مبيت الحاج في مني يوم التروية وصلاة الفجر بالمزدلفة ورمي الجمرات في اليوم الثالث لغير المتعجل, وطواف القدوم لماذا يؤجر الإنسان عن عملها وليس عليه شيء في تركها؟.. أفكار ازدحم بها عقلي ولم ولن يجد لها إجابات قاطعة. وفي أثناء جلوسي يوم عرفه وأنا أقرأ القرآن العظيم مرت عيناي علي آيات نهاية سورة المائدة فوقف بصري وكأني وجدت راحلتي وأحسست بما أثلج صدري وأزاح الأسئلة عن عقلي.. فلقد استجاب الله لمن طلبوا أن ينبئهم بما تطمئن به قلوبهم, ولكن توعد سبحانه من يكفر بعد منهم بعذاب لم يعذبه أحدا من العالمين إذا اهتزت نفوسهم بعدما رأوا اليقين. وعليه فقد رست سفينة عقلي علي أن الجميع ملتزمون بالطاعة دون كلمة لماذا وأن عدم وجود أي دليل أو تفسير للمناسك هو في الواقع رحمة من الله تعالي بنا حتي لا نكون ممن دخل في قلوبهم الشك فلقوا مالقوا من عذاب شديد.. وذلك أيضا لقوله تعالي لا جدال في الحج وكأنه سبحانه يعلمنا أنه لا جدال في مناسك الحج وقول رسوله صلي الله عليه وسلم خذوا عني مناسكم. أما التقوي فهي والله أعلم الطاعة ولكن يغلفها الحب والسعادة لقوله تعالي ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب فلقد ترك الله الطاعة للعقل.. أما التقوي في الحج فقد ربطها سبحانه وتعالي بالقلب محل الحب فالحمدلله علي هذه الفريضة التي أداها البعض بالعقل طاعة لله دون تفسير لمناسكها وأسقطوا عنهم الفريضة, وأداها آخرون بتقوي القلوب أي بطاعة وحب وسعادة. فالحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة. حقا إنها شعيرة السمع والطاعة.. حقا إنها الشعيرة التي لابد أن يقف فيها العقل عند منتهاه.. حقا إنها شعيرة لبيك اللهم لبيك. د.حسام أحمد موافي أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني