دينا ريان كانوا يقولون مستهزئين منها زمان «صحافة حافة آفة».. كنت أسمعهم على مقاهى صعاليك الثقافة وفى مدرجات الجامعة.. المدرجات الملونة، حيث كنت أنتمى لأسر يسارية لا أفقه من كلامهم شيئا إلا أنهم يتشدقون بالوطن والحرية، وعندما اقتربت منهم أكثر وجدتهم هئ هأ هؤ يا نضال.. ويا محلى النضال المدفوع ويا محلى نضال البارات، والمزات على رءوس الأشهاد! لكن إن جيتوا للحق مش كلهم! قلت يا بت خليكى فى العالم اللى بيعرف ربنا ويرفع راية الإسلام والشرع والتقوى والفتوى، فوجدتهم يدينون أيضا الصحافة حافة آفة ويكفرون أبوها! ووجدتنى محور مناقشتهم ومشروعهم القومى لتحجيب تلك السافرة الفاجرة التى تنتمى لنا وهى خالعة برقع الحياء، وإن أولى خطوات الجهاااد هو الحجااااب، ولم أكن قد تحجبت بعد بل أخرنى إلحاحهم ونفرنى من ارتداء الحجاب! لكن إن جيتوا للحق مش كلهم! ذهبت أبحث عن الحرية الوطنية القومية العربية المصرية، وتحيا مصر شعار رفعته من بدرى أيام شباب الثمانينيات. وعقب العديد من الانتفاضات الشعبية التى سماها الرؤساء بانتفاضات الحرامية، وكل الحكاية إن المواطنين الجوعى المحرومين خرجوا مع الموظفين مع الطلبة فى انتفاضة يقولون لا لسيد بيه! نسيب البيه الكبير! ده كليو اللحمة هئ هأ هؤ بقي بجنيه. قلت أبحث عن حرية وطنى والدفاع عن بلدى التى هى أنا شعبى، الغلبان البسيط الصدمان العدمان، ولم أجد غير طريقى الذى اخترته منذ نعومة أظافرى الصحافة حافة التى يقول عنها الحمار والحلاوة إنه حافة آفة. وابتعدت عن مناضلى البارات وقبيضة الانتخابات والبلح أمهات وابتعدت عن أصحاب الرايات الحمراء والزرقاء. وقلت أعيش مع تراب الأرض والوطن وأدافع عن الحق وأحارب الفساد، فوجدتنى أبارز الفساد فى الخارج وأعود لداخل البلاط أجده فى انتظارى، فأكمل حربى لما انقطع خلفى وخسرت مجتمعى البرجوازى الذى أصبحت فيه مسخا من مسوخ الصحافة! فرجة وبتلاتة ونص تعالى بص!! وقالوا هيييه ثورة.. وهبااااه سيكننس وجدت الصحافة حافة آفة يركبها كل من كان يسبها، ووجدتنى ضحية أمراء الانتقام من دولهمه، وبعدما غاروا جاءوا دوكهمه، واستمر التواصل الانتقامى وأنا مثلى مثل الشعب مش فاهم حاجة غير مصنف لا على دولهمه يلطشوا فيه ولا دوكهمه يتسيدوا عليه. جلست ونفس عميق من هواء الشيشة على مقهى البسطاء، رنت فى أذنى أغنية.. الصحافة حافة آفة، فزدت عليها على سبيل الإضافة، الصحافة حافة آفة وهئ هأ هؤ يا صحافة.