عرفته إنسانا رقيقا صاحب قلب وديع تزاملنا معا لما يقرب من ربع قرن.. لم يعرف قلبه الوهن كما لم يعرف سوي الخير والحب للجميع كان عميقا في إحساسه بالآخرين لمجرد رؤيته لهم وكثيرا كان يفاجئ بما يدور بداخلي. من أمور كما لو كان عرافا وان شئت فقل وليا من أولياء الله الصالحين, كان صريحا إلي أبعد الحدود إلي حد لايخشي فيه أحد سوي الله, عرفناه شجاعا شهما لايخادع ولاينافق في علاقاته بالآخرين سواء في مجال العمل أو علي مستوي علاقاته الشخصية هكذا عرفناه, كثيرا ما وجدت علماء من مصر وخارجها يتحدثون عنه باحترام وتقدير خاصة كبار الأطباء وأساتذة الجامعات بمصر كان عاشقا للعلم بقدر عشقه للخير الذي حببه في الآخرين وحبب الآخرين فيه, كانت علاقاته قوية بالمسئولين والوزراء بقدر قوة الأهرام, رحم الله زميلنا يحيي يوسف صاحب المبادئ الأصيلة والرؤي الصائبة. عمرو يحي إن قلبي ليحزن عند لحظات الفراق.. وقلمي يعجز عن أن يسطر كلماته حينما تكون في رثاء زميل تقاسمنا معا لسنوات طويلة لحظات الفرح والأحزان, الفوز والانكسار, السعادة والغضب.. رحم الله زميلي يحيي يوسف الذي حمل معاني الانسانية بكل أبعادها, فكان بشوش الوجه, دمث الخلق, مرح الحوار, تحركه روح ابن البلد وأخلاقيات القرية رحيما بالفقراء. طوال سنوات زمالتي له عرفته عاشقا للصحافة, متحجرا في الصحافة العلمية وعلوم الفضاء, فاستحق أن نطلق عليه لقب صحفي الفضاء كان شديد الإيمان بإعجاز الله سبحانه وتعالي العلمي في خلق هذا الكون الفسيح, مستندا لآيات الذكر الحكيم, مؤكدا أن العلم سيكشف المزيد من أسرار الكون الفسيح, ليزداد إيمان الناس بالخالق سبحانه. محمد حسن رحل عن عالمنا رفيق من رفقاء رحلة العمل الصحفي هو الأخ الصديق يحيي يوسف, عرفت يحيي منذ71 عاما, عرفته خفيف الظل يحب المرح والفكاهة محبا لزملائه وكسب حبهم واحترامهم جميعا. عمل يحيي منذ دخوله الأهرام في الصحافة العلمية وأولي اهتماما خاصا بعلوم الفلك والفضاء, وأخذ يبحث في الكون وماهيته واستحق منا جميعا بأن يكون محرر العلوم والفضاء,وقبل وفاته بأسبوع قال لي أنا فرحان أوي يامحمد فقلت له لماذا فقال لي عشان عشت لغاية ماشفت رحيل هذا النظام الفاسد بأكمله, فكان دائما علي يقين ان المصريين سيقومون من غفوتهم رافضين هذا الظلم الاجتماعي الرهيب وكان علي ثقة أن المصريين يجب أن يكونوا في منزلة أعلي بكثير مما هم فيه.