حققت الثورة مكاسب كثيرة على مدار ما يزيد على عام ونصف العام، فى أول تجربة ديمقراطية حقيقية يشهدها الشعب المصرى على مدى تاريخه، وإن كانت هذه التجربة أدت إلى تصعيد التيار الدينى وهيمنته على مجلسى الشعب والشورى وكل نقابات مصر، مما أدى إلى وجود مخاوف لدى النخب الأخرى من الليبراليين والأقباط، خصوصا من لهم علاقة بالأدب والفن من تضييق هامش الحرية التى يتمتع بها هؤلاء فى ممارسة أنشطتهم الثقافية والفنية، وأرى أن لديهم بعض الحق فى تلك المخاوف تجاه الفن على وجه الخصوص، فقد ظهرت بعض التصرفات غير المسئولة من أفراد ينتمون إلى التيار السلفى، من وضع الشمع على بعض التماثيل فى الإسكندرية، وهدم تمثال الزعيم جمال عبد الناصر فى أسيوط، وقطع أذن أحد الأقباط فى صعيد مصر، وهدم أضرحة الأولياء من المساجد، وغيرها، من التصرفات التى لم تشهدها مصر من قبل، وكانت المخاوف لدى النخب المثقفة فى مصر من نجاح الدكتور مرسى، أن تتحول مصر إلى دولة دينية، لكن خطاباته للشعب جاءت مطمئنة، خصوصا بعد إعلانه أن مصر سوف تصير دولة مدنية، وأرى فى ظل الجمهورية الجديدة أن يفسح المجال للمثقفين والعلماء والمفكرين الحقيقيين أن يتصدروا المشهد السياسى والثقافى، ويكونوا هم قادة الرأى فى المجتمع يشاركون فى وضع السياسات، وسن القوانين وصياغة الدستور مثلما كان الدكتور طه حسين، وأحمد أمين، وأحمد لطفى السيد أعضاء فى لجنة صياغة دستور 1923وهو من أهم الدساتير فى تاريخ مصر، وأن ننهض بالتعليم لكى تنطلق مصر لركب الدول المتقدمة، وهى قادرة على ذلك لو حافظت على العقول النيرة من أبناء هذا الوطن. * شاعر حائز على جائزة الدولة فى أدب الأطفال