سنوات عمره ال31 لا تعكس مكونات شخصيته التي تتسم بالتعددية والثراء, فهو أمريكي ينتمي للجيل الأول لمهاجر هندي استقر بولاية تكساس, وهو دارس للقانون والفلسفة والعلوم السياسية. إلا إنه حرص علي تحصيل دراسات عربية وإسلامية, وهو محترف للعمل الأكاديمي, ولكنه حرص علي ممارسة الحياة العملية بعمله مستشارا قانونيا في اللجنة القانونية لمجلس الشيوخ ثم في أحد مكاتب المحاماة الكبري, وهو أخيرا مسلم ملتزم وحافظ للقرآن, كما أن زوجته تلتزم بالحجاب. وعقب وصول باراك أوباما للبيت الأبيض قرر تعيينه نائبا للمستشار القانوني للرئيس في قضايا الأمن القومي والإعلام, وذلك قبل أن يعينه كمبعوث خاص له للعالم الإسلامي خلفا للأمريكي من أصل باكستاني صدي قنبر. إنه رشاد حسين الذي كان له النصيب الأكبر في صياغة خطاب الرئيس أوباما الشهير من فوق منصة جامعة القاهرة والذي حدد فيه الإطار العام لعلاقة جديدة بين أمريكا والعالم الإسلامي. * عقب لقائك بالسيد عمرو موسي أمين عام الجامعة العربية صرحت بأن أوباما لديه التصميم والرؤية لحل مشكلة الفلسطينية... كيف يتوافق ذلك مع تراجع الإدارة عن تمسكها بوقف إسرائيل نشاطاتها الاستيطانية غير المشروعة وما هو منهج الرئيس أوباما لتحقيق رؤيته؟ { لقد بدا تصميم الرئيس أوباما والتزامه ورؤيته واضحا منذ لحظة توليه منصبه سواء في خطاب التنصيب أو في حواره مع قناة العربية فزيارته لتركيا وخطابه في جامعة القاهرة. وبالنسبة للإستيطان الإسرائيلي فإنه لا يوجد أي تغير في موقف الرئيس ولكن علينا أن نتوقع أن مسيرة حل هذا الصراع القديم والمعقد ستشهد صعودا وهبوطا, أما التصميم فهو واضح, فأمريكا لن تتخل عن السعي لتحقيق التسوية أما عن المنهجية فإن أفضل طريقة هو عودة الأطراف المعنية للتفاوض مباشرة. * ألا تري بأن منهج أمريكا للتفاوض الذي أرساه وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر لم يعد صالحا لهذه المرحلة من الصراع ومن إنه بات حتميا إبتداع أساليب تفاوضية مختلفة؟ { لا أتفق كثيرا مع هذا الطرح بالنظر الدعم الرئيس أوباما للسناتور ميتشل العائد للمنطقة- وبالنظر للرؤية الشاملة ذات السياق الواسع للتعامل مع القضية. * تحدثت عن رؤية واضحة للرئيس أوباما حول حوار الأديان فما هي رؤيته وألا تعتقد أنه لا يوجد ما يسمي بحوار الأديان وإنما هو بين أتباعها وتفسيراتهم لها وتوابعها؟ { بالطبع فإنه حوار بين أتباع الأديان باعتبار أنهم يشتركون في قيم واحدة ناهيك عن تطلعات مشتركة مثل تنشئة أولادهم في عالم يسوده السلام وأن يحصلوا علي تعليم جيد وهو ما يتعارض بالضرورة مع العنف المتطرف الأمر الذي يرفضه الغالبية العظمي من المسلمين كما يدينه الإسلام. هذه القيم الدينية تحتم علينا التعاون في هذا السبيل. * كمسلم هل تري مسئوليتك أكبر لتحسين صورة أمريكا بالعالم الإسلامي أم العكس؟ { أعتقد بأن المسئولية مزدوجة ولكن الواقع أن عملي لا يتعلق بتحسين الصورة وإنما بتحسين التفاهم والتعاون والشراكة في مختلف المجالات بين الجانبين ولمصلحتهما. * وكمسلم ملتزم زوجته محجبة كيف تفسر الحملة علي الحجاب في بعض دول أوروبا وكيف, يمكن تفسير تعرض أمريكا لمأساة11 سبتمبر وأن تصاب أوروبا بأعراضه وليس أمريكا؟! { لقد تحدث الرئيس أوباما عن الحريات الدينية بشكل حاسم كما أكدت المحاكم الأمريكية ووزارة العدل علي حق وحرية المرأة في ارتداء الحجاب سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة ولكنني لا أستطيع أن أتكهن بدوافع بعض دول أوروبا. * ماذا سيكون رد فعلك إذا ما تعرضت زوجتك للتميز في أوروبا بسبب حجابها؟ { هي بالفعل تقيم في بريطانيا وترتدي الحجاب بدون أي مشكلة ولكن إذا تعرضت لذلك سأقول بأنه حقها الديني في ارتداء الزي الذي تراه. * لقد شاركت في كتابة الخطاب الذي ألقاه أوباما في جامعة القاهرة فما هو الشوط الذي قطعته الإدارة علي طريق تحقيق ما جاء به؟ { أمريكا تنفذ ما جاء بالخطاب الذي صاغ إطارا عاما للتعاون مع العالم الإسلامي ومستهدفا حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وفي أفغانستان والعراق جنبا إلي جنب مع السعي لشراكة مع العالم الإسلامي وحوار الأديان. ومنذ ذلك الحين ونحن نري الشوط الذي قطعته أمريكا في الخروج من العراق بشكل مسئول ومن عزل العناصر المتطرفة بأفغانستان تمهيدا لإنهاء الصراع هناك بالإضافة إلي زيادة برامج التبادل التعليمي والطلابي مع الدول الإسلامية. وقد عقدت مؤخرا أول قمة للأعمال مع العالم الإسلامي وشاركت مصر فيها بنصيب الأسد كما أنها ستحظي بنفس النصيب في مشاريعها الرائدة. * تعرضت لانتقادات من بعض المنظمات اليمينية التي زعمت وجود علاقات بينك وجماعة الإخوان المسلمين فما تفسيركم لهذه الحملة؟ { ما أثير ليس له أساس من الصحة وسجلي الأكاديمي والعملي فيما يتعلق بالتطرف يتحدث عن نفسه ومعروف للكافة حيث دائما ما عملت ضد التطرف الذي هو ضد صحيح الدين ومخالف تماما لما نهي عنه القرآن الكريم الذي تحدث عن قتل النفس أيا كان دينها بغير الحق وكأنه قتل للناس جميعا كما خص قتل المسلم للمسلم بغير حق علي أنه خطيئة كبري.( استعان الرجل في حديثه باقتباسات من القرآن الكريم بلغة عربية جميلة). * في إطار منصبك ماذا فعلت لخروج أمريكا من متاهة أفغانستان وهل تعتقد بأنه يمكن لأمريكا أن تهزم عسكريا ثقافة بشتونية غالبة تمثلها طالبان؟ { هدف أمريكا واضح وهو إنهاء هذا الصراع بشكل مسئول وقد يكون هناك رؤي مختلفة بشأن أفضل السبل لإنهائه ولكنها استقرت علي إعادة الأمر إلي الشعب نفسه. * ولكن إعادة الأمر للشعب الأفغاني يعني عودة طالبان للحكم باعتبارهم يمثلون الأغلبية ألا ترون بأن ذلك يتطلب الدخول في حوار مع طالبان؟ { أمريكا قررت إعادة الأمر للشعب وهي مستعدة للتعامل مع أي طرف لا يتبني العنف. * كأمريكي مسلم كيف تشعر إزاء ضربة عسكرية محتملة ضد إيران, وهل تعترض أمريكا علي أن تكون طهران قادرة نوويا؟ { أمريكا لا تمانع أن تكون إيران قادرة نوويا ولكن بشكل سلمي وقد اعتمدت إدارة الرئيس أوباما سياسة هدفها ضمان حق طهران في الحصول علي تكنولوجيا نووية سلمية جنبا إلي جنب مع تأكيد رفض حصولها علي أسلحة نووية. * عملك يغطي إيران كجزء من العالم الإسلامي فهل تحركت علي هذا الصعيد؟ { حسين: لم يحدث...! * ألا تعتقد بأن تحركا من جانبك سيكون له أثر إيجابي لحل الأزمة؟ { أعتقد ذلك ولكننا سنقوم بذلك عندما تحين الفرصة المناسبة.