وسط مخاوف دولية من حرب شبه علنية بين طهران والغرب في مضيق هرمز الاستراتيجي, حذرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أمس من أن إيران تعكف حاليا علي وضع خطط لتعطيل حركة تجارة البترول العالمية. , وأن تلك الخطط تشمل الهجوم علي منصات البترول وناقلاته, وذلك كرد علي العقوبات الدولية العنيفة التي تخضع لها في الوقت الراهن. وأكدت الصحيفة- نقلا عن وثائق مخابراتية أمريكية سرية- أن المعلومات الجديدة ترجح أن تشمل خطط إيران استهداف منشآت البترول داخل وخارج منطقة الخليج حتي في حالة عدم نشوب نزاع عسكري صريح بينها وبين الغرب, مشيرة إلي أن هذه الاستنتاجات تأتي نتيجة مراقبة دقيقة لطهران للتعرف علي ردود أفعالها تجاه حزمة العقوبات الدولية التي فرضت عليها. وأكدت وول ستريت جورنال أن إيران لها سابقة بشأن مسألة تعطيل حركة تجارة البترول العالمية وذلك في أثناء حرب الخليج الأولي مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي, حيث كشفت بعض الدوريات الأمريكية في الخليج عام1987 أن طهران عملت علي تلغيم مياه الخليج لإعاقة سفن الحرب العراقية وتعطيل صادرات البترول العربية. وأوضحت الصحيفة أنه في الوقت الذي حذرت فيه وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون طهران مرارا بشأن تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز بوصفه معبرا حيويا لتجارة البترول, فإن المسئولين الأمريكيين يعتقدون أن نظراءهم في إيران يدركون تماما أن عرقلة الحركة في المضيق قد يدفع واشنطن لمهاجمة القوات الإيرانية في المنطقة, بينما يعتقد المسئولون الأمريكيون أنفسهم أن إيران قد تفلت من رد الفعل المباشر لإغلاقها المضيق عن طريق استهدافها لبعض المنشآت البترولية حول العالم بما فيها تلك الموجودة بمنطقة الخليج, وذلك عن طريق قواتها الخاصة أو الاستعانة بحلفائها في الشرق الأوسط. ونقلت الصحيفة- في هذا السياق- عن مسئول بارز في البنتاجون قوله إن ما تخطط له إيران هو أمر صعب التوقع, وهو ما يبرر- إلي جانب المعلومات المخابراتية الجديدة- استمرار تركيز المسئولين العسكريين علي الملف الإيراني والنظر إليه بوصفه الملف الأكثر خطورة علي الأمن القومي الأمريكي في الشرق الأوسط.