نسمة الحسيني - عيون ع الفن: تصوير : محمود صبري أقام المركز الكاثوليكي أمس حفلاً استمر ساعتين في قاعة النيل بوسط البلد لتكريم الموسيقار عمار الشريعي الذي لُقب ب"غواص في بحر النغم"، وقد بدأ الحفل بعرض لقطات فيديو للتكريمات التي قام بها المركز من خلال برنامج مشوار نجم الذي يهدف إلى تكريم الشخصيات الفنية التي أثرت الفن بعطائها الكبير حيث تم تكريم عشر شخصيات من قبل من خلال هذا البرنامج منهم نور الشريف ومحمد صبحي ويسرا وحسين فهمي وعادل إمام وعمر الشريف ووديع الصافي وأحمد حلمي وسهير الباروني. وبحضور الشريعي عرض المركز فيلما تسجيليا عن سيرته الذاتية ضم لقطات من الأعمال التي وضع لها الموسيقي التصويرية وهي حوالي مائة وخمسين مسلسلاً منها أم كلثوم ورأفت الهجان وأرابيسك وزيزينيا فضلا عن الأعمال السينمائية مثل البرئ وحب في الزنزانة والمسرحيات مثل الواد سيد الشغال. ثم تحدث الأب بطرس دانيال مدير قاعة النيل والمركز الكاثوليكي وقال إنه سعيد بتلبية الشريعي لطلب المركز لتكريمه وأنه لم يتأخرعنهم وأن الحوار معه ممتع لأنه شخص بالغ الصراحة واستمتاعنا بموسيقاه يرجع الى ثقافته العالية والقبول الذي منحه الله له، وهو ينتمي الى أسرة غيرموسيقية لكن والدته تعشق الموسيقى والغناء ويصفها الشريعي بالفلكلور المتنقل لغنائها في جميع المناسبات السعيدة والحزينة. وأضاف أن الشريعي عزف على البيانو وعمره ثلاث سنوات من خلال لحن "يا دنيا اجري بينا" ثم بدأ اهتمامه بالموسيقى وهو في الصف الثالث الإبتدائي وتعلم العزف على العود بمجهود شخصي والتحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة عين شمس وبعدها عمل في "رمسيس الهرم" كعازف أوكرديون مما تسبب في مقاطعة والدته له لأنه من عائلة صعيدية. وأوضح أن أول أجر حصل عليه كان 99 قرشاً عن لحن أعنية محو الأمية "يا ولاد بلدي" وغني بصوته أغنيات مسلسل اسماعيل يس العام الماضي مما جعل الناس تشعر بأن اسماعيل يس عاد مرة أخرى، ولحن سبع أغنيات في مسلسل بابا عبده خلال ساعة واحدة كما وضع الموسيقى التصويرية لسبعة مسلسلات في عام واحد رغم اختلاف ألوانها الدرامية. ثم أقيمت ندوة أدارها الإعلامي وجدي الحكيم بدلاً من محمود سلطان وقال إنه سعيد بوجوده مع موسيقار عمل مع كل رموز الفن الكبيرة والذي يعتبره مدافعا شرسا عن الغناء الذي يعيدنا الى زمن الفن الأصيل الذي تربى عليه واليوم يسترجع ذكريات رائعة مع الشريعي ذكر منها عندما كان معه في بيروت وفجأة سمع صوت الشريعي وهو يصرخ بمفرده في حجرته فذهب اليه ووجده يبكي فسأله عن السبب فرد بأن الرئيس جمال عبد الناصر توفي، واستطاع الشريعي هنا أن يجمع كل الناس في بيروت ليقفوا وقفة حزن شديدة على الزعيم الراحل. وبعد ذلك تحدث الشريعي وقال "إنني سعيد بتكريمي من هذا المكان الذي حصلت منه على أول جائزة في حياتي عن فيلم "حب في الزنزانة" بعد ستة أشهر من عمله السينمائي لأنه مكان لا يجامل، وله معزة كبيرة عندي خاصة أن الأب بطرس الذي جلست معه في بيتي أصبح صديقا لي وأحببته على المستوى الإنساني لما يتمتع به من ثقافة ورحابة صدر". وعن علاقته بالموسيقار محمد عبد الوهاب قال "كان شرفا كبيرا لي أن أكون الصديق المقرب لعبد الوهاب الذي بادر هو بالصداقة التي لم أكن أسعي اليها ليس غرورا مني وإنما خوفا عليه وفي السنوات الخمس الأخيرة من علاقتنا كانت بيننا مكالمات يومية كثيرة، ووفاته أثرت فيّ كثيرا وكانت مثل وفاة الأب أو الزعيم لأنه كان يسمع أعمال كل الفنانين القدامي ويعلق عليها ولا يمكن تعويضه". وتحدث الشريعي عن المواقف الطريفة التي مر بها في حياته التي سببتها له صراحته الزائدة وقال إنه في يوم جاء له طالب بالأكاديمية البحرية ليكتشفه الشريعي فلم يعجبه صوته وقال له رأيه بصراحه فحاول هذا الشاب الانتحار لكنه نجا وبعدها ذهب الى عبد الوهاب وقال له إن صوته جميل مجاملة له، واتصل عبد الوهاب بالشريعي وسأله لماذا قال رأيه بصراحة فرد الشريعي "أنا قلت الحق". كما تحدث الشريعي عن جيل الشباب وأوضح أنه غير متفائل بالمستوى الذي وصل إليه الغناء والمغنين الجدد لأن الأصوات الصاخبة أصبحت منتشرة كما أن عودة الفن الجميل تتطلب وعيا وإدراكا وايمانا ومجموعة من الأشياء نفتقدها الآن، وأضاف أن عبد الوهاب كان يقول له جملة وهي "طالما المشايخ موجودون يكون هناك طرب أصيل فالمشايخ زمان أمثال مصطفي اسماعيل كانوا يعطون دروسا في الموسيقى كما أن عبد الوهاب استشار الشيخ على محمود في لحن"أنا من ضيع في الهوا عمره" أما الآن لا نجد إلا القلق من بعض الأصوات الصاخبة. وبضحكته المعروفة قال: بعد عشرين سنة سوف نجد الناس تقول "يااااه فين الأيام الجميلة بتاعة تامر حسني". وأشار الشريعي لتجربته مع وردة وقال إنه تعاون معها في أغنية "ياليل طول" و"بحلم" وأغنيتين وطنيتين منهما "بلد الحبايب" وكانت تجمعه بها صداقة كبيرة وغنت في حفل تكريم شقيقه السفير محمد الشريعي لكنها تزوجت شخصاً رفض علاقة التلحين بينه وبينها فاختارت هي الحب واعتذرت له عن عدم التعاون معه وبعد فترة طلبت منه التعاون مجددا لكنه لم يرد أن يسبب لها مشكلات في حياتها الشخصية. وسأله وجدي الحكيم لماذا لا يفكر في الغناء بصوته فرد: "طول عمري لا أستطيع عمل شئ لا أحبه ولابد أن أستمتع بما أقدمه ولا أحب أن أسمع نفسي كما أن صديقي جمال سلامة كان له رأي يقول إن المطرب يكون عنده جرأة لا توجد عند كل الناس". وعن رأيه في مستقبل الغناء في مصر قال الشريعي: "بمنتهي الأمانة أضر بنا انتهاء الصناعة الغنائية التي تلتقط أنفاسها الأخيرة بعد ظهور الإنترنت وعدم احترام حقوق الملكية الغنائية التي لابد أن تأخذ الدولة خطوات جادة بشأنها كهيئة منتجة حتى لا ينتهى الغناء بسبب تسرب الأغنيات على النت والموبايلات". على هامش الحفل - غني الشريعي بصوته أثناء الحفل أغنيتين منهما أغنية "بحلم". - طلبت إحدى الحاضرات من الشريعي غناء أغنيات مسلسل "ريا وسكينة" فاعتذر لأنه لا يحفظ كلمات الأغنيات وقال إنه غناها باقتراح من مخرج المسلسل جمال عبد الحميد الذي لم يقتنع بغناء الكورال لأغنيات المسلسل. - حضر الحفل مجموعة من المطربين منهم على الحجار الذي غنى "هنا القاهرة" ومنى عبد الغني وعلاء عبد الخالق وغنوا "مع الأيام" على أنغام عود الشريعي. كما حضرت السيدة ميرفت القصاص زوجة الشريعي والسفير محمد الشريعي وحرمه والفنانة وفاء سالم والمهندس سمير الشريعي ومها الشريعي ود. وفيق السيسي. - غنت بعض المواهب الجديدة أغنيات عبد الحليم حافظ وأم كلثوم أملاً في أن يكتشف موهبتهم الشريعي ويقدمهم مثلما قدم غيرهم من قبل وتوجهت فتاة في الرابعة عشرة من عمرها إليه بسؤال عن عدم اهتمامه في الفترة الأخيرة بتقديم وجوه كثيرة فرد عليها بأنه لم يأت إليه أحد ويجد لديه موهبة حقيقية وامتنع عن مساعدته. - توجه الشريعي بالشكر الى الشاعر سيد حجاب وصديقه فوزي إبراهيم رئيس تحرير الكواكب على حضورهما الحفل. - انتهى الاحتفال بقصيدة زجل كعادة قاعة النيل في برنامج مشوار نجم امتدحت أعمال الشريعي.