يحتفل المسيحيون في مصر غدا بعيد الميلاد المجيد.. يحتفل بميلاد الرجل.. النبي.. الكلمة الإلهية.. ولقد ظهر اسم عيسي عليه السلام علي مسرح الأحداث والروح الأمين جبريل عليه السلام يحدث مريم العذراء باصطفاء الله تعالي لها بحمل معجزته إلي البشر.. إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي ابن مريم. وحين بدأ عيسي عليه السلام دعوته كانت الحياة مستنقعا من النفاق وعبادة الهوي وتقديس الذهب والمحافظة علي رسوم الشريعة وإهدار روحها تماما. وفي معابد اليهود, كان جوهر الحياة ينكشف عن قيمة واحدة هي الثراء.. كما كان اليهود لايؤمنون بوجود الروح, وكانوا يعتبرون أن دم المخلوق هو روحه, وكانت النظرية المادية إلي الحياة قد انتهت بشريعة موسي عليه السلام إلي نهاية ماكان يتوقعها أحد أو يتصورها أحد, كانت الكراهية والحقد والأثرة هي الموانيء الثلاثة التي رست فيها شريعة موسي عليه السلام, ولقد كان موسي رجلا من رجال الحب الإلهي الكبار.. لكن شريعته تنتهي علي أيدي القلوب الميتة لهذه النهاية الفاجعة. وكانت الحياة في حاجة إلي نبي جديد. إلي كلمة من الله.. إلي إنسان يعيد الناس إلي مملكة الروح ويحدثهم أن الكنوز علي الأرض تضيع وتفسد وينخرها السوس, أما في السماء فيمكن للكنوز أن تعيش وتكبر.. ولقد كان أخطر ما في دعوة عيسي عليه السلام أنه أفهم الناس أن الشريعة الحقيقية أن تسامح وتعفو وتحب. إن القدرة علي الحب ليست أمرا في طاقة البشر جميعا, وليست حاسة تولد بميلادهم, إنما هي نهاية طريق من المعاناة والألم.. وهي بداية الوجود الإنساني حقا. ولقد سار عيسي في طريق الآلام حتي نهايته, وباعه قومه وتآمروا علي صلبه ورفعه الله تعالي إليه.. تحية إلي المسيحيين في عيدهم.. وسلام علي نبيهم يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.