سياسة خارجية

بطولات وهمية‏!‏ لا السدود التي تقيمها اثيوبيا تقع كلها في حوض النيل ولا الاستثمارات الخليجية تتم جميعها في الأراضي التابعة للحوض لكي يتشنج بعضنا ويوجه الاتهامات جزافا. ففي اثيوبيا12 حوضا لا بد أن بعض السدود تقام فيها ومنها السد الذي أثار قلق كينيا لأنه يهدد بجفاف بحيرة تعيش علي مياهها بعض قبائلها. كما أنه ليست كل السدود حتي لو أقيمت علي النيل الأزرق سيتم استخدامها لأغراض الري فتحتجز كمية كبيرة من المياه عن مصر والسودان وانما بعضها علي الأقل لتوليد الكهرباء تحبس مؤقتا قدرا من المياه لملء بحيراتها ثم تعود للتدفق بكاملها لأن شدة انحدار الأرض يصعب معها احتجاز كميات كبيرة حتي لا تنهار. ويمكن التفاوض مع اثيوبيا لتحديد مدة زمنية لملء البحيرة بما لا يؤدي للاضرار بنا.
ربما كانت حقيقة أن85% من مياه النيل تصل الينا من اثيوبيا هي التي تصيب الناس بالقلق كلما سمعوا عن بناء سد مثل تيكيزي والألفية العظيم لأن مصر تعتمد علي مياه النيل بنسبة95% حيث لا مصادر أخري لها سوي أمطار شحيحة ومياه جوفية لا يوفران سوي5% من احتياجاتها.. لكن ما حجة المتخصصين ورجال الاعلام في التهويل وتجاهل الحقائق وتوجيه الاتهامات جزافا لحكومة اثيوبيا ومستثمري الخليج وهم المنتظر منهم أن يتحروا الدقة ويحذروا أولي الأمر علي قدر الخطر, لا أن يصيبوا المواطن العادي بالفزع لتحقيق بطولات زائفة؟..فما معني أن يتهم البعض اثيوبيا ب شن حرب مياه علي مصر ويصفوا أموال مستثمري الخليج بأنها تهطل علي أديس أبابا كالمطر؟..
ومن أين تأكدوا أن السعودية والامارات وقطر والكويت تسعي لزراعة مليون و750 ألفا ومليونين و300 ألف و250 ألف فدان علي التوالي في الأراضي الاثيوبية الواقعة في حوض النيل بما ينقص من حصة مصر؟..وما معني مطالبتهم بوقف تلك الاستثمارات وتطبيق معاهدة الدفاع العربي المشترك وكأننا أوصياء علي المستثمرين أو سنحارب الاثيوبيين؟.وهل من مصلحتنا معاداة دول الخليج أوحتي اثيوبيا؟..أليس من الأفضل اقناعهم بالمنطق بألا يضروا بنا؟.هل أدركنا نحن أولا قيمة المياه المهدرة بفتح الحنفية علي الآخر حتي في الوضوء؟!
المزيد من أعمدة عطيه عيسوى