أحبك يا مصر بين بلاد البسيطة أرضا ونيلا أحبك يا مصر فوق الخريطة عرضا وطولا أحبك يا مصر عبر مدي الدهر جيلا فجيلا أحبك شعبا قديما جديدا يلم بما في كتاب الحداثة من صفحات ويرعي الأصولا أحبك يا مصر شعبا تقيا يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويدعو مليك السماوات أن يرفع الضر عنه دعاء طويلا تراه صبورا وتحسبه خامل الروح لكنه يتمطي فينفض عن منكبيه الخمولا ويشغل نجمته في بروج الأعالي وقد قيل عنها تعاني الأفولا كذا الشعب في مصر يخزن آلامه.. ثم يجترها ثائرا حيث لا أحد دون ثورته قادر أن يحولا كشأن البراكين يسكت.. يسكت حتي اذا ما تكلم أسمعت الحمم العالمين ذري وسهولا اذا ما تكلم.. أرهفت السمع كل الشعوب وراحت تخط الذي راح يمليه فوق شغاف القلوب لكي لايزولا فمازلت يا مصر أم الدنيا منذ سبعة آلاف عام ترودين نحو العلاد السبيلا ويتبعك الآخرون فمازلت أنت العلامة.. مازلت أنت الدليلا فحيناتك العبقرية تعمل عبر الزمان وترسل فتيانك الأوفياء لينتشروا في جميع الربوع صهيلا وما يلبث الصوت أن يتبدي هنا وهناك فوارس قادمة وخيولا وتصبح كل مياديننا العربية ميدان تحريرنا وتصب شوارعنا فيه من طنجة للعراق سيولا سيولا فمازلت يا مصر قلب العروبة ينبض نبضا يدق علي أم رأس الطغاة الطبولا ومازلت يامصر شعلة وعي اذا ما استبد الظلام تضيء العقولا وترسل في كل روح سناها فتبعثها من رقاد الردي حيث كانت هنالك تسكن كالذكريات الطلولا أحبك يا مصر حبين حب الدماء الأبية للكبرياء وحب النماء الندي والشذي والحقولا أنا الشعب أهتف في مهرجان الضحي سقط الليل كان ثقيلا وآن لي الآن أن اتبع الشمس أرسم وجه غد كان في أمسنا مستحيلا سأرسم وجها صبوحا مليحا بريئا جريئا جميلا سأرسم عينين من ولع بالتصدي ومن شغف بالتحدي وفوق هجير العيون سأرسم ظلا ظليلا سيصبح جفنك يامصرنا من دم الشهداء كحيلا سأرسم أنفا أشم وليس لغير العلي العظيم يري في السجود يطيل المثولا سأرسم ثغرا له شفتان من الصدق والحق لقنه العدل أقواله كي يقولا سأرسم ذقنا بها طابع الحسن يضحك في خفة لو يمر النسيم عليه عليلا سأرسم يا مصر وجهك غضا وما شب عن حلقات الطفولة إلا قليلا فقد خط شاربه منذ خمس وعشرين شهر يناير حين استطاع عنان السما أن يطولا سأرسم يا مصر قامتك السمهرية فوق الربي والضفاف نخيلا يشيل نخيلا ومن أذنيك اللتين هما فوق كتف السحاب سأرسم قرطا بشكل هلال وقرطا بشكل صليب وفوق الجبين سأرسم كف عروس من الذهب البندقي ترد الحسود وتردي العدولا