تعتبر سوق العتبة المؤشر الحقيقي لأسعار اللحوم المستوردة باعتبارها من اكبر الاسواق التي تعمل في اللحوم المستوردة والمجمدة. وهي أيضا من الأسواق التي تتعرض لاتهامات عديدة بأنها تبيع لحوما غير صالحة للاستهلاك الآدمي مما أدي لحالة ركود في السوق. وفي جولة داخل السوق يشكو الحاج حسنين عفيفي صاحب محل لبيع اللحوم المستوردة من ان هناك الكثيرين الذين عزفوا عن شراء اللحوم المستوردة برغم انها مذبوحة علي الطريقة الاسلامية ولحمها حلال ومختومة من قبل الحجر الطبي والتموين ومنذ فترة بدأت الأسعار تتزايد بشكل مبالغ فيه حيث كان كيلو اللحم البرازيلي يبلغ حوالي19 جنيها حتي وصل الآن الي25 أما كيلو اللحم الهندي الذي كان يبلغ17 جنيها فقد وصل الآن الي20 جنيها والكبدة الأمريكاني15 جنيها للكيلو ولكن المواطنين للأسف امتنعوا عن الشراء بسبب ارتفاع الأسعار. وتلتقط أطراف الحديث فتحية عبدالعال صاحبة محل جزارة بسوق العتبة فتقول إننا في حالة ركود تام منذ ما يقرب من عام مع بداية أزمة انفلونزا الخنازير. حيث بدأ الأسعار وبالتالي زادت المعاناة سواء من المستوردين أو بسبب الأزمة الاقتصادية, فنحن منذ فترة طويلة كنا نسمع عن استيراد اللحم الصومالي والإثيوبي لأنه مبرد وليس مجمدا ويرد عبر الطيران وليس المواني وكان يبلغ سعر الكيلو30 جنيها لذلك لايقبل علي شرائه المواطنون ولا يوجد فرق كبير بينهما وبين اللحوم البرازيلية التي كان يطمئن لها الجمهور واللحوم الهندية الجاموسي العجوز ومن المتوقع في الأيام المقبلة ان تشهد الأسواق ارتفاعا في اسعار اللحوم سواء البلدي أو المستوردة, وذلك بسبب المواسم وحلول شهر رمضان المبارك. ويروي لنا محمد سيد ان سوق العتبة للحوم المستوردة في التسعينيات لاقت إقبالا شديدا بين الناس لاننا كنا نستورد لحوما أوروبية من ألمانيا وهولندا وايرلندا وفرنسا لكن بعد ظهور مرض جنون البقر توقفنا عن الاستيراد في حين كان السعر يتراوح بين8 و9 جنيهات لانه في ذلك الوقت كان سعر كيلو اللحوم البلدي20 جنيها فقط.. ويوضح أن الذي يتحكم في سعر اللحوم المستوردة هو أيضا ارتفاع أسعار البلدي لارتباطها ببعض, أما اللحم البرازيلي فإن الذي يتحكم في سعره هو شدة الاقبال عليه من قبل دولتي روسيا وإيران لانهما من الشعوب المحبة للحوم وهي أيضا تعتبر من أفضل وأجود أنواع اللحوم ونحن كتجار وبائعين لانفضل الزيادة في الأسعار حتي يقبل الناس علي الشراء لأن هذه الزيادة زيادة مزدوجة تقع علي المستهلكين وعلي التجار ما ينتج عنه خسارة مادية للجميع. بينما يري فريد عبدالعاطي أحد مستوردي اللحوم المجمدة عدم تفاؤله باستيراد الدولة لمواشي حية مشيرا الي أنه توجد مخاطر يتعرض لها الحيوان عند النقل من البيئة التي تربي فيها الي منطقة أخري, خاصة خلال النقل البري أو البحري ويطالب بتشديد الرقابة علي تلك الشحنات الواردة للحماية من الأمراض والأوبئة التي تخيف المستهلكين والتجار. وتصف ضيق الحال أم ابراهيم ربة منزل بأنها كانت من قبل تتردد علي سوق العتبة لشراء اللحوم البرازيلية لأن السعر كان مناسبا للميزانية ولكن بعد الارتفاع الذي شهدته الأسواق وسماع الكثير عن اللحوم الفاسدة والمصابة بالأمراض, لم تذهب إليها مرة أخري فهناك الكثير من التجار الذين يعرضونها بشكل غير آدمي مثل وضعها في أواني ألومنيوم في الهواء الطلق معرضة للذباب والحشرات والأمراض التي تنقل عن طريق اليد وقامت باستبدال اللحوم ببروتينات أخري تؤدي نفس الغرض بدلا من تلاعب التجار بالمستهلكين واغتنام فرصة احتياج المواطنين للحوم.