المشهد السياسي المحتقن الذي نشهده الآن ويهدد بحرق البلاد, يؤكد نجاح أعداء مصر المترصبين بها في تحقيق أهدافهم, وللأسف بمساعدة بعض ضعاف النفوس الذين يلهثون وراء مصالحهم الشخصية, ولم يتعظوا بما حدث في بعض الدول العربية مثل ليبيا, والعراق, ولبنان, وسوريا, والكل يدعي حرصه علي مصلحة البلاد. فالقوي السياسية التي تتحدث باسم الشعب وكأنها تحمل توكيلا منه, تستغل حماس الشباب وتدفع به في مواجهات أهلية وأمنية, والنتيجة سقوط قتلي ومصابين, وذلك باسم الدفاع عن الديمقراطية التي تختلف عما نراه في جميع دول العالم, فهناك الأحزاب والقوي السياسية تتناحر وتختلف, ولكن في النهاية يتم احترام الرأي الآخر, والانصياع لرأي الأغلبية, أما نحن فالكل يبحث عن مصالحه الخاصة, ولا يري الصواب إلا في رأيه فقط. والرئيس مرسي.. الذي احترمنا نتيجة الانتخابات التي جاءت به وطالبناه منذ اللحظة الأولي لتوليه مقاليد الرئاسة, ألا ينسي أنه رئيس لكل المصريين, وبرغم ذلك جاءت العديد من قراراته لخدمة مصالح جماعته فقط, مما أدخل البلاد في دوامة الفوضي من جديد, وأعاد الأمل لأعداء البلاد في أن يعاودوا نشاطهم, ويضخوا المزيد من الأموال لضعاف النفوس من أعوانهم لتوفير الدعم اللوجيستي للشباب المتحمس حتي لا تستقر البلاد بعد أن بدأت تظهر مؤشرات لعودة مصر لمكانتها واستقرارها مرة أخري. أناشد الشباب أن ينتبهوا لما يحاك لبلادهم, وألا يصدقوا كل ما يقال لهم, وليراجعوا تاريخ هؤلاء الذين يدعون أنهم من النخب والقوي السياسية, فمعظمهم كانوا من لاعقي أحذية أنظمة مستبدة سابقة, سواء في مصر, أو في دول عربية أخري. كما أناشد الرئيس مرسي أن يدعو لمؤتمر عام يدعو إليه خبراء القانون فقط من مختلف التخصصات, علي أن تذاع وقائعه علي الهواء مباشرة, ليضعوا الحلول القانونية المناسبة لخروج البلاد من أزمتها, علي أن يلتزم بما يتوصلوا إليه, وصدقني لو حدث ذلك فسيقف شعب مصر بأكمله خلفك ليدعمك في النهوض بالبلاد. المزيد من أعمدة ممدوح شعبان