استيقظت في الصباح الباكر بابتسامة تملأ الوجه الصغير, تعلم أن اليوم عرس أحد الاقارب ستلعب وترقص علي انغام الدف السوري الذي نسي دقاته من كثرة الاحزان. أخذت الصغيرة فاطمة ذات العامين تستعد للعرس, فها هو الفستان الازرق والسوار الاحمر الصغير والقليل من أحمر شفاه أمها, نعم مازالت صغيرة ولكن أمها لن تمانع فاليوم عرس. تسأل اباها ببراءة:' ما هذا الضجيج ولماذا تحلق الطائرات فوق العرس يا أبي, ما هذا الذي يتوجه صوبنا ؟' لم يجبها الأب ولم تمهله قنابل الغدر فرصة للرد. قتلت البراءة, ذبحت الرأس, اغتالت الفرحة, لطخت الفستان الازرق بحمرة الدم ولم يبق الا الجسد الصغير ليحكي قصة شعب اختار أن يعيش حرا فذبح بأيادي سفاح. إنها قصة فاطمة احمد محمود عارف مغلاج الطفلة مذبوحة الرأس التي انتشرت صورتها موخرا علي مواقع الانترنت وظلت ليومين حتي تعرف الاقارب علي جسدها. القصة يحكيها أهالي بلدة كفر عويد الذين فوجئوا بتحليق كثيف لطيران الجيش النظامي قرابة الثالثة عصر يوم الأحد الماضي والقائها مواد متفجرة قتلت علي الفور10من عائلة فاطمة منهم8 أطفال واصابت120اخرين. نعم تعودنا علي قسوة المشهد وتعودت الأعين علي مشاهدة اشلاء ضحايا سوريا كل يوم كحلقة مكررة من مسلسل مرعب نعلم جميعا نهايته, ولكن أغلظ القلوب وأشدها قسوة لا تملك إلا أن تبكي امام صورة تلك الصغيرة وتترحم علي ضمائر من يرتكبون تلك الوقائع المشينة.