أرجأت هذه السطور لعدة مرات بسبب تسارع الأحداث والتطورات السياسية التي الزمتني الاشتباك معها.. ومع ذلك كنت مصرا علي تحية نتاج الجهد المهني المتميز الذي قدمه لنا أفراد فريق العمل بالأهرام ويكلي الجريدة الاسبوعية التي تصدر من الأهرام بالانجليزية يتقدمهم الاستاذ جلال نصار رئيس التحرير وأعني تحديدا عدد20 26 ديسمبر الحالي, الذي طرح بفهم مجمل وتفصيل القضايا المتعلقة بحال ثورات الربيع العربي وما آلت إليه, متسائلا في عنوان الصحيفة الرئيس:( اين الخطأ ؟!) ومقدما واحدة من أكمل الرؤي الصحفية المصرية لذلك الملف.. كان من المهم ان يخبرنا الشباب عن الأهرام ويكلي( ومعظمهم من شباب الثورة كذلك) تقييمهم الموضوعي لكل ما جري في المنطقة منذ قرابة العامين, وان نجلس معهم من خلال صفحات جريدة لنسمع بعيدا عن غوغائية طروح الشارع أو مزايدات ومناقصات رطان القوي السياسية والحزبية حقيقة رؤية الشباب بما جري وللأسباب التي تعطلت جراءها لغة الكلام الثوري بحيث لم يكتمل بلوغ اهداف يناير أبدا وبالذات فيما يخص العدل الاجتماعي( الايقونة التي طالما المهمت جيلي وحرضته).. وكان مهما ان نطالع أفكارهم عن الأصولية الإسلامية التي تبدو اللاعب رقم واحد في ملاعب دول الربيع, وعن تاريخ جماعة الاخوان الحاكمة في مصر.. وكان مهما نتأمل سطورهم عن دوائر الأمل والفشل التي تحلقت حول المنطقة منذ اندلاع ثوراتها وعن القوي المدنية, والرؤي الاجتماعية وغيرها.. ومما جعل عمل اولئك الشباب أكثر ثقلا وارجحية عند تقويمه مهنيا وسياسيا هو ذلك الخلط( بمقدار) بين رؤي محرري الصحيفة, واولئك الذين استكتبتهم من الخارج, واضرب مثلا هنا بالاستاذ نبيل عبدالفتاح رئيس مركز الدراسات الاجتماعية بالأهرام, والدكتور عمار علي حسن الأكاديمي المعروف وكلاهما ذو علاقة ميدانية وعملياتية بالثورة ورموزها وتحولاتها, ثم كان الخلط المحسوب الآخر بين كتاب الصحيفة وعدد من الخبراء والباحثين العرب استكمالا ضروريا للطرح الذي تقصدته الويكلي فقرأنا لباسل عودات والاسد بن أحمد وسيف دانا مجموعة من الابحاث والمقالات سحبتنا إلي فضاء رحيب وأفكار طازجة, وخرجت بنا من اسر عملية إعادة انتاج الملل وتجويده في الساحة السياسية المصرية فشعرنا اننا ننظر إلي نفس الظاهرة ولكن من زوايا متنوعة تكمل امامنا فسيفساء أوموزاييك التحليل علي نحو لم نخبره أبدا في التناولات الصحفية والإعلامية المصرصة للحطة الراهنة, والتي تنظر إلي الكتاب من خارج الصحيفة أو البلد علي انهم الفايكنج( غزاة الشمال) وتتلبسها روح الزينوفوبيا أو العداء للأجانب إزاءهم. وبسبب ما سردت في عجالة وغيره أرشح هذا العدد من الويكلي لاحدي جوائز الصحافة في مصر عن عام.2012 المزيد من أعمدة د. عمرو عبد السميع