«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البابا شنودة.. من القتال مع عبدالناصر.. إلي تأييد توريث جمال مبارك!
نشر في صوت الأمة يوم 15 - 11 - 2009

قرر تقديم موعد احتفاله بعيد جلوسه ال38 يومًا من أجل تشجيع مصر في مباراة الجزائر
البابا شنودة.. من القتال مع عبدالناصر.. إلي تأييد توريث جمال مبارك!
· كتب الشعر وعشق الصحافة وألف 100 كتاب.. وحصل علي 3 جوائز عالمية وعلي لقب لم يحصل عليه بطريرك قبله وهو بابا العرب
· لماذا يردد البابا دائمًا أنه غريب رماه الله في دنيا مظلمة؟!
لأول مرة.. يقرر البابا شنودة تقديم الاحتفال بعيد جلوسه ال38 بذكري مارجرجس يومًا كي يتمكن الأقباط من متابعة مباراة مصر والجزائر.. إنها واحدة من اللفتات التي صنعت هذا الاسم المحفور في ذاكرة أقباط مصر.
«نظير جيد روفائيل» أو «أنطونيوس السرياني» او «البابا شنودة الثالث» هي الاسماء التي حملها بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر وسائر بلاد المهجر الذي يبلغ من العمر 84 عاماً .. قصة حياة البابا شنودة او «نظير » كما أطلق عليه والده بعد ان بشر بقدومه يوم الجمعة 3 أغسطس عام 1923 بقرية سلام بمركز أبنوب بأسيوط مليئة بالحكايات والمواقف الكنسية والرهبنة والصراعات.. خرج إلي الدنيا يتيم الأم فقد توفيت عقب ولادته مباشرة.، لذلك نال نصيباً كبيراً من حنان وعطف والده واشقائه فبعد ان شب عوده احتضنه شقيقه الاكبر «روفائيل» فاصطحبه إلي دمنهور حيث كان يعمل موظفاً ثم اعاده إلي اسيوط بعدها أخذه ثانية إلي مقر عمله الجديد بمدينة بنها بالقليوبية قبل ان يستقر بهما الحال في القاهرة وهيأ البابا شنودة نفسه لاستكمال حياته في العاصمة حيث واصل دراسته والتحق بمدرسة الايمان الثانوية بشبرا ثم بجامعة فؤاد الأول بكلية الآداب قسم التاريخ، وحصل علي الليسانس بتقير امتياز عام 1947، وعرف عنه التفوق الدراسي في جميع مراحل التعليم وعندما كان في السادسة عشرة بزغت موهبة الشعر لديه وكانت اول قصيدة كتبها في ذكري وفاة امه السادسة عشرة وكان مطلعها.. «أحقاً كان لي أم فماتت أم اني خلقت بدون ام ..رماني الله في الدنيا غريب احلق في فضاء مدلهم » عرف عن البابا شنوده ذاكرته القوية والحاضرة دوماً فمنذ فترة إعاد ذكر رقم الكتاب الذي قرأه في دار الكتب عن الشعر وهو «5065» وكذلك تدوين افكاره اولاً بأول .. التحق البابا بالكلية الإكليركية وتخرج فيها ليعمل مدرسا ً للغة العربية والانجليزية وحضر فصولاً مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً واستاذاً في نفس الكلية في وقت واحد ولم يترك هواية الكتابة فقد عمل محرراً ثم رئيساً لتحرير مجلة مدارس الأحاد وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة عرف نشاطه في الكنيسة وخدمته بمدارس الأحاد.. التحق ضابطا برتبة ملازم في الجيش لاداء الخدمة العسكرية واشترك في حرب سنة 1948 أحب «شنودة» الصحافة وأسس مجلة الكرازة وهو اسقف للتعليم 1965 ومازال يصدرها ويرأس تحريرها ،كما انه عضو في نقابة الصحفيين تخلي البابا شنودة عن اسمه الحقيقي بعد ان رسم راهباً باسم انطونيوس السرياني وذلك في 18 يوليو 1954 وذكر وقتها انه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء فقد عاش 6 سنواب حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبني الدير مكرساً فيها كل وقته للتأمل والصلاة، وبعد سنة من رهبنته صار قساً وامضي 10 سنوات في الدير دون ان يغادره، وعمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس في 1959، ثم اسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية ، وكان اول اسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليركية في 1962 وبعد وفاة البابا كيرلس في مارس 1971 اجريت انتخابات البابا الجديد في 13 أكتوبر من نفس العام ، وجاء حفل تتويج البابا شنودة الثالث للجلوس علي كرسي الباباوية في الكاتدرائية المرقسية الكبري بالقاهرة في 14 نوفمبر في نفس العام ليصبح البابا رقم 117 في تاريخ البطاركة ، تم اختياره بالقرعة الهيكلية راعياً أعلي لجميع انحاء الكرازة المرقسية ، واولي اهتماماً لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الارثوذكسية اعتاد علي قضاء3 أيام اسبوعياً بالدير وكان اول بطريرك ينشئ العديد من الاديرة القبطية خارج مصر، وأعاد تعمير عدد كبير من الاديرة التي اندثرت، وفي عهده زادت الإبراشيات وانشئت كنائس جديدة داخل مصر، زخرت حياة البابا شنودة بالمواقف والجوائز فقد حصل علي 3 جوائز عالمية هي جائزة اليونيسكو للحوار و التسامح الديني، وجائزة الامم المتحدة للتسامح الديني ، وجائزة القذافي لحقوق الانسان واطلق عليه «بابا العرب» ترأس مجلس الكنائس العالمي عن منطقة الشرق الاوسط لأكثرمن مرة ، وحصل علي أكثر من دكتوراة فخرية من الجامعات الغربية فقد ألف قرابة مائة كتاب روحي.. اجتمعت في شخصيته العديد من الصفات، المرح والجدية والعمق والبراعة السياسية ، في الفترة الاخيرة دخل في صراع شرس مع المرض لدرجة انه سافر إلي امريكا ثلاث مرات خلال اربعة اشهر آخرها للعلاج من الام الكلي في المركز الطبي بكليفلاند.
********
عندما قال عبدالناصر للبابا كيرلس: «انت والدي».. وقال السادات للبابا شنودة: «ده عامل زعيم»
الراهب والسياسي
· .. وكره السادات البابا شنودة في النهاية لأنه تأكد أنه زعيم فعلاً
· كره عبدالناصر البابا كيرلس في البداية لأنه ظن أنه يريد الزعامة
لوتس كيوان
بين الدولة والكنيسة مسافة كبيرة من الود والصراع.. يحددها رجلان فقط في مصر.. الرئيس والبابا وبحسب طبيعة الرجل الذي يجلس علي كرسي البابوية تكون العلاقة مع الرئيس مؤثرا أو سلاما.. المثال علي الثاني هو للبابا كيرلس السادس، والأول للبابا شنودة. فالأول لم يغلب السياسة علي الدين في القيام بدوره كزعيم روحي للأقباط، بينما الثاني اهتم كثيرا بالدور السياسي.. وفي المقارنة بين الرجلين - كيرلس وشنودة - يكاد لا يوجد تشابه بينهما كبير.
ربما يكمن التشابه الوحيد في أنهما قيادتان روحيتان للأقباط الأرثوذكس فالأول لم يتطلع قط لقيادة الكنيسة سياسيا، ولم يلعب أدوارا موازية لرجل الدولة بالمفهوم الحديث، أما البابا شنودة فيرتدي تحت عباءة البطريرك «جلباب» سياسي محنك من الطراز الأول، والدليل ما تعرضه الوقائع والمواقف لاثنين من البطاركة، كلاهما قادا الكنيسة في أحلك الظروف التاريخية التي مرت بها مصر في العصر الحديث، فبعد أن أختير كيرلس السادس، بطريركا في 1959 أرسل بعض الأقباط العديد من الشكاوي ضده إلي الرئيس عبد الناصر بحجة أن البابا الجديد يعالج المرضي بالقطن المبلل بالزيت، ورفض عبد الناصر أن يتدخل في شأن داخلي خاص بالكنيسة واستدعي وزير التموين القبطي الدكتور كمال رمزي وقتها، وقال له «شوف الموضوع ده. فأنا لا أريد أن أدخل في صراعاتكم، البابا من ناحيته أرسل لعبدالناصر أكثر من 10 طلبات للسماح له بالمقابلة، قوبلت بالتجاهل التام، البابا أراد أن يعرض علي عبد الناصر بعض مشاكل الأقباط والأخير كان مشغولا بمشاكل الثورة الوليدة، وحسب مجدي سلامة في كتابه «البابا كيرلس رجل فوق الكلمات» فقد توسط أحد أعضاء البرلمان ورتب لقاء إلا أن عبد الناصر ابتدر كيرلس أثناء اللقاء في القصر الجمهوري قائلا «إيه.. فيه إيه!، هم الأقباط عايزين حاجة، مالهم الأقباط. هما كويسين قوي كده.. أحسن من كده إيه. مطالب. مطالب. مطالب، تعرض البابا للحرج، حاول أن يلطف من الأجواء الملتهبة فقال لعبد الناصر، ده بدل ما تستقبلني وتحييني بفنجان قهوة وتسمعني ! وفي الآخر ياتعمل يامتعملش وكدة من الأول تحاول تعرفني إنه مفيش وقت لعرض موضوعاتي، خرج كيرلس من القصر الجمهوري وهو يهتف «منك لله. منك لله» نفس عضو البرلمان الذي رتب اللقاء هو الذي اقنع عبد الناصر بأن البابا هو الوحيد الذي يستطيع أن يعالج ابنته المريضة بعد أن يئس الأطباء من علاجها، البابا دخل مباشرة إلي حجرة ابنة عبدالناصر المريضة وبابتسامته المحببة قال لها :«إنتي ولا عيانة ولا حاجة»، وصلي لأجل شفائها لتتحول بعدها العلاقة الفاترة إلي صداقة وطيدة، وافق بعدها «ناصر» علي أن تساهم الدولة بنصف مليون جنيه وهو مبلغ كبير بمعايير هذه الأيام في بناء كاتدرائية جديدة.
ويحكي هيكل هذه الواقعة الهامة مؤكدا أنه وجد تفهما تاما من عبدالناصر ووجد الرئيس واعيا بمحاولة استقطاب الأقباط التي يقوم بها مجلس الكنائس العالمي، ولذلك قرر من منطلق وطني أن تساهم الدولة بنصف مليون جنيه في بناء الكاتدرائية الجديدة، كيرلس قابل القرار بسعادة بالغة وطلب من اثنين من الاساقفة أن يقيما قداسا في بيت هيكل قائلا:«إن بركات الرب تشمل الكل ، أقباطا ومسلمين، إلا أن البابا شنودة دخل علي الخط وبدأ يمارس هوايته في المناورات والتطلعات السياسية. ففي يونيو 1966 ألقي الأنبا شنودة عندما كان اسقفا للتعليم محاضرة تحت عنوان« إسرائيل في رأي المسيحية» في ظل تواجد 12 ألف شخص امتلأت بهم نقابة الصحفيين وشارع عبد الخالق ثروت وخطب شنودة قائلا بهم! «فاذا كان الرب يريد أن يرسل جمال عبد الناصر سيف تأديب لهذا الشعب، فان هذا يكون خيرا روحيا لهم» وبعد وفاة البابا كيرلس السادس في 9مارس 1971 بعد أن قضي في مقعد البطريركية 11 سنة و9أشهر تم اختيار الانبا شنودة بعد القرعة الهيكلية في 31أكتوبر 1971، والمثير أن السادات كان متحمسا للأنبا شنودة واستشار ممدوح سالم وزير الداخلية وقتها الذي زكي شنودة، إلا أن شهر العسل لم يدم طويلا بين الاثنين نظرا لطبيعة البابا شنودة الصارمة ورغبته وتطلعاته السياسية وعدم الاكتفاء بالجانب الروحي، فكان من الطبيعي حدوث الصدام بينهما وهو ما حدث عام 1978 بعد توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل حيث استدعي السادات البابا شنودة في منزله محاولا إثنائه عن موقفه المتشدد تجاه إسرائيل والسماح للأقباط بزيارة القدس إلا أن البابا تمسك بموقفه وتبع ذلك أحداث الخانكة والزاوية الحمراء، وموقف البابا المتشدد واعتكافه في وادي النطرون مما عده السادات ورقة ضغط علي الدولة، ثم أتي عام 1981 ليعقد السادات مؤتمرا صحفيا عالميا في ميت أبوالكوم ويشن علي البابا هجوما عنيفا قائلا :«ليس هناك شخص أحدث ضررا بشعبي مثلما قام به هذا الرجل، وسوف يدون التاريخ أن هذا الرجل هو الذي حطم شعبي المسيحي والذي هو جزء من شعبي المصري، لانه جزء من التاريخ، لانهم هنا في هذا المكان الذي توجد فيه ميت أبو الكوم فان نصف الارض في ضواحيها من المسيحيين. ويستطرد السادات ردا علي سؤال أحد الصحفيين له بأن مصر كلها قد تتحول إلي زاوية حمراء كبيرة بناء علي قراراته الصارمة التي ألمح لها، يستطرد :«إنني اتخذت قرارات وصدفت في وقت من الأوقات بانها صدمات كهربائية» نعم لقد كانت صدمة كهربائية أو أقول لهم للشعب المصري. انني لن أتهاون أمام الفتنة الطائفية، أو أي شيء ضد الوحدة الوطنية» بعدها ذهب السادات إلي مجلس الشعب وألقي خطابه الشهير وقرر عزل الانبا شنودة وتعيين لجنة خماسية لإدارة شئون الكنيسة لتحدد اقامة شنودة في دير وادي النطرون حتي مقتل السادات في نفس العام ويعيد الرئيس مبارك تعيينه بموجب قرار صادر عام 1984. أدرك مبارك طبيعة شنودة الصدامية لذلك استجاب لمعظم مطالبه في عدة قضايا واشتباكات حدثت بين الدولة والكنيسة ، وترك مبارك الملف القبطي في أيدي الأمن في محاولة يائسة لعدم إثارة غضب الأقباط. لكن الأنبا شنودة لم يكتف بما حصل عليه من مكاسب بل تمادي طالبا المزيد. وقصة مبايعة شنودة لابن مبارك لا تحتاج لأن تروي. وتورط الكنيسة في السياسة علي يد شنودة لم تعد خافية علي أحد. وإن كانت تؤكد بشكل قاطع أن البابا شنودة رجل المناورات السياسية الأول في الكنيسة. فهل ستستمر هذه العلاقة طويلا بين الكنيسة والدولة حتي في ظل انفصال الكنيسة النسبي عن الدولة واستقلالها تحت حكم البطريرك «رئيس جمهورية الأقباط»! والذي استطاع «لي» ذراع نظامي السادات ومبارك.
*******
أكدت أن اللائحة غير مناسبة للعصر الحالي
وزارة الثقافة تنشر دراسة لباحث قبطي تطالب بالحد من سلطة المجمع المقدس في اختيار البابا
· ماجد إسرائيل: يجب اختيار البابا بحرية من كل طبقات الأقباط
طالبت دراسة حديثة صادرة عن وزارة الثقافة بتعديل لائحة انتخاب «البابا» وإلغاء القرعة الهيكلية تماماً وإجراء انتخابات ديمقراطية لاختيار البابا. الدراسة التي أعدها ماجد عزت إسرائيل باحث القبطيات في برنامج ذاكرة الوطن بالوزارة قالت إن اللائحة المذكورة تم وضعها في ظروف اجتماعية واقتصادية تغيرت تماماً الآن ولم تعد اللائحة الحالية التي صدرت في 1957 ملائمة للعصر والواقع الحالي الذي نعيشه في مصر وفندت الدراسة مواد اللائحة المعمول بها وشرحت اعتراضاتها علي طريقة اختيار البابا التي تمثلت في أن هناك ثغرات في شروط اختياره مثل أن يكون من بين فئة نوعية محددة هي الرهبان المتبتلين متجاهلة الفئات الأخري كأساقفة ومطارنة الإبيراشيات والأساقفة العامين والعلمانيين المدنيين وأن تحديد السن ومدة الرهبنة أكبر الأدلة علي اقتصار الاختيار علي الرهبان دون غيرهم كما أن لجنة الترشيح اقتصرت علي فئة بعينها هي القائمقام وأعضاء المجمع المقدس والمجلس الملي السابقين والحاليين متجاهلين ما يمثل باقي أفراد الشعب القبطي ومن بين الثغرات اشتراط حصول الراغبين في الترشيح علي تزكية من 6 أساقفة أو مطارنة أو رؤساء الأديرة أو 12 عضواً من المجمع المقدس أو المجلس الملي وهو ما وقف حائلاً أمام الكثيرين كما أعطت اللائحة الحق للأغنياء دون غيرهم من شعب الكنيسة من باقي الطبقات التعبير عن رأيهم في اختيار راعيهم وقصرت ذلك علي الذكور دون الإناث! واعتبرت أن الدراسة اللائحة بتحديدها أسماءالناخبين من فئات معينة تجاهلت شريحة كبيرة من شعب الكنيسة وهو ما لا يتماشي مع الديمقراطية! وأضافت أنه لا داعي لإجراء القرعة الهيكلية طالما وجدت انتخابات حرة شارك فيها جميع فئات الشعب القبطي وطرح الباحث سؤالاً هو ماذا يريد الأقباط من اللائحة المنتظرة وأجاب: يريد لائحة تعالج طبقة لائحة 1957، وتحقق المساواة بين كل الأقباط في اختيار راعيهم وتعطي للمرأة المسيحية حق المشاركة في العملية الانتخابية ولا تحدد الفئة النوعية التي يختار علي أساسها البطريرك فيجب أن يكون من رجال الدين أياً كانت فئته وذكر كذلك أن اللائحة يجب أن تزيد أعداد الناخبين وتكون حقا مشروعا لكل من بلغ 18 عاماً سواء ذكر أم أنثي ولا تحدد دخلاً شهرياً أو سنوياً لقيدهم بجداول الانتخابات وأن تحد من سلطة تدخل المجمع المقدس والمجلس الملي في الضغط علي الناخبين لاختيار شخص ما أياً كان، بل لابد من ترك الشعب يقول رأيه بديمقراطية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.