استبعدت وزارة الخارجية الأمريكية عودة جورج ميتشيل الموفد الأمريكي الخاص إلي الشرق الأوسط إلي المنطقة قريبا للعمل علي استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية. وقال فيليب كراولي المتحدث باسم الوزارة ان بلاده تعمل من أجل حدوث تجاوب فلسطيني اسرائيلي علي إطلاق المفاوضات. يأتي هذا في الوقت الذي صرح فيه محمود عباس( أبو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية بأنه تقدم بمقترحين للادارة الأمريكية لاستئناف المفاوضات. وكشف رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات عن أن المنظمة ستقدم إلي مجلس الأمن الدولي عبر المجموعة العربية في الأممالمتحدة مشروع قرار لترسيم حدود الدولة الفلسطينية علي خط الرابع من يونيو1967, مشيرا إلي أن الجولة الخارجية الراهنة لعباس تهدف إلي إقناع قادة الدول التي يزورها بدعم الموقف الفلسطيني. وقال عريقات إن العالم أجمع يقول إن حدود اسرائيل تقف عند حدود الرابع من يونيو, وأنه قد حان الوقت لترجمة هذا الموقف عبر قرار دولي معربا عن أمله في الا تستخدم واشنطن حق الفيتو لإبطال مشروع القرار الذي ستقدمه المنظمة. وأضاف أن ميتشيل عقد حتي الآن37 لقاء مع الجانب الفلسطيني دون أن يثمر ذلك عن إعادة اطلاق المفاوضات. وفي حديث له لاذاعة روسيا اليوم, أوضح أبو مازن أن الاقتراح الأول الذي قدمه لواشنطن من أجل إعادة إطلاق عملية السلام يتمثل في إقناع اسرائيل بأن استئناف المفاوضات يتطلب وقف النشاطات الاستيطانية ولو لفترة زمنية قصيرة, وأن تعترف اسرائيل بالمرجعية الدولية, وأما الاقتراح الثاني فقال عباس إنه تطبيق ما توصلنا اليه خلال عهد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق إيهود أولمرت, وأشار رئيس السلطة الفلسطينية الي انه تم الاتفاق مع حكومة أولمرت وإدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش علي أن حدود1967 هي التي يجب ان نصل اليها مع شيء من التبادل يتم الاتفاق عليه ويتم الدخول في مسألة الحوار حول هذه الجزئية بالاضافة الي مسألة اللاجئين الذين يمكن أن يعودوا الي فلسطين. وذكر عباس ان ميتشيل عاد بعدم موافقة إسرائيل علي أي من المقترحين مؤكدا أن اعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية غير وارد في أي اتفاق. وأشار الي أن مسألة الحدود تشمل حتما المستوطنات والقدس والمياه, مشددا علي ان القدسالشرقية هي عاصمة فلسطين وتبقي القدسالغربية لاسرائيل, وقال عباس: نحن نقبل ان تكون هذه القدس مقسمة مشددا علي انه لا يمكن له التنازل أكثر وأنه غير مستعد لذلك. ومن جانبه دعا عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية( حماس) محمود الزهار مصر إلي فتح صفحة جديدة للتوقيع علي وثيقة المصالحة وتنفيذها في أقرب وقت ممكن, وقال الزهار خلال ندوة سياسية في غزة أمس الأول إن الحركة مستعدة للتوقيع علي الوثيقة وفي أسرع وقت متي توافرت الضمانات من الجهات المعنية ومن مصر بالذات لحسن تنفيذ ما اتفق عليه. وأوضح أن حماس تريد التوقيع علي أشياء واضحة, داعيا مصر إلي توضيح الأشياء التي حولها لبس بالطريقة التي تكون واضحة للجميع, من أجل عدم تكرار حوادث سابقة ومن أجل تحصين الاتفاق وحمايته. وشدد علي أن حماس ستبقي عامل توحيد وليس تفريق, وقال نحن لا نشك في دور مصر في القضية الفلسطينية وجميع الملفات التي نجحت في القضية الفلسطينية كان لمصر دور مهم فيها. وقال الزهار إن حماس لا تهدد الأمن القومي المصري ولابد من تحديد من يهدد هذا الأمن, مؤكدا أن الكيان الاسرائيلي هو من يهدد الأمن القومي المصري والفلسطيني. وأضاف أن العلاقة بين الشعب الفلسطيني ومصر علاقة مقاومة, مشيرا إلي أن مصر عززت ذلك منذ حرب عام1948, وأكد أن العلاقة بين حماس ومصر يجب أن تقوم علي الاحترام والمحبة. واعتبر أن رؤية حماس للعلاقة مع مصر رؤية استراتيجية, وقال إن مصر هي التي حافظت علي اسم فلسطين وهوية فلسطين, وحافظت علي قضية اللاجئين وتعليمهم وتربيتهم, مؤكدا أن مصر عاشت وتعيش الهم الفلسطيني, ولكن هناك من يريد أن يخدش هذه العلاقة, وإن كل قيادات العمل الوطني والاسلامي تعلمت وتخرجت في الجامعات المصرية.