وغيرها من الكلمات العذبة القوية التي عشقت سماعها الأذن فباتت محفورة داخل القلب والعقل علي مر السنين لتكون اليوم أول سطور تكتب لتحكي قصة أحد رموز الأدب والشعر في عالمنا العربي, الذي يشتهر الآن أساسا بالأغنية الدينية والقصيدة الصوفية والصورة الإذاعية. إنها قصة الشاعر المصري الراحل عبدالفتاح مصطفي.. عشق الأدب فبات راهبا في محرابه ليقدم الكثير من الأعمال الغنائية المتميزة التي خلدت أسمه علي مر السنين كرائد من رواد الأغنية المصرية الحديثة خاصة الدينية واحدي الحواديت الأدبية التي لن تنسي. بدأ عبدالفتاح مصطفي مشواره الأدبي في الأربعينيات فكتب عشرات القصائد باللغة العربية الفصحي حتي إن إحدي هذه القصائد التي نشرها في الصحف في عام7491, وهو لا يزال طالبا بالمرحلة الثانوية, كانت سبيله للتعامل مع الإذاعة من خلال المطربين والملحنين, فكانت قصيدته عروس النيل التي لحنها له الموسيقار محمد عبدالوهاب هي أول تعاملاته مع الإذاعة, ولم يكتف عبدالفتاح مصطفي وقتها بكتابة هذه النوعية من القصائد, بل صار في الخمسينيات من أشهر كتاب المسلسلات والبرامج الاذاعية بعد أن كتب للإذاعة العديد من الصور الغنائية المشهورة التي مازالت تعرض حتي الآن مثل أوبريت عوف الأصيل و عذراء الربيع وشمس الأصيل. ورغم كل ما حققه من شهرة ونجاح إلا أن الشهر قد ازدادت مساحته عندما عرفت كلمات أغانيه شقت طريقها نحو حنجرة سيدة القصيدة العربية أم كلثوم التي أثمر التعامل معها خروج أجمل اثنتي عشرة أغنية وطنية وعاطفية ألفها عبدالفتاح مصطفي في الفترة من يوليو عام9591 حتي عام.7691 بدأ التعامل مع أم كلثوم عندما غنت له النشيد الوطني رنا فدائيون وبعدها توالت الأعمال الوطنية لتصل إلي ثماني أغنيات عبرت عن المرحلة التي كانت تمر بها البلاد بعد قيام ثورة يوليو, مثل منصورة ياثورة أحرار و ياصوت بلد و طوف بجنة ربنا و وغيرها من الأغنيات الوطنية التي كانت ومازالت صوت الشعب الحر. ثم غنت له أم كلثوم بعد ذلك بعض الأغاني العاطفية والدينية مثل لسة فاكر و ليلي نهاري وأقول لك إيه عن الشوق يا حبيبي. بعد ذلك اتجهت قصائد عبدالفتاح مصطفي في السبعينيات إلي التصوف فكتب الكثير من الأغاني الدينية للعديد من المطربين, مثل عبدالحليم حافظ الذي غني له أحد عشر دعاء وأغنية من أجمل ما كتب في الابتهال الديني مثل علي التوتة والساقية و أنا من تراب, وغني له إسماعيل شبانة التوبة في رمضان. وفي مثل هذه الأيام المباركة من كل عام لا ننسي أن نردد أحدي روائع عبدالفتاح مصطفي التي تغنت بها شريفة فاضل: تم البدر بدري والأيام بتجري والله لسه بدري والله يا شهر الصيام كما كتب عبدالفتاح مصطفي العديد من الأناشيد لكبار المنشدين أمثال الشيخ النقشبندي وأستطاع من خلال هذا الصوت القوي أن ينقل فن التواشيح والابتهالات من أروقة الصوفية إلي آذن المسلمين جميعا كأغنية أيها الساهر و مولاي. كما كتب عبدالفتاح مصطفي سيناريو وحوار اغاني فليم( الشيماء) ومسلسل( محمد رسول الله) وحصل علي جائزة أحسن سيناريو وحوار, كما حصلت أعماله عام8002 علي جائزة نجيب محفوظ للأدب. ومازال عبدالفتاح مصطفي يمتعنا بشاعريته وتقواه.