أول تعليق من الأزهر على تشكيل مؤسسة تكوين الفكر العربي    «التعليم» تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية «بنين و بنات»    طقس إيداع الخميرة المقدسة للميرون الجديد بدير الأنبا بيشوي |صور    رسالة قرينة الرئيس السيسي للمصريين في عيد شم النسيم    يستفيد منه 4 فئات.. تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات    أسعار سبائك الذهب BTC اليوم الاثنين 6-5-2024 في محافظة قنا    أسعار الجمبري اليوم الاثنين 6-5-2024 في محافظة قنا    تكثيف صيانة المسطحات الخضراء والمتنزهات بالمدن الجديدة بالتزامن مع فصل الربيع    «الري»: حدائق القناطر الخيرية تفتح أبوابها أمام زوار أعياد الربيع وشم النسيم    اقتراح برغبة لإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    تكثيف صيانة المسطحات الخضراء والمتنزهات بالمدن الجديدة مع عيد شم النسيم    في ظل مخاوف الاجتياح.. الأونروا: لن نغادر مدينة رفح    الرئيس البرازيلي: التغير المناخي سبب رئيس للفيضانات العارمة جنوبي البلاد    رئيسة المفوضية الأوروبية: سنطالب بمنافسة "عادلة" مع الصين    إيران تدرب حزب الله على المسيرات بقاعدة سرية    دقيقتا صمت مع صفارات إنذار.. إسرائيل تحيي ذكرى ضحايا المحرقة    موعد مباراة الأهلي والزمالك في نصف نهائي دوري السوبر لكرة السلة    "أنا حزين جدا".. حكم دولي يعلق على قرار إلغاء هدف الزمالك وما فعله حارس سموحة    "احنا مش بتوع كونفدرالية".. ميدو يفتح النار على جوميز ويطالبه بارتداء قناع السويسري    مفاضلة بين زيزو وعاشور وعبد المنعم.. من ينضم في القائمة النهائية للأولمبياد من الثلاثي؟    كولر يضع اللمسات النهائية على خطة مواجهة الاتحاد السكندرى    تفاصيل القبض على عصام صاصا مطرب المهرجانات بتهمة دهس شخص والتسبب في وفاته بالطالبية    عيد الأضحى 2024: متى سيحلّ وكم عدد أيام الاحتفال؟    أشجار نادرة وجبلاية على شكل الخياشيم.. استعدادات حديقة الأسماك لشم النسيم    "هزار تحول لخناقة".. شاب يمزق جسد صديقه في سوهاج    توافد المواطنين على حدائق القناطر للاحتفال بشم النسيم .. صور    حمادة هلال: جالي ديسك وأنا بصور المداح الجزء الرابع    نور قدري تكشف عن تعرض نجلها لوعكة صحية    اليوم ذكرى ميلادها.. كيف ابتكرت ماجدة الصباحي «السينما المتنقلة»؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    هل يجوز قراءة القرآن وترديد الأذكار وأنا نائم أو متكئ    نصائح لمرضى الضغط لتناول الأسماك المملحة بأمان    «الرعاية الصحية» تطلق فعاليات المؤتمر العلمي الأول لفرعها في الإسماعيلية    عصير سحري تناوله بعد الفسيخ والرنجة.. تعرف عليه    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    قبل الامتحانات.. ما مصادر التعلم والمراجعة لطلاب الثانوية العامة؟    وزيرة الهجرة: نستعد لإطلاق صندوق الطوارئ للمصريين بالخارج    نيويورك تايمز: المفاوضات بين إسرائيل وحماس وصلت إلى طريق مسدود    البحيرة: رئيس كفر الدوار يتابع الاستعدادات لبدء تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء    "ماتنساش تبعت لحبايبك وصحابك".. عبارات تهنئة عيد الأضحى المبارك 2024 قصيرة للأحباب    مع قرب اجتياحها.. الاحتلال الإسرائيلي ينشر خريطة إخلاء أحياء رفح    في يوم شم النسيم.. رفع درجة الاستعداد في مستشفيات شمال سيناء    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 6 مايو    وسيم السيسي يعلق علي موجة الانتقادات التي تعرض لها "زاهي حواس".. قصة انشقاق البحر لسيدنا موسى "غير صحيحة"    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    أحمد سامي: كنا قادرين على الفوز ضد الزمالك بأكثر من هدف والبنا لم يكن موفق    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلاوة وحدها لاتكفي‏..‏ المهم وقف الغلاء‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 21 - 05 - 2010

‏السباق محموم بين الأجور والأسعار‏,‏ لكن الفرصة غير متكافئة‏,‏ فإن الأجر مهما تكن نسبة زيادته‏,‏ وأنا أتحدث هنا عن الأغلبية من محدودي الدخل‏,‏ فإنه يمضي مثل السلحفاة‏. بينما الأسعار تقفز مثل ضفدع مجنون‏!‏ والنتيجة أن الحكومة تقرر صرف علاوة اجتماعية كل عام‏,‏ منذ سنوات‏,‏ وترفع قيمتها علي نحو ما نادي به الرئيس حسني مبارك في خطابه بمناسبة عيد العمال الأسبوع الماضي‏,‏ فكان قرار مجلس الوزراء‏,‏ يوم الاثنين‏10‏ مايو ثم موافقة مجلس الشعب الثلاثاء الماضي‏,‏ بأن تكون العلاوة‏10%‏ بلا حد أقصي‏,‏ وهي غير العلاوات الدورية‏,‏ بل إنه وبلغة الأرقام فقد ارتفعت قيمة الأجور والرواتب في ميزانية الحكومة لتصبح‏96‏ مليار جنيه‏,‏ بزيادة عشرة مليارات عن العام الماضي‏,‏ وسوف تطبق بدءا من يوليو المقبل علي نحو ستة ملايين هم حجم العاملين في الحكومة بأجهزتها ومؤسساتها‏,‏ كما سيطبق النظام الجديد للأجور علي أساس أن الحد الأدني للأجر هو مائتان وخمسون جنيها بالنسبة للمؤهلات دون الجامعية‏,‏ وثلاثمائة جنيه للمؤهلات العليا‏,‏ لكن مع كل هذه الجهود فإن الشكوي مستمرة‏,‏ وستستمر حتي يحدث قرار جريء يوقف الغلاء الذي توحش فالتهم بأسعار السلع المتزايدة‏..‏ الرواتب وعلاواتها‏,‏ وما ترتب علي ذلك هو أن أصبح مستوي المعيشة في درجة غير مريحة‏,‏ برغم المظاهر البادية التي قد لا تعكس حقيقة الصورة‏.‏ فلقد أصبحت المظهرية ظاهرة خطيرة‏!..‏ وتلك قصة أخري‏!!‏
ولقد تناولت ندوة الأهرام هذه القضية الحيوية التي تمثل العصب الرئيسي للحياة وتجيء في مقدمة هموم واهتمامات المواطن‏,‏ وحولها جري الحوار‏,‏ وكانت الندوة قد بدآت بتقديم موضوعها ومحاورها‏..‏ ثم‏..‏ أخذ الكلمة وزير التنمية الاقتصادية‏,‏ وهو أيضا رئيس المجلس القومي للأجور في مصر‏.‏
‏*‏ الدكتور عثمان محمد عثمان‏:‏ إن المجتمع‏,‏ في رأيي‏,‏ عند الحديث عن الأجور والأسعار يفتح النقاش في قضية حقيقية في توقيت غير ملائم‏!‏ ذلك أن هذا يكون منطقيا إذا كانت الأسعار قد ارتفعت بنسب غير مسبوقة‏,‏ وبالتالي تكون المطالبة بتعديل الأجور‏!‏ وهذا لم يحدث خلال السنة الأخيرة تحديدا‏,‏ ومن ثم فإنه كان يمكن طرحه منذ عامين‏..‏ لماذا لأنه كانت قد حدثت قبلها فترة نمو جيدة‏,‏ وعندما برز السؤال‏:‏ هل شعر الناس بهذا النمو وكيف يستفيدون منه برغم أن هذا لم يكن حقيقيا لأن المتحاورين يستسهلون ولا يستندون إلي الأرقام الصحيحة فأطلقوا مقولة غير صحيحة‏,‏ وهي أن النمو الذي حدث من‏2005‏ 2008,‏ لم يستفد منه إلا فئة محدودة‏,‏ والسبب الحقيقي في إطلاق مثل هذه المقولات هو محاولة البعض تسييس قضايا جماهيرية تتصل بحياة الناس‏..‏ للمزايدة السياسية‏!‏
وإذا تحدثت عن العلاقة بين الأجور والأسعار في السنة الأخيرة فإني أجد أن معدل التضخم قد هبط من مستوي‏18%‏ 20%‏ إلي مستوي‏10%‏ 11%‏ هذا العام‏,‏ فلماذا تثار القضية الآن ؟ صحيح أن هناك مظاهرات واحتجاجات لبعض الفئات للمطالبة بتحسين الأجور‏,‏ ولكن هذه لا يمكن تعميمها‏.‏
وبالنسبة للحد الأدني للأجور فقد تابعت كل ما كتب عنه خلال العامين الأخيرين‏,‏ ولاحظت أنه قد جري خلط‏,‏ إما عن قصد أو عدم معرفة‏,‏ بين مفهوم الحد الأدني للأجور‏,‏ ومستوي الأجور بصفة عامة‏,‏ وهما قضيتان مختلفتان‏.‏
وفي هذا الإطار فإن أحد العاملين قد رفع دعوي أمام القضاء الإداري مطالبا الحكومة بوضع حد أدني للأجور‏,‏ وفقا لقانون العمل الموحد رقم‏12,‏ وتبين أن هذا الشاكي يتقاضي راتبا قيمته‏368‏ جنيها شهريا‏,‏ كما تبين أنه‏,‏ وهو موظف بشركة قطاع عام‏,‏ يحصل علي‏1200‏ جنيه حوافز شهريا‏,‏ بالإضافة إلي أرباح سنوية بلغت أحد عشر شهرا‏,‏ العام الماضي‏,‏ وبالتالي أصبح التساؤل‏:‏ عن أي أجر يتحدث وأي حد أدني يريد وكيف حسب دخله
ولقد ذكر البعض أن الحد الأدني يجب ألا يقل عن خط الفقر‏..‏ وقالوا إن البنك الدولي حدد خط الفقر بدولارين اثنين يوميا‏,‏ وأنه إذا كان الفرد يعول أسرة تضم ثلاثة أفراد غيره‏,‏ إذن فإن أجره يجب ألا يقل عن‏240‏ دولارا شهريا أي نحو‏1200‏ جنيه‏.‏
وفي هذا المثال توجد مغالطتان‏:‏ فإن الأجر يكون مقابل عمل وليس علي أساس حجم الأسرة‏,‏ فهذه مسألة أخري تتعلق بالشق الاجتماعي في الإدارة الاقتصادية‏,‏ وحتي إذا وضعنا البعد الاجتماعي في الاعتبار‏,‏ جوازا‏,‏ فإنه يمكن القول إن الزوجة هي الأخري تعمل‏..‏ فهل أيضا تأخذ الأجر بينما الحد الأدني يكون لشاب دخل حديثا إلي سوق العمل‏,‏ بلا مهارات عملية ومحدود الإنتاجية‏,‏ وإذا أخذنا نفس مرجعية البنك الدولي فسنجد أن الدولارين يساويان حسب القيمة الشرائية عندنا أربعة جنيهات‏,‏ فإن المواطن الأمريكي إذا اشتري سلعا من السوق بمائة دولار فإن المواطن المصري يشتري سلعا مماثلة لها في مصر بما لا يزيد علي مائتي جنيه‏,‏ وربما أقل‏,‏ وبالتالي فإن الأجر الذي يطالب به البعض وهو‏1200‏ جنيه لا يزيد حسب القيمة الشرائية علي‏450‏ جنيها‏.‏
وهنا أود القول إن المجلس القومي للأجور كان قد اجتمع في آخر جلسة له واستعرض دراسة عن الحد الأدني للأجور‏,‏ الذي كان قد تقرر سنة‏1984‏ بأن يكون‏35‏ جنيها‏,‏ وبمراعاة المتغيرات ونسبة التضخم فإنه يجب أن يكون‏182‏ جنيها‏,‏ ولكن تقرر أن يكون‏250‏ جنيها للشهادة المتوسطة وما دونها‏,‏ و‏300‏ للشهادة الجامعية وما يماثلها‏.‏
‏*‏ الدكتور حمدي عبدالعظيم‏:‏ هذا مطبق في الحكومة فقط‏..‏ لكن القطاع الخاص لا يلتزم به‏.‏
‏*‏ المستشار عادل عبدالباقي‏:‏ أريد توضيح أن المادة‏122‏ من الدستور تنص علي أنه‏'‏ يعين القانون قواعد منح الرواتب والمعاشات‏'‏ أي أن القانون هو المختص‏,‏ وهذا هو ما استندت إليه المحكمة الدستورية في حكمها بعدم دستورية تحديد الحد الأقصي‏,‏ لأنه كان قد صدر بقرار من رئيس مجلس الوزراء بينما الدستور قال إنه يصدر بقانون وليس بقرار‏,‏ والشيء نفسه ينطبق علي قرار تحديد الحد الأدني فهو غير ملزم لأنه يجب أن يصدر به قانون‏,‏ وأطالب الحكومة بإعداد مشروع قانون بتحديد الحدين الأدني والأقصي للأجور‏,‏ وعرضه علي مجلسي الشعب والشوري‏.‏
وأعود إلي قول الدكتور عثمان بأن إثارة موضوع الأجور والأسعار يجيء في توقيت غير مناسب‏,‏ وأؤكد أنه توقيت مناسب لأكثر من سبب‏,‏ فقد صدر كادر المعلمين‏,‏ وأثار أقاويل عن‏:‏ لماذا فقط المعلمون وليس غيرهم كذلك فإن هناك أحاديث حول التفاوت في الرواتب وما يحصل عليه البعض من المشروعات المشتركة والمنح‏..‏ وفي بعض القطاعات‏..‏ وما إلي ذلك‏!!‏ وأيضا ما ترتب علي الخصخصة وخفض الأجور وإجبار البعض علي الاستقالة‏,‏ وهذا كله وغيره إضافة إلي الأسعار‏,‏ يجعل التوقيت مناسبا لمناقشة القضية‏.‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ اسمحوا لي بالعودة إلي تحديد الحد الأدني‏,‏ وأستند إلي نفس مرجعية الدكتور عثمان وهي القوة الشرائية‏,‏ فإذا قلنا إن خريج الجامعة يحصل علي‏300‏ جنيه في بداية عمله‏,‏ فعلي أي أساس ؟ وحتي إذا قلنا إنه علي أساس التحديد السابق سنة‏1984‏ وكان‏35‏ جنيها‏,‏ فمن قال إن هذا كان سليما وماذا يفعل الشاب بهذا الأجر‏(300‏ جنيه‏),‏ بل وماذا يفعل إذا حصل علي حوافز بالقيمة نفسها ؟‏,‏ وإذا راعينا المعيار الحقيقي وهو القوة الشرائية‏,‏ وبعيداعن شروحات العلماء والدراسات والأرقام ونسب التضخم‏,‏ كيف يمكن أن تمضي الحياة بثلاثمائة أو بستمائة جنيه ما هو سعر الكيلوجرام من اللحم كم يبلغ إيجار الشقة‏.‏ إن وجدت‏,‏ كم يبلغ ثمن الملابس كم تتكلف المواصلات ؟
إن القضية صعبة وهي أيضا في القطاع الخاص الذي قد يعطي‏1000‏ جنيه راتبا أو أكثر لكن دون رعاية‏,‏ ودون ضمان‏,‏ إلي حد أن رئيس الجمهورية تناول هذا الأمر في خطابه‏!‏
بل إذا نظرنا إلي العلاوة الاجتماعية وهي بدون حد أقصي‏,‏ وهي جهد مشكور لكن ماذا تفعل زيادة عشرين جنيها أو مائة جنيه في ظل الارتفاع الجنوني للسلع من هنا فإن العلاج يجب ألا يقتصر فقط علي زيادة الأجور‏,‏ لكن أيضا ضرورة ضبط الأسعار‏,‏ وإلا فسوف يحتدم السباق وفي غمرته سوف يسقط المواطن صريعا بلا حول ولا قوة‏,‏ وما يظهر الأزمة هو التفاوت الفظيع بين الدخول‏,‏ بل وبين الرواتب دون تفاوت في الخبرة أو المهارة‏.‏
‏*‏ الدكتور عثمان محمد عثمان‏:‏ أولا‏:‏ بالنسبة لكادر المعلمين وغيرهم فهذا يدل علي محاولة تفهم من جانب الحكومة لتصحيح مستويات الأجور طبقا للوظيفة ومتطلباتها‏.‏
ثانيا‏:‏ أما عن التفاوت بين الأجور فإذا كان هذا الحديث عن القطاع الخاص فإن له نظمه وسياسته والعلاقة التعاقدية مع العاملين‏,‏ أما بالنسبة للحكومة فإن بند الأجور والرواتب والمكافآت زاد من‏86‏ إلي‏96‏ مليار جنيه في الميزانية الجديدة‏,‏ وأؤكد أن أعلي راتب يتقاضاه أعلي واحد من هذا البند لا يزيد علي خمسة أضعاف مرتب أصغر واحد في الحكومة‏,‏ وهذا في نطاق العاملين بالحكومة وعددهم نحو ستة ملايين‏,‏ فإن أعلي راتب في الحكومة لأعلي واحد هو‏1488‏ جنيها شهريا‏,‏ وذلك في أول يوليو المقبل بتطبيق الموازنة الجديدة‏,‏ وهذا الراتب شامل كل شيء‏,‏ وأقل راتب‏(‏ الحد الأدني‏)‏ هو‏327‏ جنيها شامل كل شيء أيضا‏,‏ وأدني راتب للخريج الجامعي الحديث‏410‏ جنيهات‏.‏
وإذا قيل عن تفاوت‏,‏ وعن مستشارين يحصلون علي أرقام عالية‏,‏ فإن كثيرا من هذا‏..‏ الكلام مبالغ فيه‏,‏ كما أن العدد ضئيل لا يشكل ظاهرة‏!‏
وأنتقل من هذا إلي مستوي المعيشة‏,‏ وحسب الدراسات ومن واقع البحوث فإن‏20%‏ من الأسر تحت خط الفقر‏,‏ و‏30%‏ من الأسر تنفق كل منها نحو ألف جنيه شهريا‏.‏
ولكي نعرف أين نحن فلنقارن مع الدول الأخري‏..‏ فإنه سنة‏2007‏ كان تعداد المصريين نحو‏75‏ مليون نسمة‏,‏ وكان الناتج المحلي‏407‏ مليارات دولار‏,‏ في حين أن كوريا الجنوبية كان عدد سكانها‏50‏ مليون نسمة‏,‏ نحو ثلثي عدد المصريين وقتها‏,‏ وكان الناتج المحلي ثلاثة أضعاف الناتج المصري‏!!‏ وفي تركيا كمثال آخر فإن تعدادها يماثلنا تقريبا‏..‏ لكن الناتج المحلي فيها ضعف الناتج المحلي المصري‏.‏
من هنا لابد من تنمية الإنتاج ورفع الإنتاجية‏,‏ وهذا ما تحدث عنه رئيس الجمهورية أخيرا‏.‏ وكما نعرف فإن الرئيس قد أعطي منذ سنة‏2005‏ تكليفا واضحا للحكومة بمضاعفة الاجور للعاملين في الدولة‏..‏ وهذا ما تحقق فعلا في أربع سنوات‏.‏وأتفق مع الاستاذ محمود مراد في ارتفاع تكاليف المعيشة وبالذات للطبقة الوسطي لأنها تجد ارتفاعا في قيمة المساكن والعلاج والتعليم‏,‏ خصوصا في المدارس الخاصة والجامعات‏.‏
‏*‏ الدكتور حسن الحيوان‏:‏ من مناقشات الندوة لابد أن نعترف بأن لدينا بالفعل مشكلة وهذا أول خطوة علي طريق الحل‏.‏ لكن هناك مشكلات أخري متفرعة منها التواصل بين الحكومة والشعب‏,‏ ومنها الإعلام الاقتصادي غير المتخصص الذي يكتب أو يذيع أمورا غير صحيحة‏..‏ ولدينا مشكلة عدم تحديد دور الدولة‏..‏ هل هي فقط منظمة أم تتدخل عند وجود مشكلة وهل نحن في اقتصاد سوق أم أنه غير مكتمل وهل عندما تتدخل الدولة تخالف قواعد المؤسسات الدولية ؟‏..‏ توجد دول مثل الصين تطبق نظام سوق اشتراكية وهو فريد من نوعه‏!‏
لهذا أريد التركيز علي دور الدولة‏,‏ وكيف نستفيد من مقومات اقتصاد السوق حتي تتحول الدولة إلي منظم‏,‏ فنحن الآن في المنتصف‏!‏ ولابد أن تكون لدينا أفكار ابتكارية لمواجهة المشكلات ولكي تعطي للشعب والشباب‏(‏ بالذات‏)‏ الأمل في المستقبل عن طريق خلق الحلم وفتح الأبواب واعطاء الفرص دون الاعتماد علي الدولة‏..‏ واستمرار المطالبة بزيادة الأجور وخفض الأسعار‏.‏
إن تعدادنا يزداد‏..‏ ولانزال محشورين في الوادي ولا أقول ان هذا دور الحكومة وحدها‏,‏ فإنه يحتاج إلي نضهة فكرية وثقافية‏.‏ ونحن في حاجة إلي بعض الحنكة والحكمة في معالجة المشكلات‏.‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ إن دور الدولة ممثلة في الحكومة موجود وضروري في أي نظام اقتصادي أيا كان‏,‏ وما حدث هو أنه بعد الانفتاح عام‏1974,‏ أخذ البعض وله صوت عال يحاول تغييب هذا الدور والآثار واضحة حتي الآن‏..‏ وأضيف رأيي وهو انه لا توجد روشتة صالحة بحذافيرها لكل دولة‏,‏ والصين دولة تقول إنها تطبق تنوع النظم طبقا لطبيعة مقاطعاتها ومناطقها المختلفة‏,‏ والمهم أن تمارس الحكومة دورها بوضوح وجرأة في التخطيط والتنظيم والترويج والتسويق وغير هذا‏..‏ وهنا تفتح الطريق وتوجد الفرصة والحلم‏.‏ ولذلك نقول إن رفع الاجور وصرف العلاوات مهم‏.‏ لكن لابد من ضبط الأسعار‏,‏ ولا بد من تنمية الإنتاج ورفع الإنتاجية‏.‏ وكل هذا منظومة متكاملة‏.‏
‏*‏ الدكتور حمدي عبدالعظيم‏:‏ إن الأجور بالفعل ترتبط بالإنتاج والإنتاجية‏,‏ ومن المهم خاصة في أجور العاملين بالحكومة عند تحديد الأجور معرفة حد كفاية الإنسان‏,‏ فإنه لكي أحصل علي أكبر وأفضل ناتج من العامل لابد من إعطائه أجرا يكفل له مستوي معقولا من المعيشة‏..‏ وهذا ما لاتحققه الأجور حاليا‏.‏ ولابد من فتح فرص العمل والخروج من الوادي‏,‏ لكن التحرك بطيء‏,‏ والمثال في اقتراح ممر التنمية الذي تحدث عنه الدكتور فاروق الباز‏,‏ ولم يحدث فيه شيء حتي الآن‏.‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ أتفق معك في ضرورة تحديد حد الكفاية‏,‏ وبمناسبة ممر التنمية فان الدكتور الباز عالم كبير‏,‏ لكن سبق أن اقترحنا هذا الممر‏,‏ وعلي أساس ان يكون طريقا يصل ما بين البحر المتوسط وجنوب إفريقيا‏,‏ والمحيط الهادي‏,‏ وتقام حوله مشروعات تنموية متعددة ومبتكرة‏,‏ وهناك مشروعات لا تقل أهمية ناقشناها في ندوات سابقة لتنمية الإنتاج وايجاد محاور تنموية مثل الظهير العمراني للساحل الشمالي‏,‏ وتنمية الصحراء الغربية وسيناء‏,‏ والوادي الجديد‏..‏ وغيرها‏,‏ والمناطق التي تمر بها الطرق الجديدة قبل تعرضها لوضع اليد وسوء الاستغلال‏,‏ والمهم من يقرأ وينفذ
‏*‏ الدكتور عثمان محمد عثمان‏:‏ إننا ندرس كل هذا وقد وضعنا دراسات مفصلة هي التي خرجت منها مشروعات طرق القاهرة اسيوط‏,‏ واسيوط سوهاج‏,‏ وقنا البحر الأحمر‏,‏ ومنها تحديد الألف قرية الأكثر فقرا‏,‏ ولدينا برنامج يتبناه الحزب‏,‏ وقد بدأ العمل في‏152‏ قرية من المفترض أن تخرج العام المقبل من خط الفقر‏..‏ وبدءا من أول يوليو المقبل سيبدأ العمل في‏300‏ قرية أخري‏,‏ بحيث انه خلال ثلاث أو أربع سنوات نكون قد انتهينا من الألف قرية كلها‏.‏
ومن التطوير والاهتمام بالتعليم وبناء المدارس‏,‏ فإن البرنامج الانتخابي للرئيس تضمن بناء‏3000‏ مدرسة‏.‏ ويمضي هذا بنجاح ببناء خمسمائة علي الأقل سنويا‏,‏ ومع بداية يوليو المقبل سنبدأ بدلا من تكليف هيئة الابنية التعليمية وحدها استشارة المحافظات وأخذ رأيها بالسلطتين التنفيذية والشعبية لمعرفة احتياجات كل محافظة ونوعية المدارس التي تريدها‏.‏
‏*‏ المستشار عادل عبدالباقي‏:‏ منذ أسبوعين انتهي المجلس القومي للخدمات بالمجالس القومية المتخصصة من إعداد تقرير عن مئات من مراكز التدريب في المحافظات وكلها مهملة وغير مستغلة‏.‏
‏*‏ الدكتور عثمان محمد عثمان‏:‏ انتهينا منذ أيام من إعداد مشروع قرار جمهوري بإنشاء المجلس المصري للمهارات الفنية والذي يعطي شهادة اعتماد لمركز التدريب بما في ذلك اعتماد شهادات التدريب‏.‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ تجعلني مرة أخري أقول انه سبق ان قلنا وكتبنا أنه لا يجوز أن يكون هناك عمل ايا كان إلا بالترخيص‏,‏ والترخيص بعد شهادة من مركز تدريب أو ورشة معتمدة‏,‏ ومن درجة تعليم‏,‏ وهكذا نسرع في محو الأمية‏,‏ وترقية المهارات‏,‏ ونفتح الطريق إلي الترقي‏.‏
‏*‏ الدكتور عثمان محمد عثمان‏:‏ هذا ما نفعله‏.‏
‏*‏ المستشار عادل عبدالباقي‏:‏ أعود إلي الأجور والأسعار وأقول انه لابد من صدور قانون عملا بالدستور يحدد الحد الأدني‏,‏ والحد الأقصي للأجور في الحكومة‏,‏ والحد الأدني للاجور في القطاع الخاص‏.‏
‏*‏ الدكتور حسن الحيوان‏:‏ لابد من توازن مقبول بين المصالح المتعارضة والمختلفة‏,‏ فهذا هو العقد الاجتماعي‏.‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ هل أنت راض عن مستوي معيشة المصريين ؟
‏*‏ الدكتور عثمان محمد عثمان‏:‏ انهم يعيشون مستورين‏,‏ والحل لترقية الحياة‏,‏ هو‏:‏ التوسع والتقدم في التنمية بالانتاج والانتاجية والجودة والنمو‏.‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ شكرا‏..‏ لحضراتكم جميعا‏.‏
‏/‏اشترك في الندوة‏:‏
‏*‏ الدكتور عثمان محمد عثمان‏:‏ وزير التنمية الاقتصادية‏..‏
‏*‏ المستشار عادل عبد الباقي‏:‏ الوزير الأسبق وعضو المجلس القومي لحقوق الانسان‏..‏
‏*‏ الدكتور حمدي عبد العظيم‏:‏ أستاذ الاقتصاد‏..‏
‏*‏ الدكتور حسن عبد المنعم الحيوان‏:‏ أستاذ الادارة‏..‏
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.