قرأت ماجاء برسالة د. عاطف العراقي بعنوان الكائن الهلامي! وذلك إشارة إلي المجلس الأعلي للجامعات, وأتفهم رغبة الكاتب في إلغاء هذا المجلس الذي غالبا ما يسوده منطق الشللية والمحسوبية في تشكيله للجان العلمية التي تتولي فحص الإنتاج العلمي لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات في بلدنا ومن ثم تتخذ قراراتها بأحقية المتقدم في الترقية من عدمه, كما انني شهدت وعايشت نظام الترقيات في جامعات عربية وخليجية والذي يقوم كما يشير الكاتب بحق علي اختيار محكمين للإنتاج العلمي من خارج البلد الذي يعمل فيه أو ينتمي إليه عضو هيئة التدريس, وذلك ضمانا للنزاهة العلمية والموضوعية والعدالة في الحكم علي الأبحاث العلمية. وكمثال صارخ علي اداء هذا المجلس الأعلي عاد إلي مصر زميل عزيز لي, كان قد حصل علي درجة الأستاذية من جامعة مشهود لها بالكفاءة في احد البلاد العربية, وعمل بأحد المعاهد العليا بمصر, ونصحه المسئولون في المعهد بالقيام بمعادلة درجته العلمية من المجلس المذكور وبعد اسبوع من السعي والاتصالات, أفاده المسئول بأن عليه ان يتقدم بإنتاجه العلمي ومعه خمسة عشر ألف جنيه لتنظر اللجنة المعنية في امر هذه المعادلة, وان عليه ان يستعد للتقديم مرة اخري بمثابة ملحق لعدم توفيقه في المرة الأولي بالإنتاج ومعه خمسة آلاف جنيه اخري, فقد تقتنع اللجنة بأحقيته في الدرجة العلمية.ومن الطريف ان هذا المسئول تم تعيينه, في مرحلة لاحقة, رئيسا لإحدي جامعات الأقاليم, ولكن اعضاء هيئة التدريس والعاملين في تلك الجامعة تظاهروا للتخلص منه وتم اقصاؤه عن منصبه, ولايزال زميلي هذا يعاني من التعامل معه باعتباره مدرسا وليس استاذا وهو الذي حصل علي درجة الأستاذية بكتب وابحاث محكمة ومنشورة في مجلات علمية عربية وعالمية وعمار يامصر! د. علي أحمد محمود أستاذ الأدب الإنجليزي