اليوم هو يوم الكرة العربية في البطولة الافريقية .. جماهير الكرة العربية والافريقية وايضا في العالم ينتظر وبفارغ الصبر تلك الموقعة المنتظرة في الدور قبل النهائي لبطولة الامم المقامة حاليا في انجولا حيث تتجه الأنظار إلي ملعب "أومباكا بايرو دي نوسا سينيورا دا جراسا" في العاصمة الأنجولية بنجيلا لمتابعة هذه المباراة المنتظرة بين منتخبي مصر والجزائر الحاسمة و"الحسّاسة" والتي لاتقبل القسمة علي اثنين.. وقد تأهلت الجزائر إلي مباراة نصف النهائي بعد تغلبها علي ساحل العاج بثلاثة أهداف لهدفين بعد الوقت الإضافي فيما تأهلت مصر علي حساب الكاميرون بثلاثة أهداف لهدف سجله في مرماه خطأ اللاعب المصري احمد حسن. وقد حاول البعض اخراج تلك المباراة من اطارها الرياضي لتتجاوزأبعادها حماسة كرة القدم لتصل إلي السياسة والاقتصاد والعلاقات الثنائية بين البلدين لكنها في النهاية مباراة كروية اخوية يفوز بها من يستحق ويصل للنهائي ويشد علي يد الخاسر في اطار من الاخوة. وبعيدا عن كل الاحداث التي تلف اجواء المباراة والتي كان يعمل كل طرف منهما حسابا لها مستقبلا لكنهما لم يتوقعا ان تأتي هذه المواجهة بعد سبعين يوما بالتمام والكمال من احداث ام درمان .. فقد جرت استعدادات المنتخبين علي قدم وساق عقب تأهل كل منهما لهذه المباراة ونزل حسن شحاته ورابح سعدان مدربا الفريقين بلاعبيهما الي ارض الملعب للتجهيز لها بدون اي راحة فلا وقت للراحة فالوقت ضيق والمهمة شاقة والهدف اكبر من اي راحة. فالمنتخب الجزائري يسعي لتأكيد فوزه الذي حققه علي مصر يوم 18 نوفمبر الماضي بهدف المدافع عنتر يحيي في أجواء مشحونة بالسودان ألقت بظلالها علي العلاقات السياسية بين البلدين بينما سيحاول المنتخب المصري إعادة اعتباره في تلك المباراة التي يعتبرها ثأرية وفرصة لرد الاعتبار واثبات انه كان الاحق بالتأهل للمونديال وان ماحدث في ام درمان كان خارج ارادته خاصة ان الروح المعنوية للفراعنة في عنان السما بعدما صعدوا علي أكتاف الأسود الكاميرونيين. وللحقيقة فان المنتخبين المصري والجزائري تأهلا لهذه المباراة عن جدارة واستحقاق فقد ابعدا افيال كوت ديفوار واسود الكاميرون اللذين كانا من اقوي المرشحين وكشف نجومهما (أكذوبة ايتو ودروجبا) اللذين كانا امل الفريقين الخاسرين واللذين ودعا البطولة دون ان يترك اي منهما اي بصمة بل ولم يشعر بوجودهما الجمهور. مناخ هادئ وبعيدًا عن أي شئ.. فان الفريقين رفعا شعار الفوز ولا شئ غيره.. وكان تركيز الكابتن حسن شحاتة في اليومين الماضيين علي الناحية النفسية بشكل كبير ووضع اللاعبين في مناخ هادئ بعيدا عن العصبية حتي تكون نسبة التركيز عالية في المباراة، التي ستكون فيها المواجهة مع منافس قوي وعنيد له تاريخه وثقله الكروي ويضم لاعبين محترفين في أندية أوروبا .. وكانت أهم مطالب شحاتة من اللاعبين هي استغلال أي فرص تتاح إليهم امام مرمي منتخب الأخضر حتي لا يتم تكرار السيناريو الذي حدث في المباراة الفاصلة للتأهل الي مونديال 2010 بجنوب افريقيا، والتي جمعت المنتخبين بمدينة ام درمان السودانية عندما أضاع لاعبونا أهدافا بالجملة. وهذا يؤكد ايضاً إن الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني لن يجازف باللعب بخطة هجومية، وإنما سيحدث توازنًا بين الدفاع والهجوم وسيكون التركيز علي إفساد الهجمات من منتصف الملعب مع الاعتماد علي إسقاط الكرات من خلف دفاعات الجزائر، وهي نفس الطريقة التي لعب بها المنتخب امام منتخب الأسود الكاميرونية في المباراة الماضية بدور الثمانية والتي انتهت بفوز المنتخب بثلاثية مقابل هدف. مواجهة صعبة من جانبه اكد حسن شحاتة ان المباراة ليست سهلة لأنها امام فريق كبير له وزنه، لذلك يجب علينا ان نهدئ من أنفسنا حتي ينعكس ذلك علي ادائنا في الملعب، لان اللقاء بالفعل يحتاج في المقام الاول الي تركيز وهدوء الأعصاب، وإذا كان هناك بعض القلق يجب ان نحاوله احترام المنافس.. مشيراً الي ان المباراة تشبه الضربة القاضية ولا مجال الي التعويض، فإما ان نفوز ونصعد للمباراة النهائية وهو مانسعي إليه بإذن الله، واما ان نخسر ونزيد عمق جراح الجماهير المصرية .. مؤكداً ايضاً علي بذل المزيد من الجهد والعرق داخل المستطيل الأخضر ثم نترك التوفيق ليكون من عند الله وهو شيء مهم ونتمني الا يتخلي التوفيق عنا. كتمان شحاتة ورفض شحاتة كشف اوراقه الخططية حتي علي الصحفيين المصريين المتواجدين مع البعثة بانجولا، متعللاً بان المنافس يرصد كل كبيرة وصغيرة عن الفريق، وبالتالي فهو لن يقدم له خطته او فكره علي طبق من ذهب، ورفض ايضاً الحديث فيما يخص التشكيل الذي سيخوض به مواجهة اليوم امام محاربي الصحراء، مؤكداً انه يفضل ان يفاجأ به المنافس داخل المستطيل الأخضر.. وأضاف شحاتة ان مباراة اليوم ليست فكر مدربين فقط، لان ذلك وحده لن يفيد، فعلي اللاعبين أيضا ان يبذلوا قصاري جهدهم لينفذوا الخطة التي تم وضعها للقاء وسنلعب بها. وعلي الرغم من السرية التامة التي وضعها شحاتة ورفاقه بالجهاز الفني علي التشكيلة التي سيخوض بها لقاء اليوم، الا انه من المتوقع ان يلعب المنتخب بتشكيل مكون من عصام الحضري لحراسة المرمي ومحمود فتح الله ووائل جمعة وهاني سعيد في خط الدفاع وسيد معوض ناحية الشمال واحمد المحمدي في اليمين واحمد فتحي وحسني عبد ربه (حسام غالي) واحمد حسن في خط الوسط ومحمد زيدان وعماد متعب في الهجوم. اطمئنان جزائري في المقابل فإن المخضرم رابح سعدان المدير الفني للمنتخب الجزائري طمأن جماهير بلاده التي تعيش حالة من الترقب والقلق منذ سفر منتخب بلادها الي انجولا لخوض منافسات البطولة الافريقية، مؤكداً لهم ان محاربي الصحراء ذهبوا الي انجولا ليس للتمثيل المشرف فقط، وانما للفوز باللقب، وكسر حاجز الاحتكار للبطولة الذي وضعه منتخب الفراعنة علي كأس البطولة ، مشيراً الي ان هذا سيتم بعد تحقيق الفوزعلي المصريين في مواجهة اليوم.. اما عن تشكيل المنتخب الجزائري المتوقع في مباراة اليوم فيتكون من : فوزي الشارشي في حراسة المرمي ومن امامه عنتر يحيي ومجيد بوقرة ونذير بالحاج ورفيق حليش وسليمان رحو وكريم زياني وياسين بزاز ويزيد منصوري، عبد القادر غزال وكريم مطمور..(عامر بوعزة وكمال فتحي وزهير جبور).