فوق الشوك! كما هى العادة منذ زمن تعقد القمة الافريقية دون أن تعلق الشعوب أملا بنجاح قادتها فى حل أى من مشكلاتها المزمنة، بدءا بأزمة الغذاء والجوع الى الحروب الأهلية والصراعات العرقية والدينية والنزاعات على الحدود مرورا بانعدام الديمقراطية والتنكيل بالمعارضين للنظام وانتهاك حقوق الإنسان واستشراء الفساد. عقدت القمم الافريقية واحدة تلو الأخرى وبقيت المشكلات كما هي، بل تفاقم بعضها..وأنحى القادة باللائمة فى زيادة الجوعى والفقراء على ارتفاع أسعار الغذاء عالميا، ولم يعترفوا بأن السبب الأساسى هو فشلهم فى النهوض بالزراعة فى أرض افريقيا الخصبة ذات المياه الوفيرة والعمالة الرخيصة. فخططهم غير مدروسة وتنفيذها يحتاج الى تمويل، بينما خزائن بلادهم عاجزة ويرفضون شروط الجهات المانحة للمساعدة حتى يبقوا فى كراسيهم، خاصة المطالبة بديمقراطية حقيقية واحترام حقوق الانسان ومكافحة الفساد والعمل على انهاء الصراعات العرقية والدينية. فشل القادة الأفارقة فى ايجاد حل لمشكلة ليبيا باقناع القذافى فى البداية بإجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية المطلوبة ثم بالتنحى بعدما تدخل التحالف الغربى عسكريا واستولت المعارضة على معظم المدن وذلك حفاظا على ما تبقى من مقدرات الشعب الليبى الجريح. ومثلما أخفقوا فى ليبيا فشلوا فى إنهاء النزاعات الداخلية فى ساحل العاج وزيمبابوى والسودان وبين اثيوبيا واريتريا على الحدود، ثم يتشنج بعضهم عندما يحدث تدخل من خارج القارة لإنهاء أزمة ما سلما أوحربا!. وبرغم ما جرى فى مصر وتونس وليبيا والجزائر والمغرب والسودان من إسقاط نظم الحكم المستبدة أو احتجاج مئات الآلاف فى الشوارع، مطالبين بتداول السلطة وإنهاء هيمنة الأحزاب الديكتاتورية على مقدرات شعوبها يقترح رئيس السنغال عبدالله واد تخفيض النسبة اللازمة لفوز مرشح الرئاسة الى 25% بدلا من ال50% المتعارف عليها عالميا ليضمن بقاءه فى الحكم فترة ثالثة وسط سخط شعبى لارتفاع تكاليف المعيشة والانقطاع المتكرر للكهرباء! تعقد القمة ولسان حال الإنسان الافريقى يقول:«اللى مشيته رجعت أمشيه واللى أسيته رجعت أأسيه فوق الشوك»! مع الاعتذار للعندليب الأسمر. المزيد من أعمدة عطيه عيسوى