تقرير: نادية الملاخ ماري يعقوب: اليوم ساعة اختيار البابا الجديد.. والكثيرون يختارون الاسم الذي سيتم انتخابه.. والجميع ينتظر منه أن يحقق بعض المطالب, وكثيرون يقدمون اقتراحات, والبعض يتوقع فتح ملفات تهم قطاعات عريضة من الأقباط. ورغم تعدد مطالبهم فإن مطلبا رئيسيا اجتمع حوله أقباط مصر متوجهين به للبابا الجديد.. وهو عدم الزج بالكنيسة في السياسة والفصل الواضح بين الدين والعمل السياسي.. والتركيز علي الدور الروحي للكنيسة. التيار العلماني داخل الكنيسة أعد ورقة تحوي المحاور الرئيسية التي يطالب بها رأس الكنيسة الجديد وبحسب ما يقول المفكر كمال زاخر.. إن هذه المطالب جاءت من منطلق أن مصر تمر بمرحلة جديدة تخففت الكنيسة فيها من السياسة بفعل ثورة25 يناير, المحور الآخر.. وهو المطلوب من قداسة البابا القادم: إجراء مصالحة كنسية كنسية, حيث إن الفترة الطويلة الماضية شهدت بعض خلافات ربما شخصية تتحول إلي خلافات مختلفة ويستتبع ذلك إعادة النظر في بعض الأجهزة والمؤسسات داخل الكنيسة منها, وإعادة النظر في منظومة الرهبنة باعتبار أن الرهبنة هي المفرخة الأساسية لتخريج القيادات الكنسية الكبري.. ولهذا تحتاج إلي إعادة نظر لتأتي متسقة مع المفهوم الإيماني الكنسي بما يعني إعادة نهج التلمذة داخلها وإعادة النظر في شروط قبول طالب الرهبنة وكيفية إعداده باعتبار الرهبنة أهم مؤسسة داخل الكنيسة.. مطلوب إعادة النظر في منظومة التعليم الكنسي داخل الإكليريكية( خدام وكهنة) وأيضا بالنسبة للتعليم المتعلق بالشباب ومدارس الأحد. وأيضا إعادة النظر في ملف الأحوال الشخصية وفك الاشتباك بين مؤيدي لائحة38 وتعديلات1971, بالإضافة إلي النظر في الرعاية الروحية للأسر, حيث إنه لو صحت هذه الخطوة لاختفت المشكلات الزوجية بنسبة كبيرة. الأمر الآخر هو إعادة هيكلة المجلس الملي ابتداء من المسمي الذي اكتسبه من عصر الخديو إسماعيل أيام كانت الدولة عبارة عن ملل ونحل وهذا غير موجود الآن حيث إن المجلس الملي بتشكيله الحالي يكاد يكون منزوع الصلاحيات منذ عام..1955 لأنه وقت أن أقيم كانت له اختصاصات لم تعد موجودة, فقد ألغيت المحاكم الملية والشرعية, وفي الوقت نفسه تقلصت الأراضي التابعة للكنيسة بصدور قانون الإصلاح الزراعي عام1961, وبصدور القرارات الاشتراكية أخذت المدارس والمستشفيات القبطية وضمت إلي الحكومة وهي ما كان يشرف عليها المجلس الملي, وبذلك أصبح مجلس دون اختصاصات.. والمطلب هو أولا إلغاء اسمه وتعديله ثم إعادة النظر في صلاحياته ودوره. الأمر الآخر.. إعادة النظر في لائحة انتخاب البابا بعد أن يتم اختيار البابا الجديد, حيث إن لائحة1957 معيبة وتعديلها سوف يحقق الأصالة للرجوع إلي الكنيسة الأصلية والمعاصرة, هذه الملفات الأكثر سخونة كما يقول زاخر وهنا أتصور أن الكنيسة تحتاج إلي مركز إعلامي محترف, كما تحتاج إلي متحدث رسمي باسم الكنيسة حتي تغلق باب الاجتهاد لأننا في عصر الإعلام. كذلك علي الكنيسة ألا يكون لها دور سياسي ولكن دور وطني.. ولابد أن يتحول دور الكنيسة من الفرد إلي المؤسسة. ويشارك الباحث دكتور هاني وديع في الرأي مستندا إلي التغيرات الجذرية التي حدثت بمصر والكنيسة بفعل الثورة ونياحة البابا شنودة, وهذا يجعل علاقة جديدة تبرم بين الدولة والكنيسة.. وهناك متغيرات أخري منها أنه برحيل البابا شنودة لن تتكرر كاريزمة هذا الرجل. لذلك علي البابا الجديد أن يراعي كل هذه المتغيرات ونأمل أن يمنحه الله الحكمة في التعامل مع القضايا الحساسة, ولابد أن تكون علاقة الكنيسة بالدولة أكثر شفافية بعيدة عن التواؤمات والتوافقات علي حساب المشكلات الطائفية بسبب اللجوء إلي التهدئة وليس معني ذلك أن تكون في المقابل متصادمة مع الدولة ولكن تتناول بروح وطنية بمنظور أن ما يمس الأقباط يمس مصر جميعها, كما أنه علي البابا الجديد دور مهم في التذكير علي برامج اندماج المسلمين والمسيحيين في الوطن من خلال برامج ومناهج تقف أمام شحن الكراهية والشحن الطائفي للآخر, وذلك من خلال المؤسسات المعنية بالدولة. أيضا نطالبه بإعطاء دور أكبر للعلمانيين داخل الكنيسة من خلال مجلس استشاري من المفكرين ومتعددي الرؤي أما الناشطة السياسية والإعلامية حنان فكري فتري أن يكون البابا القادم علي قدر من الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي بما يسمح له بقيادة الكنيسة باعتبارها جزءا من المجتمع المصري, والمؤكد أن الخمسة المرشحين يتمتعون بهذه المزايا.. ونطلب في هذا العصر الجديد تغيير لائحة انتخاب البطريرك التي تتسم بالعوار الشديد فهي لا تمنح المساواة لكل الأقباط في اختيار راعيهم الروحي. أما الملف المهم فهو ملف الأحوال الشخصية وعلي البابا الجديد أن يعالج هذا الملف بروح النص وليس بالحرف. أما الناشط سليمان شفيق فيري أنه نظرا لتوسع مؤسسة الكنيسة أيام المتنيح البابا شنودة حيث انتشرت في أكثر من50 دولة, ورغم ذلك كانت تدار بمنطق القرون الوسطي.. ولهذا مطلوب أن يكون بمكتب البابا الجديد متخصص في هذا الشأن بحيث تدار بأسلوب حضاري وأن يعطي للعلمانيين دور كبير داخل الكنيسة وإطلاق يد الرقابة المالية, بالإضافة إلي فصل الإدارة عن العمل الروحي بحيث يكون المديرون بعيدين عن رجال الإكليروس. ويري د. وسيم السيسي الطبيب والمفكر القبطي أنه يجب علي البابا الجديد أن يعيد تفعيل لائحة1938 التي كان يعمل بها من قبل, خاصة المادة58 التي تنص علي السماح بالطلاق في بعض الحالات التي يستحيل معها استمرار العشرة بين الزوجين والسماح بالزواج الثاني مما سوف يترتب عليه حل مشكلات أسرية عديدة. ويقول الإعلامي فايز فرح نائب رئيس الإذاعة السابق: أولا أحب أن يسير علي درب سلفه البابا شنودة الثالث في حبه الكبير لمصر والمصريين بعامة مسلمين ومسيحيين حتي يلقي الحب والاحترام من الجميع, وأن يخصص مديرا للإعلام البابوي يأخذ مواعيد قداسة البابا حتي تنضبط هذه العملية ولا نجد شكوي من مواعيد مقابلة قداسة البابا كما أحب من البابا الجديد أن يبتعد عن إغراءات الفضائيات والصحافة. وأن يكون رئيسا دينيا ويبتعد عن السياسة ويوحد بين جميع أقباط مصر أصحاب المذاهب الثلاثة. وتقول شادية رسمي( ربة منزل) أرجو من البابا الجديد أن يسمح بالطلاق لحالات محددة جدا, وذلك في الحالات التي تستحيل معها العشرة كما كان الحال قديما طبقا للائحة38. تتمني المهندسة تغريد السيسي( سيدة أعمال) أن تختار العناية الإلهية البابا الأكثر ورعا وروحانية ومحبة لكل البشر ورغبة صادقة في حل مشكلات المسيحيين الملحة سواء من رجال الدين أو من الشعب كما تتمني أن تكون لديه رغبة قوية فاعلة علي مد جسور المحبة مع جميع أخوة الوطن وأيضا جميع أبناء الكنيسة المهاجرين الذين كلهم أمل في رؤية مصر أفضل. وتضيف قائلة: أتمني أيضا أن يهتم بصورة كبيرة بالفقراء والمهمشين ومرضي, كما يهتم بأن يوفر حياة كريمة للأساقفة والقساوسة بجميع أنحاء مصر سواسية,. وتري ريهام رمزي الباحثة بالجامعة الأمريكية أن يتصف شخص البابا الجديد بالروحانية حيث أن من أهم أسباب ضعف الأقباط ان تتكلم الكنيسة باسمهم بسبب انسحاب الشعب المصري القبطي من الانخراط في السياسة. ويري الأب ويليام سيدهم توسمه في البابا الجديد أن يضع الشعب علي طريق الروحانية المستنيرة أما الملف المهم ويريد ملف أخوة الرب أو الفقراء( المحتاجين صحيا واجتماعيا والفقراء) فهو ملف كبير وشائك ودائما مايأتي فعليا الثاني أن بالنسبة للبطريرك واتمني أن يضعه البطريرك القادم في الصدارة لأهميته, المهم أ ن يعاد الأمر في الاشراف علي كيفية توزيع التبرعات بجميع الأبرشيات حتي لاينصرف البعض الي تنمية الحجر قبل البشر, واعادة الاشراف المالي أمر مهم جدا مع ضمان تنظيم الوقت والمال علي البشر المحتاجين. أما المهندس الدكتور جون ماهر بطرس فيقول أن البعض يريد البابا القديس الواعظ.. ونحن نريد البابا المتفتح الذي يجيد الحوار مع الآخر والكنائس الأخري نحن لانريد ان نقول له آمين نريده متمتعا بميزات تسمح له بعدم التسلط في الكنيسة يحترم الرأي والرأي الآخر ويقبل ان هناك مدارس واتجاهات ولايختزل صوت الكنيسة في صوت البطريرك ولايصدر تصريحات سياسية تعم المسيحيين أي شخصية تقبل الاختلاف. كما نريد أن ننتقل من عصر الرجل الواحد الي عصر الرجل الواعي وأيضا الشباب يحتاجون الي مفكر يحترم عقولهم واجتهاداتهم ويفتح كل الأبواب ويطرق كل الأبواب وهذا لايعني التنازل أو التضحية بالكنيسة ولكن يكون شخصا مرنا يجيد التفاهم مع الآخر. ويطالب المستشار أمير رمزي رئيس محكمة استئناف طنطا بثلاث قضايا رئيسية: الأولي. أن البطريرك وهو القيادة الروحية فمن المهم أن روح الوجدانية للكنيسة الجامعة وروح الشركة حتي يشعر الجميع بالمشاركة في العمل الروحي الواحد دون اقصاء لأحد. والمهم في هذا الملف تحديدا هو أنه علي البطريرك أن يحول قدر الامكان من الشكل الديني الي أن يتحول الأفراد الي أشخاص يمارسون الدين الي أن يتحول الأفراد الي أشخاص يمارسو ن الدين لأن هناك فرقا كبيرا بين الشكل والممارسة للدين ويحدث هذا من خلال تنمية العمل المجتمعي وتوطين أواصر المحبة بين الناس. كذلك مطلوب أ ن يستمر علي ذات الطريق الذي قطعه البابا شنودة مع الاهتمام بالجانب الموضوعي والخدمي علي قدر المستطاع بما يحول الشعب المسيحي الي شعب خادم للفقير والمحتاج ومتفاعل مع قضايا وطنه, وأن يحول شكل الدين الي ممارسة حقيقية وليست محاكمات الزواج والطلاق وفسخ الخطبة كلما تعتمد علي العلاقات باشخاص بعينهم, وهذا أمر خطير لأن هناك عشرات الألوف من المتضررين الباحثين عن طريق للخروج من هذه المشاكل. ونقترح أن توجد دوائر قضائية داخل الكنيسة لفحص هذه الملفات والقضايا واجراء التحريات والتحقيقات اللازمة وسماع شهادة الشهود و تكون علي درجتين حتي يكون لها اطار عادل. أي قضية أحوال شخصية للمسيحيين لها جانبان أحدهما بالكنيسة والآخر بالمحكمة.. وكذلك يجب أن تكون هناك اجراءات للتحري واثبات صحة المشاكل الزوجية.