مرضي الشوارع.. ظاهرة تنتشر في أحياء وميادين محافظاتنا المصرية, ولكنها تتخذ شكلا أكثر حدة في محافظات الصعيد نتيجة لقلة المستشفيات المتخصصة في العلاج النفسي. حيث يتجه معظم المرضي الي مركز الطب النفسي لمستشفيات جامعة أسيوط الذي يعجز عن توفير امكانات العلاج لجميع المرضي. المترددين عليه.. والنتيجة تزايد اعداد المرضي النفسيين من حالات الاكتئاب المختلفة وانتهاء بحالات الادمان!!. المئات من الأسر الصعيدية يعيشون مأسي متكررة فليس الفقر وحده الذي ينخر في عظامهم ولا الجهل ايضا وإنما أبي المرض اللعين أن يبرح الصعيد ورغم تقدم العلم فإن المرضي خاصة النفسيين منهم مازالوا رهائن لدي الروتين الحكومي وتجاهل أوضاعهم حتي أصبحوا ظاهرة بالشوارع في المدن والقري علي السواء. ففي محافظة أسيوط التي تمثل الملاذ الفعلي للمرضي النفسيين وأهاليهم وقبلتهم في العلاج تقع مستشفي الصحة النفسية ملاصقا لمديرية الصحة ولكنه لاتتبعها نهائيا إنما تتبع مكتب وزير الصحة حسب تصريحات مديره الذي رفض التصريح بأي معلومات عن المستشفي نهائيا تنفيذا لتعليمات الوزارة وحفاظا علي سرية العمل داخل المستشفي حسب قوله وفي محاولة جاهدة للوصول الي الحقيقة كان ل الاهرام السبق ان تكون أول من يدخل مركز الطب النفسي بمستشفيات جامعة اسيوط, ففي مكان أشبه بالبدروم يتردد مئات المرضي النفسيين والراغبين في العلاج من الأمراض النفسية والإدمان برئاسة الدكتور محمد عيسي هدهود الذي قال إن المرض النفسي مرض شائع يصيب علي الأقل20 بالمائة من السكان في جميع مناطق العالم, وهم في حاجة للعلاج وهناك بعض الذين يعانون بعض الأمراض النفسية التي ترقي لمستوي المرض وبالتالي لاتحتاج لعلاج طبي متخصص, وأحيانا تتطور الاعراض لمرض بما يستدعي العرض علي الاطباء وتلقي العلاج اللازم حتي لايتفاقم المرض. وحول الخدمات الصحية التي تقدم لهؤلاء المرضي أشار الدكتور هدهود إلي انه يوجد في اسيوط مركز الطب النفسي بمستشفيات جامعة اسيوط, ومستشفي الصحة النفسية التابع لمكتب وزير الصحة ولايتبع لأي نوع من المتابعة ولا الرقابة من مديرية الصحة بأسيوط. حيث يوجد بمركز الطب النفسي عدد52 سريرا(42 رجالا,18 سيدات10 إدمان و5 خاص رجال) وفي مستشفي الصحة النفسية عدد117 سريرا تخدم جميع المواطنين في محافظات( المنيا, أسيوط, سوهاج, قنا, الوادي الجديد الاقصر, اسوان, البحر الاحمر) وأشار إلي ان اجمالي عدد الحالات التي ترددت علي أقسام الامراض العصبية والنفسية خلال الستة شهور الماضية27401 حالة وأن معظم حالات العصبية المترددة علي الاستقبال العام التي تمثل حوالي28% من نسبة الداخلي بالاستقبال. وأضاف انه تم تخصيص5 افدنة في مدينة أسيوطالجديدة بدعم من النظام السابق لبناء مركز علاج وتأهيل مرض الإدمان إلا أنه ذهب أدراج الرياح ولانجد من نتحدث معه بخصوص تلك القضية. حيث يزداد اعداد المرضي النفسيين كل يوم نظرا لما تمر به البلاد من تناقضات وهناك حقيقة أن من يذهب الي المستشفيات هم فقط5% من المرضي النفسيين والاكتئاب وهو من أكثر الاسباب المؤدية للانتحار وهي كلها اسباب نفسية و20% من مرضي الاكتتاب الجسيم معرضون للانتحار, ولا يتم الإبلاغ عنهم خوفا من رد فعل المجتمع والاسرة. ولأن المرض النفسي يساوي في أهميته أي مرض عضوي, لابد من تعديل المناهج الدراسية الخاصة بتدريس الطب النفسي بكليات الطب حيث ان المفاجأة ان الطالب علي مدي دراسته بالكلية يدرس7 ساعات فقط مادة الطب النفسي والغريب ان كلية التمريض تقوم بتدريس45 ساعة لطلابها أي أن الاطباء اقل دراية بالطب النفسي من هيئة التمريض. وطالب الدكتور هدهود بأن يكون هناك طبيب نفسي في كل قرية حيث يوفر علي المريض العناء واكتشاف الامراض مبكرا حتي لاتتأخر الحالة ويتحول المريض الي انسان ينبذة الاهل والمجتمع في شيء لاذنب له فيه.