(يا أبونا قول أبانوب)( ده شاب صغير حرام يموت), هذه الصرخة المدوية من أم( أبانوب كرم عبدالسيد18 سنة) أثناء الصلاة علي جثامين الأقباط الأربعة الذين أقيمت لهم صلاة جنازة جماعية في كنيسة مطرانية الجيزة. أبكت الجميع وبحرقة شديدة, فالأم لم تصدق أن ابنها الشاب الذي كان ينتظره مستقبل واعد يقتل ضحية شائعة سخيفة عن( عبير) التي سقط بسببها21 مصريا مسيحيين ومسلمين بينهم أبانوب وأصيب أكثر من232 آخرين. ولو شاهد كل مصري حرقة أهالي الضحايا وهم يصلون عليهم صلاة جماعية أمس الأول في كنيسة مطرانية الجيزة, لدافع عن وحدة أقباط مصر ومسلميها ضد أي خائن يريد تفرقتنا بحياته ودمه. الكنيسة انتظرت جثامين الأقباط في الثانية ظهرا وكانت الكنيسة ممتلئة بآلاف الأقباط ولكن لم يكتمل وصول الجثامين إلا في السادسة مساء أمس الأول ورغم جلل صلاة الجنازة إلا أن صرخات أمهات وعائلات الضحايا أفقدت الجميع وقارهم خاصة وأن فقد الأحباء كان سبب حماقات سخيفة وعلاقات محرمة يستحق طرفاها العقاب والإعدام رجما. ولكن ماذا نقول للجهلاء والمتخلفين وكيف نطلب منهم التعقل وهم لا عقل لهم ولا يجدي معهم سوي الردع والضرب بايد من حديد دون أية رحمة.( أم أبانوب) عندما اقتربت منها جاءت كلماتها وكأنها سياط تدين الجميع وقالت ابني شاب زي الفل كان نفسي أفرج لكن قتلوه ومش عارفة أعيش ازاي من غيره واللي هايجنني اني مش عارفة مات ليه. وأخذت تصرخ وكأن عقلها قد ذهب فبكيت معها وذهبت بعيدا أحاول اتمالك نفسي. أما أهالي باقي الضحايا ومنهم جرجس بشري40 سنة ومدحت مجدي فرج الله23 سنة ورامي راضيان ملاك25 سنة فقد رفضت بعد الجنازة العودة إلي منازلهم وطالبوا كل الحاضرين وكل الأقباط بالاعتصام في التحرير إلي ما لا نهاية حتي لا تتكرر مأساة الاعتداء علي الأقباط وقتلهم وسرقة بيوتهم وحرق كنائسهم دون محاسبة أو ردع. والأصعب في جنازة الأقباط صراخهم أثناء الصلاة عند دخول كل جثمان للضحايا قائلين( ارحمنا, ارحمنا, ارحمنا يا الله مخلصنا ثم ارحمنا يارب ارحم) هذه الجملة التي تقال بروحانية وخشوع كانت تتردد أمس الأول بغضب شديد وجاءت كلمات العظة للأنبا يوأنس والأنبا يثئودسيوس أسقف الجيزة تعلن أن الأقباط مستعدين للاستشهاد ولكن لن يقبلوا أو يرضوا بأي ظلم جديد فقال الأنبا ثيئودسيوس نحن نحتفل اليوم بذكري القديس مارمرقس الذي بشر بالمسيحية في مصر ونال الشهادة ونحن جميعا مستعدون للشهادة وقال الأنبا يوأنس لا يظن أحد أن مقتل بعض المسيحيين سيهز كنيسة مصر بل بالعكس دماء الشهداء تروي شجرة الكنيسة لتقوي أكثر فنحن نفخر دائما بأننا أبناء الشهداء, وقالت الصيحات ارفع رأسك فوق انت مصري, فهل وصلت الرسالة للجميع؟, للأسف كان غياب أي مسئول عن الجنازة له تأثر بالغ في حزن الأقباط ولا أعرف ماذا يشغل المسئولين والمجلس العسكري ورئيس مجلس الوزراء ومحافظ الجيزة وغيرهم.