هزت الدموع التى ملأت عينى تيريزا ماى رئيسة وزراء بريطانيا وهى تعلن استقالتها أمام مقر رئاسة الحكومة الجمعة الماضى أفئدة بعض البسطاء من البريطانيين، والذين تابعوا المشهد المثير فى مختلف أنحاء العالم.. ولكن السياسة لا تعرف الدموع ولا العواطف ولا تهمها كثيراً القيم والمبادئ ولكنها تعترف فقط بالنتائج والنجاحات التى تحققت على الأرض فى مختلف المجالات. ولذلك لم تكد ماى تعلن نبأ الاستقالة وفشلها فى تنسيق اتفاق لخروج بلادها من الاتحاد الأوروبى حتى انهالت عليها التعليقات الساخرة التى تقلل من دورها وتشكك فى كفاءتها وتتهمها بأنها أسوأ رئيس وزراء فى تاريخ بريطانيا منذ عام 1775. لم تشفع للسيدة دموعها الساخنة ولا كلماتها المؤثرة التى قالت فيها إنها تشعر بندم عميق سيلازمها لأنها لم تنجز الخروج من الاتحاد الأوروبى (البريكست) وإنه شرف لها أن تخدم فى منصبها ثلاثة أعوام ،وأنها رئيسة الوزراء الثانية ولكن بالتأكيد ليست الأخيرة.. كل المشاعر تبخرت بمجرد إعلان نبأ الاستقالة.. وبدأ التنافس على من سيخلفها فى منصبها.. بل واستكثروا عليها تعاطف بعض المواطنين معها حتى أن كاتبا بريطانيا نشر بصحيفة الميرور مقالاً تحت عنوان (لا تبكوا على ماي.. ضحاياها يستحقون دموعكم) دعا فيه إلى عدم البكاء من أجل ماى وإنما من أجل الأعداد المتزايدة من الفقراء الذين اضطروا إلى الاعتماد فى غذائهم على صدقات بنك الطعام، والمرضى الذين يتألمون على قوائم خدمة الصحة الوطنية الطويلة، والضحايا الذين تعرّضوا للسطو أو الطعن بعد أنْ سرَّحتْ ماى 20 ألفا من رجال الشرطة. سوف ترحل ماي.. وسيأتى بعدها أحد الطامحين أو الطامعين فى شغل مقعدها.. ولكن هل سينجح فيما فشلت المسكينة ماي.. أشك كثيراً.. فالحمل كبير والعبء ثقيل وأهمه التعامل مع تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى قبل نهاية شهر أكتوبر المقبل.. وهو الأمر الذى فشلت فيه حكومة عمرها ثلاثة أعوام.. فكيف ستتعامل معه حكومة جديدة ليس أمامها سوى مهلة بضعة شهور!. [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى