جامعة أسيوط تعقد ورشة عمل حول جودة التعليم كمدخل للتحول لجامعات الجيل الرابع    جداول امتحانات الفصل الدراسى الثاني 2023- 2024 بالجيزة لكل الصفوف    تحسين معيشة المواطن وزيادة الإنتاجية.. وكيل "قوى عاملة النواب" توضح مستهدفات الموازنة الجديدة    مدبولي لرؤساء المجالس التصديرية: نستهدف زيادة صادراتنا "من 15-20 %" سنوياً    وزير الخارجية السعودي: جهود وقف إطلاق النار غير كافية    الزمالك يطلب السعة الكاملة لاستاد القاهرة في مواجهة دريمز    مانشستر يونايتد يدخل صراع التعاقد مع خليفة تين هاج    بمشاركة 1500 لاعب .. انطلاق بطولة الجمهورية للاسكواش في مدينتي    سوبر هاتريك «بالمر» يشعل الصراع على الحذاء الذهبي    بالفيديو والصور .. الحماية المدنية تحاول السيطرة على حريق هائل بمول تجاري بأسوان    إصابة فني تكييف سقط من علو بالعجوزة    «مالمو للسينما العربية» يُكرم المخرج خيري بشارة.. و4 نجوم في ضيافته (تفاصيل)    بالأسماء.. رئيس جامعة القاهرة يصدر قرارات تعيين وتجديد ل 19 رئيسا لمجالس أقسام علمية    عالم بالأوقاف: يوضح معني قول الله" كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ"؟    «طب قناة السويس» تكرِّم أساتذة ومؤسسي قسم الباطنة العامة    في فصل الربيع.. كل ما يخص مرض جفاف العين وكيفية العلاج (فيديو)    تأجيل محاكمة 16 متهما بتهريب المهاجرين ل 13 مايو    وزير الخارجية ونظيره الصيني يبحثان تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها    الحرية المصري يشيد بدور التحالف الوطني للعمل الأهلي في دعم المواطنين بغزة    قرعة علنية لعروض مهرجان بؤرة بجامعة دمنهور (صور)    وزير التعليم: مد سن الخدمة للمُعلمين| خاص    جامعة الإسكندرية تتألق في 18 تخصصًا فرعيًا بتصنيف QS العالمي 2024    خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية    فصل التيار الكهربائي "الأسبوع المقبل" عن بعض المناطق بمدينة بني سويف 4 أيام للصيانة    وزير الأوقاف: إن كانت الناس لا تراك فيكفيك أن الله يراك    القاصد يشهد اللقاء التعريفي لبرامج هيئة فولبرايت مصر للباحثين بجامعة المنوفية    «الأهلي مش بتاعك».. مدحت شلبي يوجه رسالة نارية ل كولر    مصطفى كامل يوضح أسباب إقرار الرسوم النسبية الجديدة على الفرق والمطربين    توقعات برج الدلو في النصف الثاني من أبريل 2024: فرص غير متوقعة للحب    فى ذكرى ميلاده.. تعرف على 6 أعمال غنى فيها عمار الشريعي بصوته    على مدار 4 أيام.. فصل التيار الكهربائي عن 34 منطقة ببني سويف الأسبوع المقبل    سلوفاكيا تعارض انضمام أوكرانيا لحلف الناتو    هل يجوز العلاج في درجة تأمينية أعلى؟.. ضوابط علاج المؤمن عليه في التأمينات الاجتماعية    هل يحصل على البراءة؟.. فيديو يفجر مفاجأة عن مصير قات ل حبيبة الشماع    توفير 319.1 ألف فرصة عمل.. مدبولي يتابع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر    ناقد رياضي يوضح أسباب هزيمة النادي الأهلى أمام الزمالك في مباراة القمة    مؤتمر كين: ندرك مدى خطورة أرسنال.. وتعلمنا دروس لقاء الذهاب    دورة تدريبية حول القيادة التطوعية في مركز شباب سفاجا    ضبط خاطف الهواتف المحمولة من المواطنين بعابدين    مستشار المفتي من سنغافورة: القيادة السياسية واجهت التحديات بحكمة وعقلانية.. ونصدر 1.5 مليون فتوى سنويا ب 12 لغة    الطب البيطرى بالجيزة يشن حملات تفتيشية على أسواق الأسماك    وزارة الأوقاف تنشر بيانا بتحسين أحوال الأئمة المعينين منذ عام 2014    طلبها «سائق أوبر» المتهم في قضية حبيبة الشماع.. ما هي البشعة وما حكمها الشرعي؟    رئيس وزراء الهند: الممر الاقتصادى مع الشرق الأوسط وأوروبا سيماثل طريق الحرير    مرسى مطروح تعلن عن كشوف قبول طلبات التصالح ومعاينات ملفات التقنين    حسن الرداد يكشف عن أحدث أعماله السينمائية مع إيمي سمير غانم    "التعليم" تخاطب المديريات بشأن المراجعات المجانية للطلاب.. و4 إجراءات للتنظيم (تفاصيل)    اقتراح برغبة حول تصدير العقارات المصرية لجذب الاستثمارات وتوفير النقد الأجنبي    المؤبد لمتهم و10 سنوات لآخر بتهمة الإتجار بالمخدرات ومقاومة السلطات بسوهاج    ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار والعواصف وصواعق البرق فى باكستان ل 41 قتيلا    رئيس جهاز العبور يتفقد مشروع التغذية الكهربائية لعددٍ من الموزعات بالشيخ زايد    برلماني يطالب بمراجعة اشتراطات مشاركة القطاع الخاص في منظومة التأمين الصحي    ميكنة الصيدليات.. "الرعاية الصحية" تعلن خارطة طريق عملها لعام 2024    الرئيس الصيني يدعو إلى تعزيز التعاون مع ألمانيا    جوتيريش: بعد عام من الحرب يجب ألا ينسى العالم شعب السودان    «الصحة» تطلق البرنامج الإلكتروني المُحدث لترصد العدوى في المنشآت الصحية    دعاء ليلة الزواج لمنع السحر والحسد.. «حصنوا أنفسكم»    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وحشتني عدد نجوم السما

الأغنية عند صلاح فايز كائن جميل قادر علي إثارة دهشتك أحيانا..
وإثارة إعجابك أحيانا.. ولمس مشاعرك طوال الوقت..
وحتي تختبر صدق هذه المقولة.. عليك أن تقرأ معي هذه السطور من أغنيات صلاح فايز.. لتكتشف أنه يسكن وجدانك.. دون أن تدري.
يا ولاد بلدنا يوم الخميس
هاكتب كتابي وابقي عريس
الدعوة عامة.. وهاتبقي لمة
وها يبقي ليّا في البيت ونيس
«وأيضا..»
وحشتني عدد نجوم السما
وحشتني عدد كلام الغُنا
وحشتني ف كل يوم إنما
وحشتني أكتر وأكتر.. واحنا سوا
وأيضا..
الحب الحقيقي مايتنسيش طول السنين
الحب الحقيقي ما ينتهيش ولا الحنين
جايز تنسّينا الدنيا.. جايز نقابل ناس تانية
جايز نحب وجايز لأ.. لكن يا روحي إن جيت للحق
لو قولنا في البعد ارتحنا.. نبقي بنكدب علي روحنا
ولكي تكتمل لديك الصورة.. عليك أن تضم هذه العناوين إلي المقاطع السابقة (في الركن البعيد الهادي) و(ببساطة كده) لمحمد علي سليمان وأنغام (بحبك يا شبرا) و(غدارين) لمحرم فؤاد، (كنت فاكر) لحن أحمد الحجار وغناء علي الحجار، (كده برضه يا قمر) لحن خالد الأمير وغناء هاني شاكر، (بنات كتير) لحن هاني شنودة وغناء فريق المصريين، (اضحك يا بوعلي يا خفيف الدم) لحن منير الوسيمي.. وغناء سمير صبري.
لكل شاعر بستانه الخاص، ولكن هذه المقاطع وهذه العناوين إنما تعني أن صلاح فايز كان يقدم لنا أزهاره الغنائية من عدة بساتين..
في أوائل الثمانينيات سألني الشاعر الكبير فؤاد حداد : هل تعرف من هذا الشاعر الذي كتب أغنية (بنات كتير) لفرقة المصريين -! فقلت له : صلاح فايز...
قال شاعرنا الكبير : إنه (شاب متميز جدا).. قوافيه ساخنة.. يلزم نفسه فيها بما لا يلزم قلت له : صلاح فايز ليس شابا إلا بالروح والقلب فقط، ولكنه رجل ناضج تخطي الخمسين، وخرج من القوات المسلحة برتبة لواء !!
تعجب فؤاد حداد جدا.. وقال وكيف لا أعرف شاعرا بهذه القيمة.. وهذه القدرة -! وإليكم الإجابة ثلاثية الأبعاد..
البعد الأول يخص صلاح فايز نفسه.. فقد أثر عمله العسكري بالتأكيد علي حضوره الإعلامي وانتشاره الفني.. في الفترة التي كان يجب أن ينطلق فيها بكامل طاقته الإبداعية، البعد الثاني يخص فؤاد حداد.. الذي قضي في المعتقل حوالي ثماني سنوات (علي مرتين) وقد أثر هذا - بالتأكيد - علي إلمامه بالحركة الغنائية..
البعد الثالث.. هو بالضبط ما تعني به هذه السلسلة عن شعراء الوطن.. إننا نوثق لأكثر فئة إبداعية صنعت وجدان الملايين في طول الوطن العربي وعرضه حيث لا توجد - للأسف - أية جهة تقوم بتوثيق هذه الكنوز العظيمة من الحب الحقيقي.
جمال بخيت


صلاح فايز من شبرا إلي الجيش إلي قلوب العاشقين
أحد شعراء الوطن الذين لا تغيب أغانيهم عن الذاكرة مهما طال الزمن.. قدم عدداً كبيراً من الأغاني التي لاتزال تتردد علي الأسماع بلا ملل محتفظة برونقها وبريقها ونضارتها رغم الأجواء الفنية التي تبدو للوهلة الأولي أنها غير صحية.. إنه الشاعر الغنائي صلاح فايز الذي لم أعرفه إلا من خلال أغانيه الشهيرة التي تغني بها نجوم الغناء المصري والعربي.
في الموعد المتفق عليه أجدني بداخل شقته بحي المهندسين.. جلست في انتظاره وفور حضوره شعرت لوهلة أنني سأكون في حضرة رجل يحاول أن يتذكر ما يمكن تذكره بسبب العصاة التي كان يتوكأ عليها والشعر الذي اشتعل شيباً لكنني فوجئت بالرجل الذي تجاوز سنه الخامسة والسبعين يتميز بذاكرة نشطة وتواضع جمّ وبريق لا يغيب وتوهج دائم وحضور طاغٍ في حديثه عن ذكرياته وماضيه أو حاضره أو مستقبله.
لم يكن شاعرنا يحلم في بداياته سوي أن ينتبه المستمعون لاسمه.. إثبات الذات كان هدفه الأساسي وشعاره فكان الخروج عن المألوف وتقديم الأغاني بأسلوب مقبول وسهل وأسلوبه هو السهل الممتنع ذو الفكرة الشيقة والجميلة، أما منطقه في الحياة فهو الإيمان بالقدر والعيش بفكرة التجاوز عن السيئ والمحزن.. التقيناه لنقلب في فنجان ذاكرته عن المتاح والمحظور علنا نخرج بانفراد غير مسبوق.
بحبك ياشبرا
بطاقته الشخصية لا تحمل اسمه وتاريخ ميلاده ومكان مولده فقط لكنها تحمل الكثير من الحكايات: اسمي صلاح الدين فايز فؤاد، ولدت في 13 نوفمبر عام 1934 في حي قصر النيل بالقاهرة ثم انتقلت إلي حي شبرا الذي مكثت فيه سنوات مراهقتي الأولي، وكان يتميز هذا الحي وقتها بأنه هيئة أمم متحدة بالقاهرة بمعني أنه كان يجمع بين المسلمين والمسيحيين والأقباط من الأرمن والطليان والجريج وغيرهم من الأجانب الذين كانوا يقيمون في القاهرة في ذلك الوقت، كما كان يتميز بأن الكثيرين جداً من فناني مصر يقطنون فيه، والحق يقال أن تواجدي في سنوات حياتي المبكرة في هذه البيئة شكل جزءًا واضحاً من شخصيتي العامة وشخصيتي الشعرية لأنني تعرفت علي ثقافات أخري غير الثقافة المحلية المصرية.
وأوضح: تشبعت في هذا الحي بأشياء كثيرة وعندما كبرت ظلت هذه الأشياء بداخلي فأصبحت مرتبطاً بها، وهذا ما يجعلني أقول أنني أول شاعر يكتب عن حي فهناك من كتبوا أغاني عن بلدان أو مدن أو دول حباً فيها لكنني كتبت عن حي شبرا من خلال أغنية «بحبك يا شبرا» التي غناها المطرب الراحل محرم فؤاد.
إرهاصات الشعر الأولي كان لها مذاقها الخاص حتي أنك تجد سعادة غامرة في عينيه أثناء تذكره للأحداث المتعلقة بها: أثناء دراستي في مدرسة التوفيقية الثانوية في حي شبرا اندلعت وقتها مظاهرات عامي 48 و49 فظهرت بداياتي الشعرية في حرصي علي تدوين شعارات المظاهرات التي كان يرددها الطلبة وقتها ثم التحقت أيام الملك فاروق بمدرسة الثانوية العسكرية الملكية للحصول علي شهادتي الثقافة والتوجيهية التي توازي شهادة الثانوية العامة الآن.
ويستكمل: عندما التحقت بالكلية الحربية شاركت في مجلة الكلية الحربية بالعديد من الأزجال ثم التحقت بسلاح الفرسان الذي كان يتميز بأن بعض ضباطه تحولوا إلي فنانين وشعراء وأدباء مثل الأديب يوسف السباعي والفنان أحمد مظهر والشاعر الغنائي عصمت الحبروك.
وحشتني
حكاية أول حب لم يخفها الشاعر صلاح فايز الذي تحدث عنها كأنها لاتزال موجودة حتي الآن بقوله: عندما خدمت في سلاح الفرسان في منطقة بير جفجافة بسيناء عام 1955 تعرفت علي فتاة وكانت العلاقة العاطفية بيننا قائمة علي فكرة المراسلات حيث كنت أراسلها من الجبهة وكنت أعرض ما أكتبه في مراسلاتي علي زميلي «حسن» الذي كان يشاركني خيمتي فنبهني إلي شيء مهم بقوله «أنت تكتب بشكل قريب من لغة الغناء» ولا أبالغ إذا قلت أن كثرة كتاباتي للخطابات إلي الفتاة التي كنت أحبها جعلتني أتقن كتابة الشعر المسجع دون دراسة العروض الذي تقاس عليه الأوزان الشعرية من بحور وقوافٍ.
ومضي يقول: كنت أراسل وقتها الأديب يوسف السباعي فأرسل لي في أحد الخطابات رداً مصحوباً بإهداء مع صورته قال فيه: «أري لغة أدبية راقية في خطاباتك ترشحك لكي تكون كاتب رواية أو قصة قصيرة أو شاعرًا»، ولما اجتمع رأي زميلي حسن والأديب يوسف السباعي علي شيء نبهاني للمضي في طريق الشعر لأبدأ منذ ذلك الحين مشوار كتابة الأغاني.
ياولاد بلدنا يوم الخميس
لا أستطيع أن أصف حركات وسكنات الشاعر صلاح فايز في تعبيره عن تلك المرحلة المهمة في مشواره الفني مع المطرب والملحن محمد فوزي الذي يعتبره مكتشفه الأول وصاحب الفضل في تقديمه للوسط الفني ليعمل مع كبار نجوم الغناء رغم صغر سنه الذي لم يتجاوز 26 عاماً بقوله: كان لقائي الأول مع المطرب والملحن القدير محمد فوزي عام 60 حيث كنت أشغل وقتها وظيفة «رئيس عمليات كتيبة » في الجيش المصري، وكانت تعسكر هذه الكتيبة تحت أعلي عمارة في حي جاردن سيتي وهي عمارة «بلمونت» التي كان يقطن بها المطرب محمد فوزي، ولعبت الأقدار لعبتها في وقت راحتي حيث كنت أجلس علي الكورنيش وإذ بي أشاهد هذا المطرب الجميل وبصحبته عازف الكمان الأول في مصر أنور منسي، ورغم أنني كنت خجولاً إلا أن شيئاً ما دفعني للذهاب إليه لأعرفه بنفسي وبما أكتبه من أغانٍ فوعدني بلقائه في منزله في نفس اليوم بعد الانتهاء من أعماله لتناول الغداء سوياً ولأسمعه ما لدي من أشعار غنائية.
وأضاف: رغم أنني توقعت أن ما قاله لي المطرب محمد فوزي مجرد مجاملة لكنه عاد من عمله مثلما وعدني واصطحبني إلي شقته في الدور 26 من عمارة «بلمونت»، وتناولت القهوة لحين عودته بعد تغيير ملابسه ففوجئت به يرتدي جلباباً «بلدي» و«شبشب» ربما ليكسر بداخلي حاجز الخوف النفسي لكن المؤكد أنها كانت طبيعته الخاصة دون تكلف أو مظهرية.
ويستكمل: بعد تناول الغداء أسمعته أربع أغانٍ منها أغنية «بعد بيتنا ببيت كمان» التي طلب أن أعيدها مرتين وأغنية «خفة دمك مش علي حد» وانتهي اللقاء بأن تنبأ لي بمستقبل جيد في مجال كتابة الأغاني وبعد أسبوع من القلق الشديد فوجئت به يتصل بي لأنه يريد أن يسمعني في التليفون أغنية «بعد بيتنا ببيت كمان» التي قام بتلحينها ليعرف رأيي في اللحن الذي أعجبني للغاية، المفاجأة الأخري أنه قال لي أن هذه الأغنية ستغنيها المطربة هدي سلطان لكنني قلت له أنها لا تصلح لمطربة بل تصلح لمطرب فقرر أن يغنيها بنفسه.
بدأت منذ عام 60 العمل مع المطرب محمد فوزي وإلي أن توفاه الله عام 66 حيث قدمت معه أكثر من 8 أغانٍ من ضمنها الأغنية الشهيرة «يا ولاد بلدنا يوم الخميس هأكتب كتابي وأبقي عريس» وغيرها.
حكاية أول مبلغ يحصل عليه من كتابة الأغاني تبدو شيقة ورواها فايز بقوله: أول مبلغ حصلت عليه من كتابة الأغاني كان شيكا من المطرب محمد فوزي بمبلغ 15 جنيها وكان هذا المبلغ وقتها كبيراً للغاية خاصة لشاعر مثلي في بداياته، المهم أنني لم أهتم بقيمة المبلغ المكتوب في الشيك لكنني ظللت فترة طويلة لا أصرفه لأنني اعتبرته شهادة تقدير ثم زاد أجري عن ثاني أغنية أقدمها مع المطرب محمد فوزي حيث حصلت علي 25 جنيها.
وحكي فايز عن أصدقائه من الشعراء والملحنين طوال مسيرته الفنية بقوله: كنت ألتقي أصدقائي من الشعراء والملحنين في حديقة معهد الموسيقي العربية الذي لايزال موجوداً حتي الآن بمنطقة الإسعاف وكنا نسمع بعضنا البعض سواء أبناء جيلي أو الجيل الأكبر منا وتعرفت وقتها علي الشاعر عبدالوهاب محمد الذي تأثرت به وأصبح صديق عمري فيما بعد.
في الركن البعيد الهادي
وأضاف: من معهد الموسيقي العربية التقطني الملحن فؤاد حلمي الذي لحن للمطربة فايزة أحمد أغنية «بتسأل ليه علي» فعرض علي التقدم بالأغاني التي أقوم بتأليفها إلي الإذاعة المصرية التي كان يرأسها في ذلك الوقت الإعلامي محمد حسن الشجاعي الذي اكتشف مواهب حقيقية كثيرة منهم عبدالرحمن الأبنودي وبليغ حمدي، وكنت وقتها نقيباً في الجيش فأخذت معي أكثر من أغنيتين وعندما بدأت في قراءتهما طلب أن يقرأهما بنفسه فأزعجه طولهما بعض الشيء فقام بإجراء بعض التعديلات البسيطة وأسند الأغنية الأولي للمطرب جلال حرب والثانية للمطرب مصطفي فتحي، بعدها أصبح باب الإذاعة مفتوحاً ولم أتركها من ذلك الوقت، ومن أحلي الأغاني الإذاعية التي قدمتها وقتها كانت أغنية «أكتر تلاتة بحبهم ابني وابنتي وأمهم» التي غناها المطرب إسماعيل شبانة وأعتز بها لأنها كانت تحمل معاني اجتماعية لم تكن موجودة وقتها كما أنني كنت أول شاعر غنائي يتحدث عن أسرته.
يعترف فايز أن الشاعر حسين السيد كان السبب وراء كتابته الأغنية الدرامية بقوله: كان يسكن الشاعر حسين السيد في عمارته أمام وزارة الأوقاف الآن فالتقيت به في مكتبه في «بدرون» نفس العمارة ولا أنكر أن هذه الشخصية بهرتني وسحرتني لأنه كان يكتب أغاني جميلة للغاية.
كما أنه كان من ضمن الشعراء الذين تعلمت منهم كتابة الأغنية الدرامية فعندما قدم الشاعر حسين السيد أغنيتي «ساكن قصادي» و«عايز جواباتك» قدمت في المقابل أغنية «في الركن البعيد الهادي» للمطربة أنغام، كما قدمت بعدها أكثر من نموذج للأغاني الدرامية.
كلك حنيّة
وعن الأشخاص الذين أرتبط معهم بعلاقات صداقة حقيقية خلال مشواره الفني أوضح فايز: في تاريخ حياتي قابلت ناسا ارتبطت بهم كملحنين منهم السوري محمد ضياء الدين «الأب» الذي قدمت معه كثيرا من الأغاني منها أغنيتان لشادية هما «أنا اترجاك» و«كلك حنية» وأغنية «مشتقالك» للمطربة ليلي مراد قبل اعتزالها وأغنيات أخري للمطربتين شريفة فاضل ومها صبري وأغرب ما في عملي مع الملحن محمد ضياء الدين هو أغنية «اضحك للدنيا» التي غني فيها لأول مرة الفنانون يوسف وهبي وأمينة رزق ووداد حمدي وأحمد فؤاد حسن.. كما أننا جعلنا الفنانة سميرة أحمد تغني أغنيتين رغم عملها كممثلة فقط.
كده برضه يا قمر؟!
لا يمكن وصف حالة السعادة الغامرة التي حكي بها الشاعر صلاح فايز الفترة الثالثة في مشواره الفني لأنها كانت علي حد تعبيره مثمرة ومهمة وحملت أكثر نجاحاته الفنية مع صديقه ضابط الجيش والملحن خالد الأمير الذي تعرف عليه عام 61 قائلاً: أثناء فترة عملي في منطقة البحر الأحمر سمعت أغنية أعجبتني للغاية وهي «واحشني كلامك» تأليف مأمون الشناوي وغناء المطربة مها صبري فسألت عن ملحنها فعرفت أنه الملحن الشاب خالد الأمير، فاتصلت به ليفاجئني بأنه يعرفني فدعيته لزيارتي ومن ذلك الحين أصبحت بيننا شراكة فنية كبيرة امتدت لأكثر من ثمانين أغنية منها أغنيتا «كده برضه يا قمر» و«معقول نتقابل تاني» للمطرب هاني شاكر و«الحب الحقيقي» للمطربة شادية و«وحشتني» للمطربة سعاد محمد و«ابسط يا عم» للمطرب عمر فتحي ومن كثرة الأغاني الجيدة التي قدمناها سوياً أطلق علينا «الأخوان ظبطاني» علي وزن «الأخوان رحباني».
ببساطة كده
وأضاف: بعدها انتقلت لمرحلة جديدة حيث التقيت الموسيقار محمد علي سليمان والد المطربة أنغام، ورغم أن أسلوبه كان يخالف أسلوبي إلا أنني طوعت نفسي للعمل معه فقدمنا سوياً أغنية «أول جواب أنا بكتبه» و«هوا المصايف» و«ببساطة كده» و«الطيبات للطيبين» وغيرها من الأغاني التي بلغت 39 أغنية شاركت أنغام في غنائها ما بين العاطفي والديني والتيتر.
ويستكمل: رغم حزني بسبب اعتزال صديقي الملحن خالد الأمير وانفصال الملحن محمد علي سليمان عن ابنته أنغام لكنني لم أترك الساحة الغنائية حيث اتجهت لكتابة أغاني المهرجانات في الإذاعة المصرية وحصلت علي الجائزة الأولي لأكثر من أربع مرات، من ضمنها الحصول عام 2007 علي جائزة أحسن أغنية إذاعية لأغنية «دولاب الذكريات» التي غنتها المطربة غادة رجب.
عشق الشاعر صلاح فايز للحياة بروح شابة وتفاؤله الدائم ورغبته المستمرة في العيش بلا أحزان جعلته يقدم تجارب غنائية غريبة حكي عنها بقوله: قدمت أغاني ذات أفكار غريبة مع المطربين الشباب من ضمنها أغنية «بنات كتير كده من سني» و«الفرق بيني وبين والدي مسألة السن» مع فرقة المصريين التي كان يقودها هاني شنودة وأغنية «أبدا مفيش حاجة» للمطربة الشابة مي فاروق ثم أغنية مع المطربة الشابة «أجفان» التي حصلت علي جائزة في مهرجان الأغنية العربية في الجزائر عام 2007.
وأضاف: عبرت في إحدي الأغاني عن الأمل في بكره فحدثت واقعة غريبة أن أغنية «كنت فاكر» التي قدمتها مع المطرب علي الحجار أنقذت واحدا من الانتحار لكن للأسف لم يتكرر العمل معه مرة أخري.
ويستكمل: يدخل ضمن تجاربي الغريبة في تأليف الأغاني أغنية «غدارين» التي لم تستغرق كتابتها 6 دقائق وقدمتها مع المطرب محرم فؤاد واعترف بأن الأغنية كانت تعبيرا عن تجربة عاطفية حقيقية فاشلة لمحرم مع الفنانة تحية كاريوكا وقام بتلحينها لأول مرة وغنائها ولن تصدقني إذا قلت لك أنها حققت رد فعل قويا وقتها.
وعن الأسرة وتأثيرها علي حياته الشخصية والفنية كشف فايز عن أشياء كثيرة: لم أرث جينات الفن من أي أحد من أفراد أسرتي لكن ساعدني علي المضي في هذا المجال زوجتي الواعية والمخلصة للغاية لأنها هيأت لي الظروف لكي أتفرغ لمجال كتابة الأغاني بينما تتفرغ هي لتربية أولادي الذين أعتبرهم ثروتي الحقيقية في الحياة، وهم شريف مهندس إلكترونيات ومحمد صاحب شركة سياحة وسحر تعمل مع والدتها في مجال التأمين.
وأضاف: عملي كضابط جيش يكتب أغاني كان له تأثير ذو حدين، التأثير الأول كان تأثيراً نفسياً لدرجة أنني فكرت في الاستقالة من الجيش لأنني كنت متمسكا بموهبتي في كتابة الأغاني، لكن كان لي صديق مؤلف غنائي يسمي محمد حلاوة نصحني بعدم الإقدام علي ذلك لأنه قام بنفس الشيء وندم علي ذلك فعملت بنصيحته.
ويستكمل: أما أهلي فكانوا متفتحين للغاية وكنت أعرض ما أكتبه علي والدي الذي وجدني أكتب أغاني لمشاهير مثل محمد فوزي فلم يعترض علي إقدامي علي هذا الاتجاه الفني إلي جانب عملي العسكري.
- وعن سر عشقه للمطربة شادية علي المستويين الشخصي والفني كشف فايز: أحببت شادية علي المستوي الشخصي منذ الصغر عندما كنت في صغري أشاهد فيلم «العقل في أجازة» لمحمد فوزي وشادية وراودني أمل كبير وإحساس عظيم بأنه سيكون لي شأن معهما وحدث بالفعل أن قدمت معهما أجمل الأغاني التي أعتز بها كثيراً.
- الحب الحقيقي
- وفيما يتعلق باللحظات التي لا ينساها كشف فايز: لحظة وفاة والدتي من اللحظات التي لا أنساها أبدا فقد كنت وقتها في سن العاشرة ولا أدرك معني الموت أو ما كانت تقوله لحظة موتها بمرض الروماتيزم في القلب لكن ما أتذكره جيداً أنني بعد استيقاظي من غرفتي علي صراخها كنت أقف أمام سريرها ونظرات عينيها لم تتحول عني لأنها كانت تنظر لي بنظرات لم أدركها إلا عندما كبرت وهي «لمن سأترك هذا الطفل وما الذي سيحدث له» لكن ربنا لم يتركني وكأنها كانت توصي ملائكة السماء أن ترعاني بعد مماتها. -
من أهم أعمال صلاح فايز
- يا ولاد بلدنا يوم الخميس - محمد فوزي
- بعد بيتنا بيت كمان - محمد فوزي
- الحب الحقيقي - خالد الأمير - شادية
- أكتر تلاتة باحبهم - منير مراد - إسماعيل شبانة
- بنات كتير - هاني شنودة - فرقة المصريين
- الركن البعيد الهادي - محمد علي سليمان - أنغام
- ببساطة كده - محمد علي سليمان - أنغام
- كنت فاكر - أحمد الحجار - علي الحجار
- وحشتني عدد نجوم السما - خالد الأمير - سعاد محمد
- باحبك يا شبرا - محرم فؤاد
- خداع يا هوي- محرم فؤاد
- غدارين - محرم فؤاد
- كده برضه يا قمر - خالد الأمير - هاني شاكر
-.. اضحك يابوعلي - منير الوسيمي - سمير صبري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.