثورة 30 يونيو، أنه يملك من الإرادة ما يؤهله بجدارة إلى قلب الموازين لصالحه وإفشال كل المؤامرات التى تحاك ضده.
أما التعاون العسكرى والأمنى فهو أمر طبيعى بحكم الحدود المشتركة، التى تمتد إلى ما يقارب الألف كيلومتر، ويربطنا مع مصر الشقيقة أمن قومى مشترك، ونحن نواجه عدوا واحدا يسعى إلى تدميرنا، ومن ثم لدينا تعاون وثيق مع مصر خصوصا فى المجال الاستخباراتى وتبادل المعلومات.
فالتعاون العسكرى الليبى المصرى فى أفضل أحواله والسند الحقيقى لنا بعد الله سبحان وتعالى هو مصر.
وما نقوم به من واجب وطنى للتصدى لهذه الجماعات الإرهابية هو دفاع عن بلادنا وعن مصر، فلو لا سمح الله تم احتلال ليبيا من قبل هذه العصابات وهذا لن يحدث بإذن الله سيكون لديها إمكانات كبيرة جدا وستسخر هذه الإمكانات ضد مصر، فمصر قلب الأمة العربية وهذا حقيقى، فلو حدث لمصر أى مكروه لا سمح الله تتساقط جميع الدول العربية واحدة تلو الأخرى.
سيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر قد شاركت فى حرب أكتوبر 73.. هل نطمع بالرجوع بالذاكرة والحديث عن هذه المشاركة؟
اسمح لى أن نستثنى هذا السؤال من الحوار.
لماذا سيادة الفريق؟
مصر هى وطن كل عربى وأكبر من أن نتحدث عن مشاركة، فلا مَنّ على مصر، فحرب أكتوبر المجيدة كانت حرب كل العرب ومصر كانت تحارب نيابة عن الجميع وقد شاركت ليبيا بكتيبة مشاة، بالإضافة إلى 25 طائرة ميراج، وبرغم صغر سنى فكنت قائد القوات الليبية المشاركة، فهو كان مطلبا ملحا منى فى ذلك الوقت، وتشرفت به.
أزمة التهريب بين الحدود المصرية الليبية وخصوصا تهريب السلاح ومقاتلى الإرهاب.. هل يشارك الجيش الليبى فى تأمين الحدود المشتركة أم يخصص كل مجهوده لمحاربة الإرهاب؟
حماية الحدود هى اختصاص أصيل للجيش والقوى الأمنية، وكما ذكرت سلفا نحن على تواصل دائم مع أشقائنا المصريين للتنسيق فى التعاون الأمنى، وتأمين الحدود هو جزء لا يتجزأ من تضييق الخناق على المجموعات الإرهابية وقطع خطوط إمدادهم، وعلى الرغم من إمكاناتنا المحدودة نسبة إلى طول الحدود مع مصر، فإننا نرصد ونتابع أى تحرك مشبوه على طول الشريط الحدودى، وقد تمكنا من اعتقال مجموعات إرهابية حاولت التسلل فى الاتجاهين، وضبطنا عمليات تهريب للسلاح والمال، ونعمل على تطوير إمكاناتنا فى هذا الصدد باستخدام أحدث تقنيات المراقبة والرصد.
الشأن الداخلى
هناك دعوات منذ فترة وتزداد بقوة على حثكم لإعلان تشكيل مجلس عسكرى.. هل وارد إنشاء مجلس عسكرى ليبى يقود البلاد خلال المرحلة المقبلة؟
نحن نتابع الأحداث عن قرب، لكننا لا نتدخل فى الشأن السياسى، وقد وصلتنا مطالبات شعبية على نطاق واسع لتشكيل مجلس عسكرى لكننا لن نستجيب لها.
هذه مسألة تخص البرلمان الذى يقود العملية السياسية المعقدة فى البلاد، ونحن مؤسسة عسكرية تتبع البرلمان مباشرة ولا يمكن أن نتخذ قرارات نيابة عنه، وفى الوقت نفسه لا يمكننا أن نقف متفرجين إذا رأينا أن العملية السياسية تقود البلاد إلى الهاوية.
هناك بعض الضباط الوطنيين بالمنطقة الغربية ولهم شعبية بين الجنود لماذا لا يتم التواصل معهم لانضمامهم للجيش الليبى؟
ليس صحيحا، نحن لدينا قوة عسكرية حقيقية على الأرض فى المنطقة الغربية وعلى تواصل دائم ومستمر معها، وكل الضباط والجنود الشرفاء فى غرب البلاد منخرطون فعليا ضمن كوادر الجيش الوطنى الليبى، والباب ما زال مفتوحا على مصراعيه أمام كل العسكريين، الذين حالت ظروف المرحلة بينهم وبين أعمالهم للالتحاق بالقوات المسلحة ومباشرة أعمالهم وتسلم مهامهم.
مدينة سرت مختطفة بالكامل من قبل تنظيم داعش الإرهابى هل هى على خريطة تحركاتكم العسكرية القادمة لتحريرها؟
الجيش الليبى قطع على نفسه عهدا بالقضاء على الإرهاب فى كامل التراب الليبى مهما بلغت التضحيات، ونبشر أهلنا فى كل المدن التى يجثم الإرهاب على صدورها وفى مقدمتها مدينة سرت بأن الفرج قريب.
سؤال يعتبر الأصعب فى الحوار وبه تخوفات من البعض وترحيب من البعض.. هل فى نيتكم الترشح لرئاسة ليبيا وإذا كان.. هل سيكون عبر صندوق الانتخابات وتتخلى عن البدلة العسكرية أم عبر المؤسسة العسكرية؟
هذا سؤال سابق لأوانه، ولم أشغل به بالى على الإطلاق.
ما نفكر فيه حاليا ونسخر له كل إمكاناتنا الذهنية هو استعادة الدولة وإنقاذ الوطن من الضياع وتطهيره من كل العصابات الإرهابية، والعمل بالتوازى لإعادة بناء المؤسسة العسكرية بالشكل السليم المؤسسى الذى لا يعتمد على فرد ولا تكون ولاءاته لأشخاص وعندما يتحقق ذلك يكون لكل حادث حديث.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.