البابا شنودة // البابا كيرلس السادس زاخر: خلافتنا ليست شخصية.. ونسعي لقوانين كنسية معاصرة بشاي: نحتاج »دما جديدا« يعيد ذكري كيرلس »رجل الصلاة« لائحة 1957 هي كلمة السر في ذلك الصراع الدائر بين تيار العلمانيين الأقباط والكنيسة في مصر. ب ربما لم يسمع الكثيرون عن مصطلح "العلمانيين" في الكنيسة قبل 7 سنوات من الآن، ظهر تيار العلمانيين ليكون أول من يتحدث صراحة عن ضرورة إدخال تعديلات في لوائح الكنيسة خلال عهد البابا شنودة الراحل. ب كثير من الخلافات دارت بين الكنيسة والعلمانيين، غير أن أغلبها لم يحظ بالضجة التي أثيرت حول خلافهم علي "لائحة 1957" الخاصة بانتخابات البطريرك، فقدد جدد خلو مقعد بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، برحيل البابا شنودة الثالث، خلافات مجموعة العلمانيين الأقباط مع لائحة انتخاب البابا من جديد. ب يضم تيار العلمانيين في الكنيسة مجموعة من المفكرين، والكتاب الأقباط، واستهدف تكوينه إحداث حالة من الحراك داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعد أن ظلت مجتمعاً مغلقاً لسنوات عديدة. ب رفع العلمانيون في صراعهم مع لوائح الكنيسة الأرثوذكسية في مصر شعار "منظومة كنسية معاصرة"، وطالبوا بإدخال 4 تعديلات أساسية علي لوائح الكنيسة، في المحاكمات الكنسية، والأحوال الشخصية، والمجلس الملي، وأخيراً لائحة انتخاب البطريرك. ب يستشهد العلمانيون في اقتراحاتهم للائحة جديدة، بأن "لائحة 57" المعمول بها، كانت محل جدل عنيف في المرتين اللتين تم إعمال أحكامها خلال انتخاب البابا كيرلس السادس في مايو 1959 ثم في انتخاب البابا شنودة نفسه، في 13 أكتوبر 1971. ب غير أن فريق العلمانيين تمسك بمقترحاته لتعديل لائحة 57 وأكدوا علي ضرورة تعديل لائحة انتخاب البطريرك، والقراءة المتأنية لتلك اللائحة، مرجعين ذلك إلي عدم ملاءمتها للواقع، ثم وضعوا عدد من التعديلات علي لائحة انتخاب البابا، وأعلنوا عنها في يونيو 2007 بعنوان "نحو منظومة كنسية معاصرة. ب يد الله ولا يزال الصراع دائراً حتي الآن بين الكنيسة الأرثوذكسية، وفريق العلمانيين، فيؤكد المفكر والكاتب، كمال زاخر، المنسق العام للتيار العلماني في الكنيسة، أن معارضة العلمانيين للائحة 57 ليست معارضة شخصية، لكن لأن هذه اللائحة تتناقض مع قوانين الكنيسة، وتعاليم الآباء خاصة في مسألة ترشيح المطارنة والأساقفة للكرسي البابوي، التي تتعارض مع قوانين المجامع المسكونية. ب وشدد زاخر، علي أن اللائحة نفسها لم تعد تناسب العصر الحالي، واصفاً القول بأن القرعة الهيكلية هي يد الله في الاختيار بأنه قول حق يراد به باطل، مشيراً إلي أنه بعد الدعاوي المرفوعة لوقف الانتخابات البابوية فإن الكرة أصبحت في ملعب المجمع المقدس الذي يستطيع أن يضغط علي الأساقفة، والمطارنة المرشحين لسحب ترشيحهم. ب أضاف: أما علي الجانب الكنسي فهناك اتفاق شبه عام علي أن لائحة 57 عليها الكثير من الملاحظات، وبها الكثير من العوار القانوني والكنسي، ونحن كتيار علماني عقدنا ورشة عمل سنة 2008 خاصة بهذه اللائحة طرحنا فيها بحوثاً متخصصة نشرت وأعطيت نسخة منها لقداسة البابا شنودة الراحل فيما يتعلق بملاحظاتنا علي المشاكل الموجودة باللائحة، وقدمنا مشروعاً للائحة جديدة تتلافي هذه العيوب وتضيف إليها ما تحتاج إليه الكنيسة، وحاولنا من خلالها المزج بين الأصالة والمعاصرة، وبعد رحيل قداسة البابا قمنا كتيار علماني بمقابلة نيافة القائم مقام مرتين بصدد هذا الموضوع تحديداً، وقدمنا له البحوث التي سبق أن قدمناها لقداسة البابا شنودة وأضفنا عليها ملاحظاتنا علي الترشيحات الحالية ومخاوفنا في ظل الظرف الحالي. ب وعن سر رفض العلمانيين لترشيح المطارنة والأساقفة للمنصب البابوي، قال زاخر: "هذا الكلام يكون صحيحاً لو تحدثنا عن الكنيسة باعتبارها دولة، ولكن نحن لا نعتبرها كذلك، فالكنيسة كيان روحي له محددات وأهداف"، أعلاها قيادة الناس إلي الله، وليس من أدوار الكنيسة أن تدافع عن الأقباط سياسياً أو أن تطالب بحقوقهم، وإذا كان قد حدث ذلك في توقيت وظرف سياسي معين بسبب توجه الدولة لتدين الوطن فهذا شيء في منتهي الخطورة وظرف استثنائي، ويجب ضبط مسار الدولة ونعيد المؤسسات لحجمها الطبيعي. ب تصفية المرشحين وحول معايير تصفية المرشحين للكرسي البطريركي، من 17 مرشحاً إلي 5 مرشحين فقط، قال زاخر هناك أربعة معايير هامة تستند إلي لائحة 57 والتي أسيء تفسيرها، إضافة لمعايير أخري تستند إلي الإنجيل نفسه، ولم يتطرق لها أعضاء المجمع المقدس في تصريحاتهم الإعلامية. ب أولها وفق المادة الثانية للائحة 57 أن يكون من طغمة الرهبان، لذا فالمعيار هو مدة "الرهبنة الديرية"، أي مدة مكوثه داخل أسوار الدير قبل خروجه منه، وبالرغم من تصريحات بعض آباء الكنيسة بأن الأساقفة أيضاً رهبان، لذا فيجب التقييم بناء علي مدة بقائه داخل الدير، حيث إن هناك مرشحين للبابوية قضوا داخل الدير 6 شهور فقط. ب والمعايير الأخري وضعها بولس الرسول نفسه في رسالته الأولي إلي تيموثاوس الإصحاح الثالث في العدد(1-7) وهي أن يكون أسقف بلا لوم، أي ليس محل صراع أو خصومة أو أزمة أو مشكلات مع أحد، وكذلك في العدد 3 أن يكون لا ضراب ولا طامع بالربح القبيح، بل حليم وغير مخاصم وغير محب للمال. ب ومن المعايير أيضاً التي طالب زاخر بإدراجها، والتي جاءت في العدد 4 من نفس الرسالة وهي: "أن يدبر بيته تدبيراً حسناً، وإنما إن كان لايعرف أن يدبر بيته فكيف يعتني بكنيسة الله"، وبالنسبة للمرشحين تعني أهل بيتهم وأقربائهم من الدرجة الأولي والثانية، مشيراً إلي أن أحد المرشحين لا يتمتع بهذا المعيار، وأيضاً يجب أن تكون له شهادة حسنة من الذين هم في الخارج، أي غير المسيحيين، بحيث يشهدون له حسناً، متسائلا كيف يتقدم أحد المرشحين وهو في صدام مع غير المسيحيين؟، في إشارة إلي الأنبا بيشوي وعلاقته المتوترة مع المسلمين والطوائف المسيحية الأخري. ب بينما أكد مدحت بشاي، الكاتب والناشط القبطي، وعضو تيار العلمانيين، أنه طرح علي الأنبا باخوميوس، عقب توليه منصب القائم مقام بأعمال البطريرك، فكرة تغيير اللائحة، ولكنه أبدي تخوفه من عدم القدرة علي ذلك خاصة مع التغييرات السياسية التي تشهدها البلاد. ب وقال: "لذلك نطالب المجلس الملي والمجمع المقدس بالاجتماع والضغط علي المرشحين من الأساقفة للتنازل عن ترشحهم". ب أضاف: "نحن بحاجة إلي "دم جديد" من الرهبان يعيد ذكري رجل الصلاة البابا كيرلس لأن تجربة البابا شنودة صعب تكرارها لإنه كان له كاريزما وتاريخ في العمل الكنسي، واستطاع أن يوسع الكنيسة الأرثوذكسية في كل العالم"، مشيراً إلي أن الأقباط في المرحلة الحالية يحتاجون لشخصية روحية مثقفة ولها رؤية. ب كما أشار إلي أنه إذا فشلت الجهود للضغط علي الأساقفة للتنازل فلا يوجد ما يمنع الانتظار لحين تشكيل مجلس الشعب الجديد وعرض تعديل اللائحة عليه، رافضاً ما قرره الأنبا باخوميوس بمنع البث في انتخابات البابا علي القنوات الفضائية، متسائلاً: "كيف ينتخب الشعب المرشحين إذا كان لا يعرف معظمهم؟". ب الرجولة الروحية ووضع بشاي، 12 معياراً لتصفية المرشحين للكرسي البابوي، أولها النقاء والتقوي، الإلمام بعلوم وقوانين الكنيسة، الالتزام بالتقليد الكنسي، يتمتع بشخصية تمتلك في ذهنيتها إدراك المتغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية في مصر، التواصل مع الناس، التمتع بالمرونة في تغيير ما يتطلب تغييره، ضاربا مثلا بموقف البابا شنودة عندما جاءت المطالبات بتغيير لائحة 57 ولم يتمتع بالمرونة الكافية لتغييرها. ب ومن المعايير الأخري التي طرحها بشاي، الالتزام بقوانين مجمع نيقية 325م تحديداً، التعقل والمصالحة، ولا يكمم الأفواه، وهو ما عبر عنه أحد الأساقفة بعبارة "الرجولة الروحية"، الجمع بين سمات البابوات السابقين، وأن علاقاته بالسلطة والأديان الأخري والمذاهب والطوائف المسيحية متوازنة بلا كراهية، وأن يكون وطنياً وليس سياسياً، ضارباً مثلا بموقف الأنبا باخوميوس الأخير من إصداره بياناً ضد الفيلم المسيء للرسول صلي الله عليه وسلم . ب وطالب بشاي الأساقفة المرشحين بأن يقوموا بمبادرة من أنفسهم بالانسحاب من الترشيح للبابوية لتجديد الدماء بالرهبان لتقلد البطريركية. ب وأوضح، أن الكنيسة حددت معايير بعضها حسن والآخر سيئ، مؤكداً أن معاييرها جاءت قياساً علي البابا شنودة الثالث، وكأنهم يريدون بابا تعليم مثله، مشيراً إلي أن معيار تأليف الكتب غير مجد، لأنها ليست مهمة البابا، وكل المرشحين قاموا بتأليف كتب روحية أيضاً. ب علي الجانب الآخر، رفض الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة، مطالبات العلمانيين بتعديل لائحة 57 وقال إنه لا يحق لأي أحد مهما كان أن يتحدث عن لائحة 57 الخاصة بانتخاب البابا، ولا يحق للصحافة والإعلام تناول هذه المادة ومناقشتها قبل أن يصدر المجمع المقدس حكمه فيها. ب وأكد، د.جمال أسعد، الكاتب والمفكر القبطي، أنه من أوائل المطالبين بتعديل اللائحة 57 الخاصة بقانون انتخاب بابا الكنيسة الأرثوذكسية، مبدياً أسفه علي صعوبة إتمام ذلك في الوقت الحالي قبل انتخاب البابا الجديد. ب وقال إن تعديل المادة وارد جداً في المستقبل مع الضغط في المطالبة بذلك، لاسيما أن الفكرة تلقي قبول مجموعة كبيرة من الأقباط في مصر، وأوضح أنه من الصعوبة أن يتم ذلك الآن حيث كان يتوجب التعديل في ظل وجود البابا شنودة، لكنه لم يتم، وبمجرد وفاته أصبح انتخاب البابا الجديد مقترناً بالقانون قبل تعديله وأنه سيتم علي هذا الأساس، مع إمكانية تعديله بعد انتخاب البابا الجديد من خلال المجمع العلمي المقدس. ب