لماذا يصلى 86% من الإسرائيليين كل يوم ليحفظ الرب النظام السورى بقيادة الأسد؟ وما معنى تهديد رامى مخلوف، ابن خالة بشار، لإسرائيل بسقوطها إذا سقط نظام الأسد؟ ولماذا قال تونى بلير مبعوث الاتحاد الأوروبى: لا يمكن دعم الثورة السورية مثل باقى الثورات العربية؟ ولماذا يواجه الشعب السورى بصدره العارى ميليشيات أربع دول (إيران، والعراق، حزب الله، النظام السورى) ؟ ولماذا أنظمة الحكومات فى العالم تأتى من حيث الظاهر بعقوبات على النظام السوري، وهى فى الحقيقة تعطيه المهلة تلو المهلة لينتصر بأسلحته المحرمة وآلته العسكرية على أفراد يريدون الحرية والفكاك من دمويته ؟ وكيف للشعب السورى أن يُقرِّر مصيره بنفسه ويختار مَن يحكمه وهو محاصر بفيتو «التنينى الصيني»، وفيتو «الدب الروسي»، وغرب متخاذل يتفرج على تلك المهازل، وتلك الانتهاكات الصارخة لأبسط حقوق الإنسان، وجامعة دول عربية تُسلِّم مصير الشعب السورى لمبعوثين لا حول لهم ولا قوة، وهى تتفرج وكأنها ليست معنية بشعب يذبح فى كل لحظة؟ الأسئلة كثيرة.. والإجابة واحدة وهى «المصالح»، وإن اختلفت وفقا لكل جهة، فمثلا إسرائيل ترى فى النظام «الأسدى» الذى بقى40 عاما، يتاجر بالمقاومة والممانعة، حائط صد لتوحد سورى - لبنانى – فلسطينى، ضد وجودها وطموحات توسعاتها من ناحية، وعدم قيام حكم إسلامى يتكتل فى دائرة عليها مع أقرانه بدول الربيع العربى . ولسنا بمغالين، إذا أشرنا إلى الهاجس اليهودى الذى نشر على عدة مواقع إسرائيلية, أن سقوط حكم العلويين سيخرج «صلاح الدين جديدا» ينطلق من سوريا لتحرير فلسطين، مثلما فعل الفاتح صلاح الدين الأيوبى من قبل، حيث كانت سوريا مقره الرئيسى، مستندين فى ذلك إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثاً من الموالى, أكرم العرب فرساً وأجودهم سلاحا يؤيد الله بهم الدين». أما بالنسبة لأمريكا فهى تخشى إمكانية أن يؤدى انتصار الثوار إلى وصول القاعدة والمتعاطفين معها إلى السلطة، فى مرحلة ما بعد الأسد، مما يفسد مخططها بتقسيم المنطقة! وبالنسبة لإيران فإنها تلعب بورقة دعم الأسد للحصول على أكبر المكاسب لاستمرار برنامجها النووى، وإلغاء العقوبات عليها والتوسع الشيعى والفارسى فى المنطقة. وإذا ما سلمنا بأن موقف روسيا والصين, هو منع هيمنة القطب الواحد على المنطقة، فإن مغالاتهما فى منع أى تحرك لتنحى بشار، يثير الريبة والشكوك فى قصد نياتهما! إن التقديرات الأممية التى أعلنت أخيرا، تؤكد تدمير أكثر من 2.8 مليون مبنى بالمدن السورية صار سكانها بالعراء، بينما يواصل النظام الذى يزعم الدفاع عنهم فى اتباع سياسة الأرض المحروقة، من خلال ابتداع براميل البارود الملقاة من الطائرات. إن كل هؤلاء فاتهم قوله تعالى “تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِى الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ". وإن نصر الله لقريب.