زيادة صاروخية في أسعار اللحوم الحمراء شهدتها الأسواق أخيرا بالتزامن مع ارتفاع مماثل لبدائلها: الدواجن والأسماك, مما أجبر المواطنين علي البحث عن بديل أرخص للحوم دون جدوي! أسعار اللحوم الحمراء تراوحت بين55 و70 جنيها للكيلو في بعض المناطق واتهم المستهلكون الجزارين باستغلالهم, بينما اتهم الجزارون أصحاب المزارع ومربي الماشية وتجار الأعلاف بأنهم المسئولون عن الأزمة, أما المستوردون فيتخوفون من مخاطر شحن الماشية الحية في البداية, يوضح الدكتور علاء رضوان رئيس رابطة مستوردي المواد الغذائية واللحوم المجمدة, أن السبب الرئيسي في زيادة أسعار اللحوم المستوردة أنها تعاني منذ فترة من ضعف القوة الشرائية لها لعدة أسباب, منها تخوف الناس من اختلاطها بلحوم مريضة لكن المشكلة الحقيقية تكمن في ارتفاع الأسعار عالميا برغم أن الفترة الماضية شهدت انخفاضا ملحوظا في سعر الأعلاف لكنها عادت وارتفعت مرة أخري, وهي التي تتحكم في أسعار الثروة الحيوانية, كما أنه عادة فصل الشتاء في أوروبا يؤثر سلبا علي استهلاك البروتين الحيواني إذ يرتفع سعر اللحوم في السوق الأوروبية بجانب الدول التي تستهلك كميات كبيرة منها, الأمر الذي يزيد من أزمة الحصول علي اللحوم المستوردة لأن هناك مؤسسات عدة تتسابق في الحصول علي صفقات وشحنات اللحوم المستوردة مما يتسبب في زيادة الطلب علي المنتج الخارجي وارتفاع الطلب يؤدي الي ارتفاع الأسعار, ومن هنا يعتقد المواطنون أن هذه الزيادة تأتي من جانب المستوردين والمصنعين ولكن الحقيقة علي العكس تماما. مخاطر الاستيراد بينما يري سعيد عبدالتواب أحد مستوردي اللحوم المجمدة عدم تفاؤله باستيراد الدولة لمواش حية, مشيرا الي أنه توجد مخاطر يتعرض لها الحيوان عند النقل من البيئة التي تربي فيها الي منطقة أخري, خاصة خلال النقل البري أو البحري, ويطالب سعيد بتشديد الرقابة علي تلك الشحنات الواردة للحماية من الأمراض والأوبئة. ويتوقع محمد عيسي صاحب أحد محال الجزارة بالجيزة, أن ارتفاع أسعار اللحوم لن يتوقف عند هذا الحد ولكن للأسف هناك زيادة متوقعة في الأسعار خلال الفترة المقبلة وذلك يرجع الي عدة أسباب من أهمها توقف نظام التطعيمات البيطرية, حيث كانت هناك حملات تطعيمات منتظمة تتم في القري علي مواشي الفلاحين تقدمها الخدمات البيطرية. ومنذ توقف هذا النظام يضيف كثرت أنواع الأمراض والأوبئة التي تصيب العجول وأدت الي نفوق عدد كبير منها في العديد من المحافظات مما أدي الي حالة من الخوف بين الفلاحين المربين للمواشي من اصابة مواشيهم ولذلك سارعوا الي بيعها أو ذبحها مما أثر علي حجم الانتاج. الحلقة المظلومة من ناحية أخري, يقول عزت دياب صاحب أحد محال الجزارة بمصر الجديدة إن الجزارين هم الحلقة المظلومة في سلسلة منظومة تجارة اللحوم ولكن نتيجة التعامل المباشر مع المستهلكين فهم دائما في دائرة الاتهام برفع الأسعار, وذلك بالرغم من أن الفئة المتحكمة برفع الأسعار هم المربون والمستوردون, ويرجع ارتفاع الأسعار بهذا الشكل الي ارتفاع سعر الأعلاف إذ يتراوح سعر طن العلف ما بين1200 حتي1400 جنيه, ولأن العجل يستهلك نحو70 كيلوجراما علفا, ويري أن ذبح الإناث من أهم المشكلات التي تواجهها سوق اللحوم في مصر, فذلك أدي الي عدم استقرار السوق, فلابد من تنظيم دخول اللحوم الي الأسواق والقضاء علي مافيا اللحوم والمتلاعبين بها. وفي سوق العتبة للحوم البلدية والمستوردة, يقول الحاج حسن أحد التجار اننا منذ بداية أزمة انفلونزا الخنازير وهناك الكثيرون من المواطنين الذين عزفوا عن شراء اللحوم المستوردة بالرغم من أنها مذبوحة علي الطريقة الشرعية ولحمها حلال ومختومة من قبل الحجر الطبي والتموين. ويضيف أنه منذ فترة قصيرة بدأت الأسعار في الارتفاع إذ وصل كيلو اللحم البرازيلي الي28 جنيها بعد أن كان19 جنيها, أما كيلو اللحم الهندي فوصل الي30 بعد17 جنيها والكبدة( الأمريكاني) الي20 جنيها بعد11 جنيها. ركود تام الحاجة فتحية محمد صاحبة أحد محال الجزارة في سوق العتبة تقول إننا في حالة ركود تام منذ أزمة انفلونزا الخنازير ولا نعلم ما السبب ومن وراء هذا الركود والخسارة علي الرغم من وجود رقابة من هيئة الحجر الطبي والتموين بصفة يومية ودورية علي جميع المحال إذ يوقعون غرامات فورية. ويقول الحاج معاطي زينهم إننا دائما في حالة معاناة من المستوردين والأزمة الاقتصادية وأيضا ارتفاع الأسعار وعدم اقبال المواطنين علي الشراء, فنحن منذ فترة طويلة كنا نسمع عن اللحوم الصومالية لأنها كانت مبردة وليست مجمدة لأنها تحضر عبر الطيران وليس الموانيء وكان يبلغ سعر الكيلو30 جنيها أما اللحم البرازيلي فإن الذي يتحكم في سعره شدة الاقبال عليه من قبل روسيا وايران. أما اللحم البلدي الذي يتسبب في زيادة الأسعار فالسبب هو تجار المذابح لأنهم يرفعون أسعار اللحم القائم من المجزر بشكل مبالغ فيه وبدون مبرر مما يضطر الجزار الي رفع الأسعار حتي لا يخسر لكننا في الحقيقة سوف نغلق محلاتنا في سوق العتبة بسبب الخسارة الفادحة التي تلاحقنا.