لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين .. وشكيّ فى الولاياتالمتحدةالأمريكية التى سارعت باتهام إيران باستهداف ناقلتى البترول بخليج عمان الخميس الماضى لا يقل عن شكيّ فى طهران التى نفت بشكل قاطع أى علاقة لها بالحادث واتهمت واشنطن باتباع (دبلوماسية التخريب) مؤكدة أن الهجمات تقف عكس الجهود التى تبذل فى المنطقة وخارجها من أجل خفض التوتر .. ولا يقل أيضاً عن شكيّ فى إسرائيل التى ترقب وتشاهد من بعيد دون تعليق أو تعقيب وكأن الأمر لا يعنيها بينما هى صاحبة المصلحة ألكبرى فى إشعال نيران الحرب بين الأطراف المعنية !! اللعبة خطيرة جداً ومثيرة .. وأعتقد أن الخاسر الأكبر فيها سيكون دول الخليج والأمة العربية ما لم نستيقظ ونفتح أعيننا وآذاننا جيداً.. ونسترجع أحداث الماضى القريب عندما غزت العراقالكويت بإيحاء أمريكى واشتعلت نيران الحرب فى الخليج وسقط صدام حسين.. وكنا نحن الضحية بالرغم من الأفراح والليالى الملاح والانتصارات الوهمية التى تصور بعضنا أنه حققها!! دفعنا فاتورة باهظة مازلنا نعانى آثارها.. ويريدوننا أن ندفع فاتورة أخرى فادحة من أموالنا وسيادتنا ودماء أبنائنا.. جميعهم أعداؤنا.. يستكثرون علينا الخيرات التى منحنا الله إياها.. ويطمعون فى الاستيلاء عليها.. وينصبون لنا الكمائن كى نقع فيها.. وندمر أنفسنا بأنفسنا دون أن يخدش لهم جندى أو يخسروا دولاراً واحداً.. بل يجنون الثمار ويحققون الأرباح على أنقاضنا!. لا يكفى أن يقدم الجيش الأمريكى لنا تسجيلاً مصوراً يظهر الحرس الثورى الإيرانى وهو يزيل لغماً لم ينفجر من جانب إحدى ناقلتى البترول اللتين تعرضتا للهجوم وتؤيده بريطانيا ليكون طعماً جديداً لنا.. ولا يكفى أن تنفى طهران مزاعم واشنطن وتقول إنها لا صلة لها بالتفجيرات وأنها تدعم وتساند التعاون والتفاوض فى المنطقة. علينا ألا ننساق وراء تلك الألاعيب المخابراتية الدولية.. وكفانا ما أصاب منطقتنا من خراب ودمار.. وما يحاك لها من مكائد ومؤامرات!.