لن تقبل الدوحة قائمة المطالب العربية لاستئناف العلاقات معها ولن تكترث بمهلة الأيام العشرة التى حددت لتنفيذها.. لن تضحى بعلاقاتها مع طهران وأنقرة.. ولن تغلق قناة الجزيرة التى ظلت منصة دعاية للإرهابيين والجماعات المتطرفة.. ولن تقطع علاقاتها مع تنظيمات الإخوان وداعش والقاعدة وغيرها من الجماعات المتطرفة.. باختصار لن تنفذ قطر شيئا من البنود الثلاثة عشر التى تقدمت بها كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين وسلمتها الكويت للقيادة القطرية لتنفيذها كشرط لعودة العلاقات الدبلوماسية معها!! ورغم إعلان حكومة الدوحة أنها تراجع المطالب العربية انطلاقا من احترامها للأمن الإقليمى وأنه سيكون هناك رد رسمى من وزارة خارجيتها.. إلا أننا لا نظن أن هذا الرد سيكون إيجابيا.. ليس فقط لأن القيادة القطرية وصفت مبكرا المطالب العربية بأنها بغير معقولة وغير قابلة للتنفيذ.. ولكن أيضا لأنها لم تحترم مبدأ السرية والمسار الدبلوماسى الطبيعى الذى كان يجب أن تسير فيه الوساطة الكويتية وتعمدت تسريب جميع البنود.. الأمر الذى يعنى استخفافها بالأزمة ويعكس عمق المعضلة بينها وبين الأطراف العربية التى ترى أنها يمكن أن تتحول إلى طلاق مع الدوحة!! لقد وصف وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية أنور قرقاش تسريب الدوحة للمطالب العربية بأنها بمراهقة قطرية معتادةا وقال إن هدفه هو إفشال الوساطة , مؤكدا وجود أزمة ثقة حقيقية مع قطر، وأن ما كان مقبولا منها قبل سنوات لم يعد كذلك الآن، وانه إذا لم تتم الاستجابة للمطالب العربية فإن قطر ستعزل عن محيطها الطبيعي. ولا شك أن ما يحاك لنا فى الكواليس الدولية وما يجرى فى منطقتنا العربية هو خطر وخسارة لنا جميعا.. ولكن المؤكد أن الخطر الأكبر والخسارة الأعظم ستكون للقادة القطريين ما لم يستفيقوا سريعا ويعيدوا حساباتهم جيدا.. ولا نظن أنهم فاعلون!! [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوي;