عملا بمبدأ اذا لم تستطع هزيمتهم انضم إليهم أصبح للمرشد الأعلي الايراني آية الله علي خامئني حسابا علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك المحظور علي الايرانيين بوصفه بجانب مواقع أخري علي الإنترنت مواقع منحطة وفاسدة وأحد وسائل التجسس وجزء من الحرب الناعمة الغربية والمؤامرة الصهيونية. وقد بثت الدعاية لصفحة خامئني علي الفيسبوك عبر حسابه علي موقع تويتر, الذي انضم إليه في وقت سابق, ويحتوي علي3200 تغريدة ويتبعه7500 شخص. وتتضمن صفحة خامئني علي فيسبوك صورة له في صدر شبابه مع مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله الخميني في أوائل الستينيات من القرن الماضي وقد تم استخدام تطبيقات برنامج انستجرام للصور لتوضيح وجهي الرجلين.كما تضم الصفحة فيديوهات من موقع اليوتيوب تصور تصريحات للمرشد الأعلي الايراني وزعيم حزب الله حسن نصرالله يعلقان خلالها علي ثورات الربيع العربي والوضع في الشرق الأوسط. ويري خبراء ايرانيون أن حسابي خامئني(73 عاما) علي فيسبوك وتويتر يداران من مكتب خامئني وليس للمرشد الأعلي علاقة شخصية بهما. وقد أثار انضمام خامئني للفيسبوك ردود أفعال واسعة وموجة من التعليقات, كان بعضها ساخرا, علي المستويين الداخلي والدولي.فقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن واشنطن ستراقب صفحة الفيسبوك عن كثب وستحصي كم تعليق أعجبني سيحصل عليه خامئني. وعلي المستوي الداخلي, سجل الآلاف تعليقاتهم علي الصفحة خلال الأيام الأولي لتدشينها سواء بالمدح أو الذم وإن كانت أغلب التعليقات السلبية قد تم التدخل فيها سواء بالتخفيف أو بالالغاء تماما. من بين أبرز التعليقات: - اذا كان الهدف من هذه الصفحة هو التواصل مع المواطنين فلماذا يتم محو بعض التعليقات - أتمني أن يقتل أحد أحبائك علي يد هذا النظام الوحشي حتي تنضم الينا في لعن هذا النظام - الموت للديكتاتور - أي البرامج يستخدم المرشد للالتفاف علي حظر الفيسبوك؟ وفي حين يحاول أنصار النظام تصوير انضمام خامئني للفيسبوك علي أنه محاولة من جانبه للتواصل مع الأجيال الجديدة عبر استخدام نفس الوسائط التي يستخدمونها و تشجيع مسئولين ايرانيين آخرين علي أن يحذو حذوه خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في2013 بالإضافة إلي توصيل وجهة النظر الايرانية إلي المجتمع الدولي,يحذر المعارضون من أن الصفحة الجديدة ما هي إلا خدعة جديدة من جانب النظام وأن الغرض منها هو استخدامها لاستهداف أعداء النظام من مستخدمي الانترنت الذين يطلق عليهم الأعداء الالكترونيين. وتقول رودبا فرح الناشطة الايرانية ومؤسسة حركة إيرانيون من أجل إيران علمانية اذا رأت عناصر من شرطة الفضاء الالكتروني فتاة تضع صورة لها دون حجاب علي صفحتها بالفيسبوك أو قرأت تعليقا مناهضا للحكومة في حساب ما فإنها قد تستخدم ذلك لملاحقة هؤلاء الأفراد ويذكر أن شرطة الفضاء الالكتروني منوط بها مراقبة شبكة الانترنت والمواقع المختلفة والمدونات والأشخاص الذين يشتبه في استخدامهم برامج للالتفاف علي الحظر. وأشارت فرح في حديث لشبكة فوكس نيوز إلي أنه في حين أن الكلمات فقط هي سلاح المعارضين في مواجهة قمع ووحشية النظام إلا أن السلطات تستخدم الرصاص والمشانق للقضاء علي المعارضة.وتشن فرح حملة علي الانترنت لمطالبة القائمين علي موقع فيسبوك بالغاء صفحة خامئني مؤكدة أنه لا يجب السماح لخامئني باستخدام نفس الفضاء الذي يحظره علي ملايين الإيرانيين. وقد تصاعدت حدة عداء النظام الايراني للانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في اعقاب الدور البارز الذي لعبته تلك المواقع في انتخابات2009 و حشد المظاهرات التي خرجت للاحتجاج علي تزوير النتائج التي اسفرت عن فوز الرئيس أحمدي نجاد بفترة ثانية والكشف عن الممارسات الوحشية التي ارتكبتها قوات الأمن الايرانية ضد المتظاهرين فيما وصف ب ثورة تويتر. ومنذ ذلك الوقت فرضت السلطات الإيرانية حظرا كاملا علي مواقع فيسبوك وتويتر وجوجل ويوتيوب بالاضافة إلي مواقع أخري يصل عددها إلي خمسة ملايين موقع.وعندما يحاول أي شخص زيارة أحد المواقع المحظورة تظهر له عبارة هذا موقع محظور بموجب قانون جرائم الكمبيوتر. ورغم ذلك نجح ملايين الايرانيين في استخدام برامج خاصة للالتفاف علي الحظر.كما أعتاد مستخدمو الانترنت من الشباب الايراني, الذين يقدر عددهم بنحو30 مليون مستخدم, علي قيام النظام بقطع خدمة الانترنت كلية بين الحين والأخر. ولم تقتصر محاربة النظام الايراني للانترنت علي الحظر أو قطع الخدمة بل توحشت لتشمل ملاحقة واعتقال وتعذيب وأحيانا تصفية المستخدمين المعارضين لمنع تدفق المعلومات ومناقشة القضايا السياسية والاجتماعية بحرية علي الانترنت. وكان آخر الضحايا ساتار بيهشتي(35 عاما) الذي لقي مصرعه في السجن قبل أقل من شهرين بعد تعرضه للتعذيب.وكان قد تم اعتقال بيهشتي لانتقاده سياسات النظام الايراني علي مدونته وصفحته علي الفيسبوك. ووفقا لموقع فوكس نيوز علي الانترنت فانه قد تم تخصيص76 مليون دولار من اجمالي ميزانية حرس الثورة الاسلامية والتي تقدر بحوالي11.5 مليار دولار لتمويل الحرب علي الإنترنت. والسؤال الذي يتردد في ايران حاليا هل تواجه صفحة خامئني علي الفيسبوك نفس المصير الذي واجهه موقع التواصل الايراني الذي دشن خصيصا في عام2010 لجذب أنصار المرشد الأعلي حيث اختفي من الوجود خلال أشهر قليلة بعد فشله في جذب عدد مناسب من الأعضاء؟ولكن التساؤل الأهم متي سيتخلي النظام الإيراني عن محاولاته الفاشلة للسيطرة علي الفضاء الالكتروني؟