تتطوع بعض وسائل الإعلام الرسمية فى الدول النامية بالمبالغة وأحيانا الكذب وتحريف الوقائع والأحداث من أجل إرضاء الزعماء ونفاق الرؤساء على حساب الحقائق وصحيح الأنباء .. وغالبا ما يأتى هذا السلوك المشين بنتائج عكسية يسبب حرجا للقادة وربما أزمات بين الدول قد يصعب تداركها ! ومن بين هذه السلوكيات المعيبة ما لجأت إليه وكالة الأنباء الإيرانية «تسنيم» الجمعة الماضى التى نقلت عن الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى خلال استقباله وزير الثقافة الإيرانى رضا صالحى أميرى قوله :إن إيران هى الأمل الوحيد للوقوف بوجه الكيان الإسرائيلى معربا عن أمله فى أن تقف جميع الدول العربية والإسلامية إلى جانب طهران فى هذه المواجهة »!! إلا أن الناطق الرسمى باسم الرئاسة التونسية سرعان ما كذب الوكالة الإيرانية نافيا أن يكون الرئيس السبسى قد أشاد بالدور الإيرانى ومؤكدا أن ذلك لا يمت إلى الحقيقة بصلة ,ومشيرا إلى أن لقاء الرئيس التونسى مع المسئول الإيرانى - الذى يقوم بزيارة تونس لمواكبة المشاركة الإيرانية فى فعاليات معرض تونس الدولى للكتاب - قد تناول علاقات التعاون بين البلدين وأهمية أن تستفيد إيران من فك العزلة الدولية التى كانت مفروضة عليها لعقود ,وأن الاجتماع دعا طهران إلى «التفاعل إيجابيا والانفتاح على محيطها الإقليمى وتحسين علاقاتها بدول الجوار وتوخى الحوار للمساعدة على التوصل لحلول سلمية للنزاعات القائمة خاصة فى سوريا واليمن من أجل تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة ومواجهة مختلف التحديات وفى صدارتها مجابهة التطرف والإرهاب»!! الشعوب تحترم الإعلام الصادق المحايد الموضوعى الذى يحرص على نقل الحقائق على الأقل فى الأخبار والتصريحات - كما هى شفافة واضحة صادقة دون تحريف أو تزييف أو تزويق ,وله أن يعلق عليها كما يريد فى المقالات والتحليلات على عهدة ومسئولية الكاتب مادام ذلك مصحوبا برؤية وأدلة وأسانيد .. أما أن نلجأ إلى المبالغة وتزييف الحقائق فهو اسلوب غير مهنى وغير أخلاقى ويكشف عن جهل وضعف وعجز الصحفى ورئيس التحرير !!. [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى