كتب حسن خلف الله: الحديث المصاحب لمباراة اليوم بين مصر والجزائر لابد ان يحمل منظورا كرويا بحتا باعتبارها طموح مشروعا لكل فريق في الوصول لنهائي البطولة من داخل ملعب'' اومباكا بايرو دي نوسا سينيورا دا جراسا'' في بنجيلا, ويكفي المنتخبين وصولهما الي المربع الذهبي وعلي حساب كوت ديفوار والكاميرون, وبالتأكيد التصفيق في النهاية سيكون لكل منهما فائزا كان أو خاسرا, ولعل ما فرقته أم درمان تجمعه أنجولا, مادام مقدرا للمنتخبين أن يلتقيا مرة رابعة خلال7 شهور.. لم يكن فوز الجزائر علي كوت ديفوار مفاجأة أو مجرد صدفة وضربة حظ, بل كان مستحقا; ومرة أخري, نجح المدرب رابح سعدان في صنع ملحمة جديدة للكرة الجزائرية بعدما قادها إلي المونديال للمرة الأولي منذ24 عاما, فتمكن من قيادتها إلي الدور قبل النهائي للكأس القارية للمرة الأولي منذ20 عاما. وتمكن اعتبار العامل الأساسي في إنجاز الجزائريين هو استكمال صفوفهم بمشاركة قلب دفاعهم نجم بوخوم الألماني عنتر يحيي, وصانع ألعاب لاتسيو الإيطالي مراد مغني بعدما تعافيا من الإصابة التي أرغمتهما علي الغياب عن جميع مباريات الدور الأول باستثناء دقائق قليلة لعبها مغني أمام أنجولا.. الي جانب تألق المهاجمين كريم مطمور وعامر بوعزة وقلب دفاع رينجرز الأسكتلندي مجيد بوقرة ونذير بلحاج ظهير أيسر بورتسموث الإنجليزي. ويمتلك المنتخب الوطني أسلحته أيضا مثلما للفريق الجزائري أسلحته, فالمنتخب الوطني يخوض المباراة المهمة اليوم وهو يحمل لقب بطل القارة مرتين علي التوالي, وعنده رصيد يضعه في المقدمة, وكل من يقترب من تلك المباراة يدرك أن مفتاح الفوز بها يكمن في هدوء الأعصاب, والقدرة علي التركيز في التكتيك والروح الرياضية.. وفي كرة القدم!.. وبرغم مرور4 مباريات لمنتخب مصر في البطولة, وامام الفوز فيها جميعا, فإن السؤال التقليدي قبل كل مباراة للمنتخب يفرض نفسه: ماذا سنفعل اليوم ؟.. والسؤال يحتمل معنيين اولهما متعلق بالنتيجة, وهي في علم الله وفقا للحكمة التي تعلمناها من كرة القدم, أما المعني الثاني فيشير الي النواحي الفنية.. أي ماذا يفعل المنتخب.. وكيف يلعب ؟ منتخب مصر لجأ الي طريقتين خلال مبارياته بهذه البطولة, احداهما تعتمد علي التمريرات القصيرة واللعب الجماعي أو ما يسمي بالكرة الشاملة وهي مدرسة هولندية خالصة في الاداء وذلك ما ساعده علي الفوز أمام نيجيريا وموزمبيق وبنين, في حين واجه الكاميرون علي الطريقة الايطالية التي أخذ منها الجزء الدفاعي البحت خلال هذه المباراة حتي جاءت الاهداف, فيأي الطريقتين سيلعب حسن شحاتة أمام الجزائر اليوم, فنحن نحتاج التامين الدفاعي, والهجوم القائم علي امتلاك الكرة وتمريرها بشكل صحيح لامتلاك وسط الملعب والاحتفاظ بمعدلات الجري المرتفعة, والمبادرة بالفعل ووضع الخصم في موضع رد الفعل حتي تأتي الأهداف, وأمام ذلك في المقام الاول السيطرة أو كبح جماح مفاتيح لعب المنافس, وأخطرها نذير بلحاج.. وبلحاج يقوم علي الورق بدور الظهير الايسر في منتخب الجزائر, ولكن في الملعب أدواره متعددة, فيظهر أحيانا صانع ألعاب, وأحيانا أخري مهاجما, وهذا يعني ان هناك تغييرا مطلوبا في توزيع لاعبي مصر في الملعب, وهو ما يرجح عودة أحمد فتحي الي الجانب الايمن للتصدي الي بلحاج والتعامل معه جيدا وايقاف خطورته.