«المشاط» تُهنئ رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية على إعادة انتخابها    تطبيق حجز السيارات الكهربائية بالعاصمة الإدارية الجديدة 2024    رئيس COP28: العالم أمام فرصة استثنائية هى الأهم منذ الثورة الصناعية الأولى    القاهرة الإخبارية: انقسامات داخل حكومة نتنياهو بسبب اليوم التالي للحرب    الرئيس الصيني: الجامعة العربية ملتزمة منذ فترة بتعزيز وحدة العالم العربي    بوتين : لا توجد خطط حالية للاستيلاء على مدينة خاركيف الأوكرانية    بعد ساعة من طرحها.. نفاد تذاكر مباراة الأهلي والترجي في إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا    رئيس الاتحاد الفلسطيني يكشف تحركاته نحو تعليق مشاركة الكيان الصهيوني دوليًا    متحف البريد المصري يستقبل الزائرين غدًا بالمجان    رشوان توفيق يهنئ عادل إمام بعيد ميلاده    المهرجان القومي للمسرح يطلق مسابقة التأليف المسرحي لدورته ال17 باسم الدكتور علاء عبد العزيز    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    وزير الأوقاف من مسجد السيدة زينب: أئمتنا على قدر المسئولية في بناء خطاب ديني رشيد    مساندة الخطيب تمنح الثقة    القسام: قنصنا جنديًا إسرائيليًا شرق جباليا    إعلام فلسطيني: شهيدان ومصاب في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين بحي الزهور    الإنتهاء من المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلى لمبنى المفاعل بمحطة الضبعة النووية    تحديث جديد لأسعار الذهب اليوم في منتصف التعاملات.. عيار 21 بكام    مؤتمر أرتيتا عن – حقيقة رسالته إلى مويس لإيقاف سيتي.. وهل يؤمن بفرصة الفوز بالدوري؟    "يمنح الطلاب شهادات مزورة".. ضبط سيدة تُدير كيان تعليمي وهمي في الغربية    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    «جمارك القاهرة» تحبط محاولة تهريب 4 آلاف قرص مخدر    أوقاف البحيرة تفتتح 3 مساجد جديدة    رئيس جهاز دمياط الجديدة يستقبل لجنة تقييم مسابقة أفضل مدينة بالهيئة للعام الحالي    «تقدر في 10 أيام».. موعد مراجعات الثانوية العامة في مطروح    جوري بكر تعلن انفصالها بعد عام من الزواج: استحملت اللي مفيش جبل يستحمله    أحمد السقا: يوم ما أموت هموت قدام الكاميرا    هشام ماجد ينشر فيديو من كواليس "فاصل من اللحظات اللذيذة".. والجمهور: انت بتتحول؟    الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم: قد نتوجه لكونجرس الكاف بشأن مشاركة إسرائيل في المباريات الدولية    دعاء يوم الجمعة وساعة الاستجابة.. اغتنم تلك الفترة    فريق قسطرة القلب ب«الإسماعيلية الطبي» يحصد المركز الأول في مؤتمر بألمانيا    تناولها أثناء الامتحانات.. 4 مشروبات تساعدك على الحفظ والتركيز    اندلاع حريق هائل داخل مخزن مراتب بالبدرشين    توخيل يعلن نهاية مشواره مع بايرن ميونخ    كولر: الترجي فريق كبير.. وهذا ردي على أن الأهلي المرشح الأكبر    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    ضبط سائق بالدقهلية استولى على 3 ملايين جنيه من مواطنين بدعوى توظيفها    ما هو الدين الذي تعهد طارق الشناوي بسداده عندما شعر بقرب نهايته؟    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    المفتي: "حياة كريمة" من خصوصيات مصر.. ويجوز التبرع لكل مؤسسة معتمدة من الدولة    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    آخر موعد لتلقي طلبات المنح دراسية لطلاب الثانوية العامة    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    كوريا الشمالية ترد على تدريبات جارتها الجنوبية بصاروخ بالستي.. تجاه البحر الشرقي    كيف يمكنك حفظ اللحوم بشكل صحي مع اقتراب عيد الأضحى 2024؟    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    حركة فتح: نخشى أن يكون الميناء الأمريكي العائم منفذ لتهجير الفلسطينيين قسريا    تفاصيل حادث الفنان جلال الزكي وسبب انقلاب سيارته    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    محمد عبد الجليل: مباراة الأهلي والترجي ستكون مثل لعبة الشطرنج    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف بسمة الفيومي.. طريقة عمل الكرواسون المقلي    لا داع للقلق.. "المصل واللقاح" توجه رسالة عاجلة للمواطنين بشأن متحور FLiRT    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



افتتاح كنيسة العذراء صفعة على وجوه طيور الظلام
نشر في أكتوبر يوم 12 - 06 - 2011

جاء افتتاح كنيسة السيدة العذراء بامبابة بحضور رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف ولفيف من الوزراء ومحافظ الجيزة وعدد من الشخصيات العامة ورجال الدين الاسلامى والمسيحى ووفد من شباب ثورة 25 يناير المجيدة ليوجه رسالة شديدة اللهجة لطيور الظلام، من انهم مهما فعلوا فلن يستطيعوا ان ينالوا من وحدتنا الوطنية وان مصر ستظل دائماً قوية بمسلميها واقباطها الذين عاشوا طوال أكثر من 1500 عام يداً واحدة ونسيجاً واحداً واجه المعتدى الغاشم وانتصر عليه بفضل دماء المصريين جميعاً مسلمين واقباطاً..
وتجلت الوحدة الوطنية فى ابهى صورها اثناء افتتاح الكنيسة التى تم اعادة بنائها فى اقل من شهر بعد احداث امبابة على ايدى سواعد رجال قواتنا المسلحة التى كما كانت الدرع التى حمت ثورة 25 يناير فها هى تؤدى دورها فى حماية الجبهة الداخلية ووحدتنا الوطنية فى مشهد تعانق فيه الهلال مع الصليب وكانت فيه يد المسلم فى كف اخية المسيحى حيث امتلأت الشوارع المحيطة بالكنيسة بشعب امبابة لا فرق بين مسلم ومسيحى فالجميع فرحون لاعادة بناء دار عبادة يمارس فيه ابناء الوطن عبادتهم لله الذى نؤمن به جميعاً..
فى البداية تحدث القمص صربامون عبده كاهن الكنيسة فقال:نقدم الشكر اولاً لله الذى سمح بالتجربة ونطلب ان تكون هذه المناسبة فرصة لتنقية النفوس ولتكون هناك دروس مستفادة من التجربة لتحسين اوضاع مصر والمجتمع ككل فى تجديد فكر الانسان المصرى ووضع منهجية للثورة الجديدة التى نعيشها سواء من خلال تفعيل القيم والقوانين القائمة او اصدار تشريعات جديدة لاعلاء سيادة القانون..
واضاف صربامون اننا نتقدم بخالص الشكر للقوات المسلحة على ما قامت به من جهد لإعادة تجديد الكنيسة وترميم بعض الأساسات التى احترقت بفعل الحريق عقب الاحداث الماضية كما نتقدم بالشكر للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء على حضوره الاحتفال كأخ كبير لنا وللعائلة المصرية الواحدة كلها والذى يعتبر حضوره تقديراً منه للظروف التى تمر بها الكنيسة عموماً واقباط المنطقة خصوصاً..
قصة الكنيسة
ويضيف صربامون ان الكنيسة انشئت فى 14 ابريل 1969 حيث اقيم أول قداس بها فقد كانت فى السابق بيتاً مؤجراً للمساكن الشعبية وتم شراؤه بمعرفة المطرانية إلى ان صدر القرار الجمهورى رقم 1117 لسنة 1973 فى عهد الرئيس الراحل محمد انور السادات وبدأت اقامة المبانى..
وأقيم اول قداس فى مبانيها الجديدة بعد ذلك فى شهر فبراير من عام 1977 حيث ترأس الخدمة فى القداس وقتها الحبر الجليل الانبا دوماديوس مطران الجيزة شفاه الله وبدأت الكنيسة ترتفع بأدوارها حتى وصلت إلى 3 أدوار ولما كانت مساحتها صغيرة حوالى 9.5 متر ×18.5 جعلنا نتوسع فيها رأسيا وليس افقياً..
وقد شهدت الكنيسة أكثر من تجديد فى السابق حتى وصلنا لشكلها الحالى حيث تم بناء الدور الثالث لها منذ حوالى 3 سنوات ونشكر الله انه لم يصبه اى ضرر فى الحريق الاخير بالرغم من ان تشطيباته كلها كانت خشبية..
والكنيسة تحتوى على اكثر من مذبح الاول على اسم القديس مارجرجس وتم تكسيره ولم يُعَد بناؤه حتى الآن، والدور الثانى كنيسة العذراء والقديس مارمينا وتم تجديدها وبها مدرجان داخل صحن الكنيسة، اما الدور الثالث والاخير فهو مذبح للملائكة والسمائيين والكنيسة تخدم حوالى أكثر من الف اسرة حيث شهدت المنطقة امتداداً عمرانياً وكثافة سكانية واسعة فى السنوات الاخيرة فارتفع الرقم من 220 اسرة سنة 1969 حتى اصبح يتجاوز الالف الآن..
وأكد القمص صربامون انه يتمنى فى هذه المناسبة ان يزيد الترابط بين المصريين جميعاً بحيث ترفرف علينا روح الاتحاد والحب وان تغلف قلوبنا مشاعر خالصة طوال الوقت وليس أوقات الازمات فقط، وان تكون هناك عناية فى المدارس والجامعات والاعلام لتنشئة الانسان الجديد المستنير الناضج فى فكره ومشاعره بحيث يكون لديه حرية الرأى والتعبير وفى نفس الوقت احترام آراء الآخرين حتى المختلفون معه، فيبقى الود الذى لا يفسد مع اختلاف الآراء أو تلاقيها، فالجميع أخوة فى الله والوطن فليتنا لا ننسى امومة مصر الغالية لنا جميعاً ونحفظها فى قلوبنا وارواحنا وافئدتنا كسلوك طبيعى وليس مجرد خطاب رسمي فى مناسبة أو حتى اغنية وطنية لكن حياه نعيشها كما قال البابا شنودة «مصر وطن يعيش فينا وليست وطنا نعيش فيه»..
وحول دور رجال الدين الاسلامى والمسيحى فى مواجهة الفتنة الطائفية ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر شدد القمص صربامون على انه يجب ان يكون هناك لقاءات مشتركة وندوات وحضور متبادل بين رجال الدين والشباب حتى يتم تربية جيل جديد بقدوة صالحة وقيادة روحية ترعى الأجيال الجديدة وتنشئها على مبادئ التسامح والحب وقبول الآخر والاهتمام بالمبادئ الدينية المعتدلة فى المدارس مشيراً إلى ضرورة مشاركة التلاميذ الاقباط نظرائهم المسلمين فى جميع الانشطة كاتحادات الطلاب حتى ينشأ جيل جديد لا يوجد فرق فيه بين مسيحى ومسلم بحيث يأخذ كل شخص حقه مهما كان الاختلاف فى العقيدة..
بوتقة واحدة
أما فضيلة الشيخ محمد عبد الرازق وكيل وزارة الاوقاف بالجيزة فقد قال إنه يوجه فى هذه المناسبة رسالة لكل مصرى– وليس لكل مسلم او مسيحى فقط – يعيش على هذه الارض الطيبة بأن نتسامح وان نعيش فى ود وحب وان ننصهر جميعاً فى بوتقة الحب والسلام والمودة انطلاقاً من قوله تعالى «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين» صدق الله العظيم..
واضاف الشيخ عبد الرازق انه انطلاقاً من هذه الآية قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم « انا اولى الناس بعيسى ابن مريم .. ليس بينى وبينه نبى» وقال النجاشى ملك الحبشة لوفد المسلمين المهاجرين إلى الحبشة عندما حدثوه عن الاسلام «ان الذى جاء به عيسى بن مريم ومحمد بن عبد الله يخرج من مشكاة واحدة» وقد رأينا جميعاً معاملة رسول الله صلى الله علية وسلم لوفد نصارى نجران فقد اكرمهم وحينما حضر موعد صلاتهم قاموا وصلوا فى مسجد الرسول فمن هذا نتعلم ان الذى جاء به محمد وعيسى واحداً قال الله تعالى «شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً و الذى اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه» صدق الله العظيم، فالدين لله والوطن للجميع لا فرق بين مسلم ومسيحى لأن العقيدة ثابتة وقد قال الله تعالى «لكم دينكم ولى دينى» فالجميع مصريون ولابد ان يعيشوا على ارض مصر ويشارك كل منهم اخاه فى افراحه واحزانه فما حدث من سطو واعتداء على الكنيسة نتألم له جميعاً لكن اليوم وبفضل الله ونحن نعيد افتتاح الكنيسة فهو يوم عيد للمسلمين والمسيحيين على السواء واظهر حقيقة هذا البلد ومدى حبه وانتمائه، وكما رأينا امام الكنيسة أن المسلم والمسيحى يداً واحداً والهلال مع الصليب ايضاً شعاراً واحداً فمصر هى بلد الامن والامان وتوعد الله من اعتدى عليها بالعقاب..
واشار الشيخ عبد الرازق إلى أن ما حدث هو ذوبعة فى فنجان كما يقولون فلا يستطيع معتد أثم ان يفرق بين وحدة المسلمين والمسيحيين فنحن نعيش على ارض واحدة ونستظل بسماء واحدة هى سماء مصر حفظها الله ورعاها ورد كيد الكائدين إلى نحورهم وسهامهم إلى صدورهم..
من جهته قال المستشار نجيب جبرائيل إن افتتاح الكنيسة لم يسبب فقط ابتهاجاً لدى الاقباط والمسلمين وانما يعكس انتصاراً على الطائفية ورسالة غير مسبوقة تؤكد تلاحم الشعب المصرى بمسلميه واقباطه وان هذا الافتتاح بوجود رئيس الوزراء وعدد من الوزراء ومحافظ الجيزة يؤكد ويعزز قيم التسامح والوحدة الوطنية وتأكيداً لقوة ومتانة النسيج الوطنى ..
واشار جبرائيل إلى ان التفاف اعداد غفيرة من المواطنين اقباطاً ومسلمين داخل وخارج الكنيسة انما جاء ليوجه رسالة واضحة إلى كل من تسول له نفسه ان دور العبادة ايا كانت مسيحية أو اسلامية لها كل الاحترام والتقدير وانه لا فرق بين المسجد والكنيسة، واضاف ان افتتاح كنيسة السيدة العذراء اليوم جاء ليعلن ان شعب امبابة بصفة خاصة والشعب المصرى بصفة عامة قادر على احتواء ووأد اى فتنة ، وجاء الافتتاح انتصاراً للتعايش المشترك بين المسلمين والاقباط وان ما حدث من احداث سابقة تعتبر بكل المقاييس دخيله على المنطقة وان شعب مصر يؤكد دوماً اصالته وتمسكه بالنسيج الواحد..
وشدد جبرائيل على ان الانتهاء من بناء الكنيسة فى زمن قياسى لا يتعدى ثلاثة اسابيع وبهذا الطراز المعمارى الرائع، جاء ليؤكد حرص الدولة على مبدأ المساواة والعدالة والحفاظ على وحدة الامة وايضاً رسالة شديدة اللهجة بأن مصر قوية بأبنائها وتعتز بأقباطها ومسلميها وترفض اى وقيعة بين ابناء الوطن الواحد كما ترفض اى دعاوى مغرضة على نغمة الاستقواء بالخارج كما انه لافت للنظر لأول مرة فى تاريخ مصر ان يأتى رئيس الوزراء ومعه عدد من الوزراء ليفتتح الكنيسة ليؤكد ان الجميع تحت علم واحد وهو علم مصر وليؤكد منجازات الثورة التى تشدد على قيم المساواة والمواطنة..
واشارجبرائيل إلى انه يعتقد ان الشعب المصرى قد استوعب الدرس جيداً من احداث امبابة واطفيح وانه أصبح قادراً الآن على عزل الخبثاء ونبذ ثقافة التطرف والتشدد مضيفاً ان الشعب ظهر بمعدنه الحقيقى ليؤكد انه لا يمكن ان يتكرر ما حدث فى امبابة مستقبلاً ، خاصة اننى قد علمت انه قد انشئت لجان فى امبابة وغيرها فى كثير من الاحياء للحفاظ على الوحدة الوطنية وان المجلس الاعلى للقوات المسلحة قد أنشأ ايضاً لجنة مهمة تسمى «لجنة العدالة الوطنية» لوأد الفتنة قبل اندلاعها ولاتخاذ الاجراءات الوقائية للابتعاد عن اى شبهة للفتن الطائفية..
اما عن دور المثقفين ومنظمات المجتمع المدنى فى نشر ثقافة التسامح واحترام الآخر فقد أكد جبرائيل أنه قد آن الاوان على منظمات المجتمع المدنى والمثقفين والليبراليين بألا يقتصر حوارهم فقط على حوار النخبة بل عليهم ان ينزلوا إلى القرى والنجوع للقيام بدورات تثقيفية لنشر قيم التسامح والحب المشترك بين الاديان ونبذ العنف والتطرف..
سيادة القانون
من جانبه قال اللواء دكتور نبيل لوقا بباوى بلا شك إن الجيش وعد فأوفى بتبنيه اصلاح كنيسة السيدة العذراء بأمبابة وهذا ما اثلج صدور المسيحيين والمسلمين معاً ومع ذلك يجب الاعتراف بأن هذه الواقعة من الممكن ان تتكرر عشرات المرات لأن هناك اشخاصا لا يعرفون صحيح دينهم لذلك فلكى نمنع تكرار مثل هذه الحوادث الطائفية لابد من اعلان شأن القانون وتطبيقه على مرتكب هذه الحوادث ايا كانت ديانته سواء كان مسلماً أو مسيحياً، فالمهم سيادة القانون لأنه ثبت على وجه اليقين ان سياسة تقبيل القس للشيخ فى مثل هذه الوقائع الطائفية اصبح اسلوباً لا يجدى..
واضاف بباوى انه منذ عام 1960 حتى اليوم وقع 198 حادثاً طائفياً اغلبهم كان يتم انهاؤه بالمصالحات الودية والجلسات العرفية ومع هذا لم تنته الحوادث الطائفية والحل فى تصورى يكون باستحضار توصيات لجنة الدكتور جمال العطيفى التى تم تشكيلها من قبل مجلس الشعب كلجنة تقصى حقائق إثر حادث حريق كنيسة الخانكة ومع هذا دعونا نعترف حتى نكون منصفين ان القضايا الفكرية لا تعالج إلا بالفكر الصحيح وكثير من القضايا الطائفية هى نتاج فكر متشدد وبالتالى لابد ان يظهر دور الازهر فى الواقع الحياتى بتصحيح المفاهيم التى قد تكون بعيدة عن الاسلام وقد تسبب الكثير من المشاكل ، وفى نفس الوقت يظهر دور الكنيسة فى توضيح كيفية تطبيق مبدأ المواطنة وترك اى تجاوزات لأولى الامر والحكومة فى تطبيق صحيح القانون ويجب على الازهر والكنيسة ان يعملا معاً على غرس مبادئ المحبة والوحدة الوطنية بين اتباع الديانات السماوية..
وشدد بباوى على انه ثبت على وجه اليقين ان مواجهة الفكر بالامن قد لا تنجح وان مواجهة الفكر بالفكر اسلوب ثبت جدواه لكن فى النهاية فإن كل من ارتكب واقعة جنائية تشكل مساساً بوحدتنا الوطنية لابد من التعامل معه بتطبيق القانون مؤكداً على ان طوق النجاه للامة المصرية فى وحدتها الوطنية وأى مساساً بهذه الوحدة سوف يأكل الاخضر واليابس، ودعونا نعترف انه عقب كل ثورة بيضاء فى العالم مثل ثورة 25 يناير والتى قادها الشباب وحماها الجيش تحدث فترة اضطرابات لكن بعد فترة من الزمن سوف تستقر الامور وعندها سيربح الشعب بكل طوائفه نتائج واهداف هذه الثورة..
واكد بباوى ان دور المثقفين جوهرى فى محاربة الفتنة الطائفية ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر وذلك لأن عليهم حمل شعله التنوير وخلق وجدان ثقافى مجتمعى ينتج نموذجا يتطابق مع اهداف الثورة وذلك لأن المثقفين لديهم دراية بأبعاد وتداعيات كل تصرف وبواعثه ومدى تأثيره على وحدتنا الوطنية مشدداً على ان المثقف الذى يبرر التصرفات الجامحة يخون امانة القلم الذى بيده..
الثوار يتحدثون
. وقال وليد عبد المنعم عضو المكتب التنفيذى لاتحاد شباب الثورة ومؤسس اللجان الشعبية المستقلة لحماية مكتسبات الثورة انه يحب ان يوجه رسالة لكل المصريين بأننا يجب ان نحكم عقلنا فى مواجهة الفتن الهدامة التى يتعرض لها الشعب المصرى حالياً بغرض تقسيم الوطن وكسر شوكته عن طريق عناصر خارجية لها مصالح وأجندات مغرضة فى تفتيت الوطن ويعاونها فى الداخل المثلث الشيطانى المكون من فلول النظام البائد ورجال الاعمال الفاسدين وفلول امن الدولة السابق ومشدداً على ضرورة ان نقف جميعاً صفاً واحداً كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً لنبذ العنف واعادة هيبة الدولة وجعل القضاء هو الملاذ الوحيد للحصول على حقوق كل المصريين..
واضاف عبد المنعم ان الليبراليين جميعاً عليهم واجب وطنى لبناء مصر الجديدة على مبدأ المواطنة والحرية والعدالة الاجتماعية مشيراً إلى انه يجب على المسئولين الاهتمام بشكل كبير بالمناطق العشوائية والمهمشة حتى يتسنى للأغلبية الصامتة التعبير عن حقوقها ونبذ العنف بين افراد هذه الطبقة التى تعتبر هى البؤر التى تنشأ فيها الخلافات الطائفية نظراً لضعف البنية التحتية والتعليم وانتشار الفقر والجهل بين سكان هذه المناطق بما يعرضهم لأن يكونوا لقمة سائغة للشائعات الهدامة والافكار المتشددة..
أما عن مقترحات شباب 25 يناير لسبل علاج حالة الاحتقان الطائفى التى يعانى منها المجتمع حاليا اجاب عبد المنعم ان الشباب تقدم بمبادرة لوزير الداخلية السيد اللواء منصور العيسوى يتم من خلالها تكوين لجنة حكماء فى كل حى تكون مشكلة من أحد الآباء الكهنة وأحد الشيوخ السلفيين وآخر من شيوخ الاخوان بالاضافة إلى شيخ من الجمعية الشرعية واثنين من شباب الثورة فى كل منطقة وكذلك احد الكتاب والمثقفين وثلاثة من كبار العائلات فى المنطقة ويكون هدف هذه اللجنة هو الوقاية من شر الفتن الطائفية من خلال توجه اعضائها لمكان الحدث حتى قبل وقوعه لوأد الفتنة فى مهدها فكما قمنا بتشكيل لجان شعبيه لحماية الامن فى الشوارع عقب الفراغ الامنى الذى اعقب جمعة الغضب فنحن نريد تكوين لجان شعبية للحماية من الفتن الطائفية..
واضاف عبد المنعم اننا كشباب للثورة نقوم بحملات نطلق عليها حملات «طرق الابواب» بحيث تصل هذه الحملات لكل شارع وكذلك داخل الكنائس والمساجد لتوعية المواطنين البسطاء لنبذ العنف وتدعيم الوحدة الوطنية..
ووجه عبد المنعم الدعوة لرجال الامن بضرورة عودة الامن بشكل محترم وقوى لفرض الطمأنينة فى الشارع المصرى..
واستكمل زميله فى اتحاد شباب الثورة الناشط السياسى «مينا فهمى» الحديث مؤكداً ان مشاركة اعضاء الاتحاد فى مناسبة اعادة افتتاح كنيسة العذراء تأتى فى اطار حرص الاتحاد على المشاركة فى كل ما هو فيه مصلحة الوطن مشيراً إلى انهم كانوا شهود عيان فيما حدث فى كنيسة مارمينا التى بدأت عندها احداث امبابة كما ان الاتحاد اشترك فى لجنة الحكماء التى قامت بفض النزاع وقتها امام الكنيسة..
وشدد فهمى على ان شباب الثورة لن يسمح بوجود اى فتن طائفية بعد ثورة 25 يناير المجيدة مشدداً على انهم سيقفو امام اى شخص او اى جهة تحاول اشعال فتنة بين قطبى الامة التى دامت العلاقة بينهما منذ قديم الأزل وستظل إلى الابد بإذن الله ولن تطغى عليها اى فتنة طائفية..
ووجه فهمى رسالة لكل من تسول له نفسه احداث فتنة طائفية فى مصر بأنه لن ينجح فى ذلك لأن القرآن الكريم يقول» ادخلوها بسلام آمنين» والكتاب المقدس يذكر « مبارك شعبى مصر» وبالتالى ستذهب مجهودات صناع الفتن هباء..
واشار فهمى إلى انهم كشباب للثورة يقومون بعمل ندوات لتدعيم الوحدة الوطنية من خلال دور العبادة حيث نقوم بدعوة بعض المشايخ والقساوسة لتوعية المواطنين لخطر الفتنة الطائفية ودعوتهم للتسامح واحترام الآخر وذلك من خلال الخطاب الدينى المعتدل الذى له اهمية قصوى فى المرحلة المقبلة فى تدعيم الوحدة الوطنية بين قطبى الامة بحيث يتم توضيح الحقيقة للمواطن البسيط بأن هذه الفتن تأتى من قلة مندسة بيننا لا تريد مصلحة لهذا الوطن، وآخر هذه الندوات كانت فى كنيسة العذراء مريم بالشرابية حيث استضفنا وقتها الشيخ مصطفى عبد الرحمن شيخ مسجد الايمان وكان يوجد بالندوة احد شيوخ السلفيين وآخر من الاخوان وثالث من الجمعية الشرعية وكلهم كانوا فى استضافة الكاهن بقطر يوسف كاهن الكنيسة وكانت الندوة بعنوان الوحدة الوطنية ..
وشدد فهمى على انه يجب ان نقوم بحملات توعية للوقاية من الفتنة الطائفية خاصة فى مجالين أولهما الخطاب الدينى الذى ينصاع وراءه البسطاء بحيث لابد ان يتجه نحو الاعتدال ويحث على التسامح وقبول الآخر والثانى مجال التربية والنشأة بحيث يتم تربية وتعليم الطفل الصغير على أن يحترم زميله المختلف عنه وان يتعامل معه بمحبة، فلابد ان نستأصل كلمة مسيحى ومسلم من قاموسنا لتصبح كلنا مصريون.. فالفتنة تنشأ فى المعتاد عند وقوع خلافات اطرافها مختلفى الديانة حتى لو كانت خلافات بسيطة وتافهة من خلال استخدام كلمة مسيحى ومسلم والافضل ان نقول إننا مصريون فقط..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.