خرج النشطاء المصريون في مدن أمريكية عديدة في مسيرات علي مدي الأسبوعين الماضيين للتعبير عن رفضهم الدستور المقترح والإعلان الدستوري للرئيس محمد مرسي بينما نظم أنصار قرارات الرئيس مسيرات تأييد بأعداد قليلة في نيويوركوواشنطن وتكساس. كانت كبري المسيرات المعارضة في العاصمة واشنطن يوم الأحد الماضي حيث شارك الآلاف في مظاهرة من البيت الأبيض وحتي السفارة المصرية لمسافة أكثر من ثلاثة أميال. وتصادف وجود متظاهرين من المؤيدين والمعارضين في مكان واحد أكثر من مرة إلا أن الاحتجاجات لم تخرج عن المألوف وعبر كل طرف عن رأيه دون اشتباكات أو تلاسن أو ألفاظ خشنة. وقد استطلعت الأهرام المزاج العام للمصريين في واشنطن وضواحيها بعد أن دخلت عملية التصويت علي الاستفتاء المرحلة الأخيرة, الغالبية منقسمة ما بين التوجه للتصويت في مقر السفارة والقنصليات, أو إرسال بطاقات الاقتراع عبر البريد, أو الامتناع عن الإدلاء برأيهم نتيجة لأسباب عديدة أهمها عدم وجود ضمانات حقيقية للتصويت سواء في الداخل المصري أو الخارج, حيث لا يرون أن هناك إستعدادات جدية لمراقبة عملية التصويت خاصة في المناطق النائية وعدم إتاحة وقت كاف للتحضير للمراقبة وهناك عدد أكبر يتحفظ علي الدستور نفسه ويرون أن هناك صياغة تهدد وحدة الامة المصرية ومواد قابلة للتأويل من الأحزاب الإسلامية التي تطمع في الإستمرار في الحكم وفي سبيل تحقيق سيطرة كاملة هناك مواد تفتح الطريق لتقييد الحريات العامة وحرية التعبير. يقول محمد حسين الناشط السياسي في واشنطن إن مصريين كثيرين سيقاطعون التصويت, لكن هناك من سيصوت ولكن في جبهة المعارضة هناك من ينتظر موقف جبهة الإنقاذ الوطني ونتيجة المظاهرات الكبري حتي نهاية الأسبوع. ويضيف حسين أن نسبة كبيرة من المصريين في محيط واشنطن وفيرجينيا وميريلاند قررت المقاطعة لأنهم لا تري نفسها في العملية الدائرة حاليا وبالتالي لا تريد أن تشارك في عملية معيبة ستكون لها آثار سلبية علي المجتمع المصري. من جانبه, يري الدكتور عادل إسكندر من جامعة جورج تاون في واشنطن أن المقاطعة الكاملة للعملية الحالية هي الحل ولذلك هو ضد التصويت في الاستفتاء. وتقول الدكتورة علا مشرف من حزب الدستور في واشنطن أن الكثيرين مع التصويت ب لا في الإستفتاء ولكن هناك من يعتقد أن مجرد الإدلاء بالصوت يعطي شرعية للدستور الجديد. وتشير إلي أنها تؤيد الرأي الثاني وتفضل المقاطعة. وتوضح مشرف أن هناك أشياء كثيرة مثيرة للقلق في مواد الدستور منها وضع الجيش وتسمية المذهب السني دونا عن غيره والكلام العام عن الأسرة وقيمها والصياغة الإنشائية غير المحترفة واللافتة للنظر جدا, وأشياء كثيرة لا يلحظها الشخص العادي لكن نعلم بها من خلال متابعة ما يقوله المتخصصون.. فكيف لرجل الشارع أن يلم بهذا كله في أقل من أسبوع؟. ويقول نادر تادرس الناشط ومدير احدي المنظمات غير الحكومية' أنا ضد التصويت عموما في ظل غياب ضمانات لرقابة فعلية علي الانتخابات. ويضيف ما الذي يضمن لي أن صوتي سيؤخذ به؟ لو تم ضمان نزاهة الرقابة والإشراف علي التصويت, سوف أدلي بصوتي!. وحول إتجاهات الجالية المصرية, يشير تادرس إلي أنه' مازال هناك عدم اتفاق حول المقاطعة وهناك إتفاق أكبر علي التصويت في حالة وجود ضمانات قوية'. وتدعو إيمان مشرفة المدرس المساعد في جامعة لاجوارديا كوني في نيويورك إلي موقف موحد للمعارضة وأن تأخذ الجبهة موقف الشباب في الحسبان.في المقابل, يقوم أنصار جماعة الإخوان المسلمين خاصة المنظمات والروابط الإسلامية في الولاياتالمتحدة وآخرون من المؤيدين للإعلان الدستوري الملغي بالحشد للتصويت بطرق أقرب لما يحدث داخل مصر عن طريق البريد الإلكتروني والاتصال المباشر بالناخبين لتحفيزهم علي الإدلاء بأصواتهم في مقر السفارة أو في القنصليات المختلفة ويدعون إلي إنهاء الفترة الانتقالية بإقرار الدستور والمضي في خطط تطهير مؤسسات الدولة! وبصورة عامة, لا تختلف أنماط تصويت المصريين في أمريكا عن مصر, حيث يوجد انقسام علي أساس عقائدي وأيديولجي بين المؤيدين والمعارضين وهو ما ظهر إلي حد كبير في تصويت الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفاز التيار المدني بأغلبية الأصوات في مواجهة مرشحي التيار الإسلامي في كل مراكز الاقتراع.