مخطئ من يتصور ان ثورة 25 يناير كانت بعيدة فى تفجيرها عن بسطاء هذا الشعب وان النخبة من الشباب والكبار كانتوحدها هى صاحبة الفضل الاول والأخير فيها .. ان هؤلاء البسطاء وهم" الأغلبية" من أبناء وشيوخ ..بنات وسيدات.. موطفون وعمال ..طلاب وحرفيون" كانوا القنبلة المدوية التى انفجرت يوم 28 يناير بعد صلاة الجمعة فى كل انحاء مصر فى وجوه النظام الساقط ورموزه حتى ارتعدت فرائسه وانهارت الارض من تحت قدميه ثم استكمل الشباب مسيرته التى بدأها فى 25 يناير ومعه تحركت باقى القوى السيا سية لتحتضن القوات المسلحة الجميع وتنحاز الى كل قوى الشعب وأطيافه فى مواجهة النظام . هنا ترك البسطاء مقعدهم " أمانة " فى عنق جيشهم وهواة السياسة وحماس ووعى شبابهم الذين خرجوا من اصلابهم لينوبون عنهم وليعودوا هم الى منازلهم امنين ..باحثين عن لقمة عيشهم من جديد, فهم مؤمنون بأن من لايعمل لا يستحق ان يأكل ولاحتى ان يطالب بطعامه !! من هنا فان من واجبنا ازاء هؤلاء البسطاء - وهم الاغلبية - ان نسمعهم عنما يتحدثون .. وعلى مفكرينا ان ينصتوا اليهم .. وعلى منظرينا وخبراءنا ان يتوقفوا قليلا عن صياحهم الدائر ليل نهار فى الفضائيات ويهدءوا قليلا. اما متظاهرى ومعتصمى" تحرير" هذه الأيام فعليهم ان يعوا هم أيضا ان هناك أناس أخرون "فى هذا الوطن فى مقدمتهم هؤلاء البسطاء بدأوا وتلاحموا مع الأبناء ولعبوا دورهم لنجاح الثورة وانهم عادوا بعدها الى ديارهم واعمالهم ثقة فى الشباب ومحترفى السياسة ومحبيها اصبحوا الان لايرضون عن اداء هؤلاء المتظاهرين المعتصمين المستمر تواجدهم داخل الميدان لا لأن المتواجدين فى الميدان الى الآن "خونة "ولا "بلطجية " لاسمح الله ولالأنهم تحولوا الى هواة تظاهر اوعاطلين "مش فارقة معاهم" لاقدر الله أو لأنهم مدسوسبن من فلول النظام السابق وباتوا من محترفى مصطلح ابداع مصرى اسمه الثورة المضادة ليس لكل هذا ولكن لأن البقاء فى الميدان "عمال على بطال" اصبح لكثير من هؤلاء البسطاء استمرار لتأجج مشاعر غاضبة ثائرة حائرة بين الماضى والمستقبل لاتنظر الى ان سقوط الحاضر تحت دعوى " ثورة اولاثورة " هو امر وارد وانه لن يكون معه اى مستقبل ان هذه المشاعر الغاضبة تريد ان تهدم كل مافات فى غمضة عين وتبنى امجادا ورخاءا فى غمضة العين الاخرى وكأن فانوسا سحريا يمسك بكل تلابيبه مجلس عسكرى وحكومة قادمة من نفس الميدان سيحققها فى طرفة عين ومرة واحدة !! ألم يتوقف كل هؤلاء عند كلمات سيدة تخرج يوميا على باب الله بعد وفاة زوجها لتحصل على قوت يومهم وتخاف سطوة بلطجية الفراغ الأمنى فى المنطقة التى تعمل بها ؟ ألم يعرفوا شيئا ا عن عمال التراحيل الذين لايجدون من يطلبهم ؟ ألم يسمع هؤلاء بكاءا مكتوما داخل احشاء سيدة زوجها كان يعمل فى مجال السياحة ويجلس الآن الى جوارها فى المنزل ؟ هل شعر هؤلاء بأن "أجشع التجار" الذين لم تغير فيهم الثورة شيئا عادوا من جديد لرفع اسعار كافة السلع ليكتوى بها الجميع فى ظروف اقتصادية غاية فى السوء؟ الم يشعروا بألم اسر شهداء هذا البلد من ضباط وجنود الجيش على يد بلطجية مجرمين ان كان هؤلاء لايعون ولايعرفون تحت دعوى ان "الثورة لم تبدأ بعد حتى تنتهى" وان مصر الثورة قادرة على تجاوز كل هذا العناء بعدان تأتى بكل ثمارها فى فى عام اوعشرة , اصبح مهما لهم الآن ان ينزلوا الى" الشارع" يتأملوه بضمير كل مواطن مصرى الشريك الغالب فى هذا البلد قبل التوجه " الى الميدان"ربما يكتشف هؤلاء ان شعب مصر ليس مليونا ولا مليونين ولا حتى خمسة ملايين يخرجون فى مظاهرات مليونية بدعوة من المقعد الأثير لمفكرى" تويتر" و"الفيسبوك" رغم ماتحقق ولكن هناك أكثر من 80 مليون آخرين يرون ان ماتحقق حتى الان فيه الكثير وان القادم سيتحقق فيه المزيد و الافضل ولكن الاهم الأن ان نلم شتات الدولة لتقف على قدميها وتبدأ اولى محطات المستقبل التى ارادها شعب هذا البلد منذ البداية عبر التغيير والحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية هذا مستقبل مصر كما تراه "مدرسة البسطاء" وهم ايضا الذين رأوا فى مقولة امام الدعاة الشيخ الشعراوى خلاصة موجزة لبناء الأمجاد فهل يستمع رواد الميدان لحكمة البسطاء ويبدأون معهم البناء بعيدا عن الميدان ؟! المزيد من مقالات حسين الزناتى