«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمار الشريعي‏:‏ أنا خايف علي مصر‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 03 - 09 - 2010

‏ كان ولايزال الموسيقار عمار الشريعي صوت الموسيقي الجميلة وعلامة الجودة المؤكدة بين الأسماء اللامعة منذ السبعينيات والثمانينيات‏,وبدون مبالغة صار الأقدر علي إثارة الوجدان بموسيقاه اللافتة التي تغشي الجميع بحسنها وجمالها‏.‏ لا يخشي في قول الحق لومة لائم ويشد من عزم أصحاب الأصوات الجميلة
ويسجل تاريخا عبقريا بغوصه في بحار النغم مانحا الجميع دروسا في الفن الحقيقي الأمر الذي جعله جديرا بأن يكون صانع الأرابيسك ومنمنم النغمات والبريء من دعاوي الاستسهال وصاحب البساطة العميقة والبصمات التي تجاوزت ال‏50‏ فيلما سينمائيا وال‏150‏ مسلسلا وعشرات الأعمال الإذاعية والمسرحيات‏.‏
تيار إبداعه المتدفق جعله صاحب قاموس خاص من المترادفات الموسيقية التي لا يمتلكها سواه‏,‏ وصوت قوي وحس متجاوز يردد كلمات جمال بخيت في مسحراتي مصر البهية‏:‏ اصحي وسبح رب البرية‏/‏ مشيت ارتل وانشد وجود‏/‏ وصوتي يجري بين النواصي‏/‏ هنا بنقر‏..‏ هنا با عود‏/../‏ يامصر قومي وشوفي نيلك‏/‏ يامصر قومي وضمي سينا‏/.../‏ مصر البهية‏..‏ بالعقل هية‏/‏ ف الفكر آية‏..‏ ف العشق غية‏/..‏
عمار الشريعي الصعيدي المولود في المنيا كيف تشكلت ثقافتك ؟
تلقيت تعليمي الابتدائي والثانوي مثل أي مكفوف وافضل هذه التسمية حيث اننا كنا اول مجموعة يسمح لها بالانخراط في المجتمع خارج التعليم الديني او الصناعات او حتي التعليم الموسيقي والتحقنا بالجامعة وكانت ثقافتي سمعية في تلك الفترة وكان الفضل فيها للاذاعة المصرية واذاعة ال‏BBC‏ فكنت أسمع بهاء طاهر في البرنامج الثاني في برنامج مع النقاد و عبد المنعم زكي في برنامج الفكر الاقتصادي وكنت وانا ابن تسع سنوات اجادل واناقش الآراء السياسية وادافع عن افكاري ثم بدأت مرحلة القراءة عندما وجدنا من يقرأ لنا وكنا نعاني من القراءات السيئة ولكننا تعودنا التصليح بيننا وبين انفسنا حتي لا نغضب من يقرأ ونضمن التزامه‏,‏ ومع الزمن تحولت جلساتنا الي لقاءات ادبية ثقافية نختلف فيها ونتفق وهنا بدأ وجود الأبنودي وسيد حجاب وطاهر أبو فاشا في حياتي وكذلك عبد الوهاب محمد الذي ادين له بالكثير مما قرأ لي‏.‏
‏‏ كيف دخلت ساحة الموسيقي؟
تعتقدين انني دخلتها كمثقف ولكن الحقيقة انني دخلتها كواحد من ابناء هذا البلد نفسه يعرف مزيكتها‏,‏ وكانت معرفتي بالموسيقي قبل ذلك تقتصر علي الكلاسيكيات‏,‏ كما كنا ننقسم في تلك الفترة الي وهابيين نسبة للموسيقار محمد عبد الوهاب وسنباطيين نسبة الي السنباطي وموجيين نسبة إلي محمد الموجي وكانت تثور بيننا المعارك والخلافات بسبب انتماءاتنا الغنائية‏.‏
‏‏ وكيف خضت غمار الوسط الفني في تلك المرحلة ؟
في اليوم التالي علي حصولي علي ليسانس الآداب ألحقوني بالعمل في محل يمتلكه محمد عبد المطلب لأنه كان صديق والدي فاكتشفت أنني ليس لدي أدني فكرة عن الموسيقي الشعبية المصرية وهنا قررت نزول الأفراح وعزفت الأوكورديون وراء إحدي راقصات الأفراح ولجهلي فشلت فشلا مدويا‏,‏ وبعدها قمت أنا وأصدقائي بتكوين فرقة من الجامعيين وكنا نتابع عملنا من قهوة التجارة بشارع محمد علي وفي تلك المدرسة تعلمت بساطة الجملة الشعبية المصرية وانتبهت الي انه رغم ما يبدو احيانا من تعقيد وتركيب عبد الوهاب والسنباطي الا انهما كانا عظيمين في بساطتهما وعمقهما واعتقد انني كنت تلميذا في مدرسة الموسيقي الشعبية وتخرجت منها لأعمل في الفرق وبدأت التلحين وبناء شخصيتي‏.‏
من كان له الفضل في تكوينك الموسيقي ؟
لي آباء ثلاثة من العظماء إذا نحينا الموسيقار محمد عبد الوهاب جانبا حيث اعتبره أبا بالمعني العقلي وصديقا بالمعني العاطفي‏,‏ إنما سيد مكاوي وكمال الطويل ومحمد الموجي كانوا آباء بكل المعاني فلا أنسي كيف أعاد كمال الطويل الفنانة الكبيرة شادية للاستوديو حين غضبت بشدة لتأخير العازفين في أول بروفة لي في حياتي وحضر معنا البروفة‏,‏ أو ما فعله حين أخبره أحد الأصدقاء بأنني مصاب باكتئاب حاد عام‏1982‏ عقب حفلات تحرير سيناء وعدم نجاح الأغاني التي قدمتها لعلي الحجار وعفاف راضي ولمجموعة الشباب في حينها سوزان عطية وإيمان الطوخي ومحمد الحلو وتوفيق فريد وفي المقابل تفوق الموسيقار جمال سلامة علي وكنت قد استغرقت شهرين من العمل الجاد المتواصل فأراد كمال الطويل أن يثنيني عن قرار الاعتزال فقال لي بالحرف الواحد‏:‏ هقولك كلمتين المزيكا ما بتدلعش حد‏,‏ جواك حاجة مضايقاك طلعها‏,‏ ولو فضيت روح افتح محل فول والمزيكا مش هتقولك ارجع‏,‏ ده قرارك ولو انت صاحب رسالة هتكمل‏,‏ كان مابيطبطبش واستفز مشاعري كفنان حقيقي‏.‏
‏‏ ما الاسباب التي جعلتك تقبل المسحراتي هذا العام بلا خوف من المقارنة بينك وبين الموسيقار الكبير سيد مكاوي ؟
يانهار أبيض ده أنا ارتعبت والمقارنة هنا بمن ؟ بحوت المزيكا لكن بداية الحكاية كانت قبل رمضان بشهر واحد عندما أخبرني صديقي الشاعر جمال بخيت بأن السيدة عزة مصطفي رئيس القناة الأولي وهي صديقة عزيزة تريدني أن أقوم بعمل حلقات المسحراتي‏,‏ والحديث كان يدور في البداية حول أي من المطربين علي الحجار او محمد الحلو‏,‏ ولكنها صممت علي جودي‏,‏ وهنا خفت أن أجد من يقول إنني اعتديت علي مسحراتي سيد مكاوي أو انني أحاول تقليده وفشلت‏,‏ وأردت الهروب لكن تصميم الجميع اجبرني علي القبول والاتفاق مع السيدة راوية بياض بعد لقاء بالمهندس اسامة الشيخ رئيس قطاع الانتاج‏,‏ والحقيقة أنني مازلت مرعوبا من المسحراتي لأني في البداية اعتقدت انه سيكون صوتا فقط‏,‏ ولكنني فوجئت بهم يخبرونني أنه صوت وتصوير وهنا كان يجب أن أتفق ولكن تمت ازالة كل المعوقات وقبلوا تصويري وأنا جالس اتفقت مع الشاعر جمال بخيت علي الخطوط العريضة للعمل وله ديوان باسم مسحراتي العرب وغني منه من قبل المطرب الجميل أحمد سعد ولكنني أردت شيئا مختلفا فكان الخط الواضح هو مسحراتي يتحدث عن حال مصر البهية الآن ومضحكات ومبكيات شعبها‏,‏ والتزم جمال بخيت بكل هذا فلم أطلب تغيير كلمة واحدة‏.‏
‏‏ هل تطلب عادة تعديل كلمات للشعراء الذين يعملون معك ؟
عملت طوال حياتي مع شعراء كبار فمن الذي يصلح للأبنودي وصلاح فايز وسيد حجاب وعبد الوهاب محمد أو جمال بخيت‏,‏ ولكنني أخذت ترخيصا من الجميع بالحركة المرنة‏,‏ وليس بالتغيير الكلي‏,‏ في حالة كلمة لا تريحني فأقترح التعديل‏.‏
‏‏ هل فارقك الخوف من مقارنتك بسيد مكاوي أم ظل التحدي شاخصا امامك ؟
نعم ظلت المشكلة تكبر في دماغي ومقداره عندي واحترامي له رحمه الله خاصة لو قالوا إنني اعتديت علي مسحراتي سيد مكاوي أو حاولت تقليده وفشلت‏,‏ ولهذا قررت أن أكون مغايرا وقمت بعمل حساباتي فلو هناك مقارنة في الصوت والغناء فالشيخ سيد أسطي غناء أما أنا فلا امتلك قدرته علي الزخرفة والمناورة‏,‏ وإن كانت المقارنة في الإحساس فهو كان صاحب إحساس عالي وانا احساسي لا بأس به‏,‏ وهنا وصلت للحل حيث يبقي اللعب علي الصوت نفسه الأمر الذي لم يتطرق له الشيخ سيد مكاوي وبخاصة التقاطعات والهارمونيات واثراء الحالة بها‏.‏
وما رأيك في حال بهية يا مسحراتي ؟
للأسف مصر داخلة علي مرحلة من أخطر فترات تاريخها وبعض الميتافيزيقيين يرددون أن مصر محمية بالأولياء لكني لا أعرف هل الأولياء في المرحلة المقبلة هيقدروا يحموها ولا لأ ؟ كما انني قلق وغير قادر كمواطن ان اتصور خريطة او وضعا سياسيا أو حتي اتخيلها لعبة شطرنج احاول فك تعقيداتها‏,‏ فالخيوط متشابكة والمصالح متضاربة وشكل الخريطة مفقودة تماما‏,‏ انا خايف علي مصر‏..‏ لاني شايف ان الكل بيمد إيده جواها فالشيعة موجودون الآن والسنة من البداية والتيار الأمريكي يلعب مع جانب احيانا ومع الآخر احيانا تبعا لمصالحه ونظريات التفتيت‏.‏
‏‏ ما نقاط القوة عند مسحراتي مصر‏?‏
مسحراتي مصر يتحدث عن أحوال اهلها‏,‏ عن نيلهم ومأكلهم ومشربهم وسلوكياتهم‏,‏ مسحراتي مصر‏,‏ أعجبني أنا شخصيا عندما غني النيل يا ساقية وباحبك يا فول وفي العاشر من رمضان قال‏:‏ عبد العاطي يا عاطي‏/‏ القوة والثبات‏/‏ الأر‏.‏ بي‏.‏ جيه‏.‏ في ايدك‏/‏ يصطاد دبابات‏,‏ وغني عن المربي لما يتعب يا ربي‏,‏ وهناك حلقة تناولنا فيها الحرام والحلال وأخري عن الفتاوي لغير أصحاب الفتوي ممن يظهرون علي الفضائيات‏,‏ والحقيقة انني شخصيا تضررت من تلك الفتاوي وما تحدثه من فوضي‏.‏
‏‏ كيف ؟
هناك جامع في المعادي الإمام طالب في خطبة الجمعة بإهدار دمي لأنني في غواص في بحر النغم أذكر لفظ الجلالة في مواضع الفجور‏,‏ فأقول الله الله الله حينما أسمع أم كلثوم‏,‏ وأقول لهؤلاء إن الله جميل يحب الجمال‏,‏ فحين تري او تسمع جمالا وتذكر الله هذا اقتراب من الخالق جل جلاله واعتراف بفضله‏,‏ كما انني سمعت كاسيت يقال فيه إن تغريد البلبل حلال وعزف عمار الشريعي حرام‏,‏ وانا اقول انني حينما قمت بعمل لحن خشوع وغنته ياسمين الخيام كنت أقرب لله منه‏,‏ أنا مش فاهم من يحق له ان يكفرني غير اللي خالقني؟؟ هؤلاء يحاولون إلغاء عقولنا ووجودنا وكياننا وقدرتنا علي الحب والتفكير والحياة ومشاركتنا في الحضارة الانسانية‏.‏
‏‏ هل شاهدت مسلسل الجماعة ؟
لم أشاهده بعد ولكن ان انتهي الأمر بتأثير سلبي وانقلب الشعب المصري إلي محب لأفكار الاخوان فهذه كارثة‏.‏
‏‏ لماذا كل ما يقدمه عمار لابد أن يترك أثرا لدي الناس وأن يكون ناجحا ؟
السبب انني شخص حقيقي وافعل اولا ما يرضيني عقليا وعاطفيا‏,‏ فلابد ان اكون مستمعا لنفسي ومبتسما محققا الامتزاج السليم الذي لا يطغي فيه احد الجانبين علي الآخر‏,‏ فالفكر الموسيقي يظهر بجلاء وعلي نفس المستوي تظهر العاطفة قوية دافقة حتي لا يكون اللحن مجرد دماغ فقط فيفقد جاذبيته‏!‏
‏‏ مثل ماذا ؟
مثلا‏..‏ الموسيقي التصويرية لمسلسل الرحايا كسرت الدنيا العام الماضي‏,‏ وخاف البعض علي من الوقوع في مأزق الخلط والتشابه بين شكل الفلكلور الصعيدي في العملين العام الماضي وهذا العام ولكنني تعاملت مع الموضوع بخبرتي الموسيقية واستعدت كل ما استخدمته في العمل السابق وبما ان تيتر الرحايا كان من مقام البياتي فقد قررت استخدام مقام الراست لشيخ العرب همام‏,‏ وبما ان تيتر الرحايا كان بطيئا فقد جعلت شيخ العرب سريعا‏,‏ وبما ان الرحايا كان مغادرا للفلكلور فقد جعلت شيخ العرب همام معجونا بالفلكلور وليس مأخوذا منه‏,‏ اي فلكلور مهضوم او بمعني أكثر وضوحا فولكلور عمار‏,‏ بحيث ظهر التيتر الجديد مختلفا وكان شخصا آخر هو الذي لحنه‏.‏
‏‏ هل تقرأ الاعمال الدرامية التي تقوم بتأليف موسيقاها التصويرية ؟
لن اكذب عليك فقد كنت اقرأ في الماضي ولكنني الآن ولضيق الوقت أعتمد علي ما يكتبه لي المخرج والمعد الموسيقي‏,‏ وان كان هناك نجوم كنت أصر علي القراءة لهم لمزاجي الشخصي مثل الراحل أسامة أنور عكاشة ومن المؤلفين الشباب الكاتب عبد الرحيم كمال الذي أراه ماسك الصعيد وبيطلع من قلبه علي صوابعه كتابة رائعة‏.‏
‏‏ كيف عرفت نفسك كملحن ؟
لك أن تعلمي أنني لم أذهب لأحد طوال عمري بأغنية ليأخذها وحتي في البداية مع الفنانة مها صبري وكنا في بيتها وسمعت اغنية امسكوا الخشب وهي التي طلبتها‏,‏ كما ان الشاعر مصطفي الضمراني هو الذي اعطي شادية اغنية أقوي من الزمن‏.‏
‏‏ لماذا تؤكد هذه النقطة ؟
لاني كنت في تلك المرحلة أحب هؤلاء الفنانين وكنت لا أريد أن أغضب أحدهم أو ممكن نسميها عزة أحافظ عليها حتي الآن‏.‏
‏‏ عندما تفكر في الموسيقي هل تقوم بعمل حسابات للناس وارضاء أذواقهم؟
بمنتهي الأمانة لا أفكر مطلقا بأحد وكل ما يهمني سعادتي لحظة التلحين والتوزيع واليوم الذي لن أشعر فيه بتلك السعادة سأغادر التلحين واقول للامر كله السلام عليكم‏,‏ كما أنني أعمل الآن في مجال الدراما وابتعد عن الاغنية عدا تجربة او اثنتين من وقت لآخر وبما انني لن استطيع المشاركة فيما يحدث للاغنية الآن‏,‏ فإن انغلق في وجهي باب الدراما فسأنصرف تماما‏.‏
‏‏ لماذا؟
لأنه لا مكان للأغنية غير مزاجي وعندما يحدث ذلك أقوم بعملها بمواصفاتي وليس مواصفات هذا الزمن‏,‏ وستندهشين إن قلت لك أنني أجيد صناعة اغنيات اليومين دول ويمكنني أن أطرشق عشر أغاني يوميا لو أردت لكنني لن اكون سعيدا لانني جئت من أجل مهمة اخري تماما‏.‏
‏‏ كيف تحكم علي الغناء وكيف تقيم المغنين وهل لديك آراء خاصة فيهم؟
لابد أن نتفق من البداية علي أنني لا أحكم علي أحد بخلفية مصلحة‏,‏ كما أنني ينقصني شيئ اصبح مهما جدا الآن لمن يمتهنون الغناء هو عنصر الصورة‏,‏ فحكمي علي الصوت بينما حكم الناس يكون علي منطق رؤيتهم اولا‏,‏ اي انه لو هناك صوت مش حلو برضه هتنجح الاغنية فالعين تحكم والاذن تتراجع‏,‏ وقد حدث أن هاجمت أحد المطربين وطلبتني ابنة أختي زعلانة تؤنبني وتمتدح ضحكته الجنان‏,‏ ونفس الشخص قال مرة في إحدي الصحف إنني لو حضرت حفلاته وشفت الجمهور فسأغير وجهة نظري فيه‏!!‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.