لست سعيداً بالمظاهرات التى اجتاحت إيران خلال اليومين الماضيين والتى لا أظنها ستنحصر فى الأيام المقبلة بل ستزداد سوءا وتمدداً واشتعالاً فى شتى مدنها وأرجائها .. لا أشعر بفرحة أوشماتة لأن قادة طهران يذوقون من نفس الكأس الذى تجرعناه فى أعقاب ثورة يناير وما تبعها ,ويسوقون لنا نفس الأسباب والمبررات التى كنا نرددها بأن قتل المتظاهرين لم يأت من قبل قوات الشرطة التى لم تطلق - على حد قولهم - أى أعيرة نارية وأنه توجد أدلة على وجود عناصر أجنبية وجماعات تكفيرية وراء عمليات القتل والتخريب .. نفس السيناريو ونفس الأحداث والملابسات .. ولكن الفرق أن قادة إيران فرحوا وهللوا لأحداث التخريب التى وقعت فى مصر وسعوا لتعميقها ورددوا أن المصريين يسعون لاستنساخ ثورتهم الدينية التى حاولوا تصديرها لنا وللدول المجاورة .. ولم يخطر ببالهم لحظة أنهم سيواجهون نفس الموقف ويشربون من نفس الكأس وفى نفس شهر يناير ولكن عام 2018 !! وربما يرجع عدم سعادتى أيضا إلى هذا الارتياح الشديد والتأييد العلنى الذى أبدته كل من واشنطن وإسرائيل لما يجرى على الساحة الإيرانية .. فالمتتبع للأحداث يلحظ أن الرئيس ترامب ساند الانتفاضة الإيرانية علناً, وندد باعتقال المتظاهرين وطالب قادة طهران باحترام حقوق شعبها وحق تعبيرهم عن أنفسهم!! والسؤال الذى يفرض نفسه هنا هو : لماذا تشهد كل دول المنطقة هذا التمزق والحروب والإرهاب والقتل والتخريب فيما عدا إسرائيل التى تزداد نشوةً وانتعاشاً وهى تشهد عشرات آلاف المسلمين يقتلون بعضهم بعضا بينما هى تقيم الإحتفالات بمناسبة اعتراف حليفها الشيطانى بالقدس عاصمة لها وتجتذب كل يوم مزيداً من الدول التى تدرس نقل سفارتها إليها رغم قرارات الأممالمتحدة ضد قرار أمريكا المنفرد ؟!! ما يحدث فى المنطقة ليس من قبيل المصادفة.. وإنما هو بفعل شيطان ماكر .. يعمل بتخطيط ودأب وصبر ودهاء لتمزيق كل دولنا وفى مقدمتها مصر .. كى تبقى إسرائيل وحدها سيدة المنطقة .. حمى الله بلدنا من كيد الماكرين وغدر الحاقدين . [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى