أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى استقالتها من منصبها أمس،اعتبارا من السابع من يونيو المقبل، موضحة أنها ستبقى رئيسة وزراء لتصريف الأعمال حتى انتخاب خليفة لها. وقالت ماى فى كلمة أمام »10 دواننج ستريت« بعد مشاورات مع رئيس حزب المحافظين برنارد لويس: »سأستقيل من منصبى كزعيمة للحزب يوم الجمعة الموافق 7 يونيو«. وأضافت »من المفترض أن تبدأ عملية انتخاب قيادة جديدة فى الأسبوع التالي«، الذى يبدأ 10 يونيو المقبل. وقالت ماى وقد غلبتها الدموع: »قدمت كل ما يمكننى فعله لإقناع أعضاء البرلمان بقبول صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وللأسف لم أتمكن من ذلك، وأصبح واضحا لى أنه وللمصلحة العليا لبلادنا يتوجب على رئيس وزراء جديد قيادة هذه الجهود«. وتابعت ماى أن »عدم قدرتى على إتمام البريكست أمر مؤسف للغاية بالنسبة لى وسيكون كذلك على الدوام«. وفور استقالتها غادرت ماى مقر رئاسة الوزراء إلى منزلها لتمضية عطلة للحكومة والبرلمان تستمر أسبوعا. وعلى الفور، أعلن حزب المحافظين فى بيان أن رئيس الوزراء البريطانى الذى سيخلف تيريزا ماى سيعين قبل بدء العطلة البرلمانية فى 20 يوليو. وسيجرى حزب المحافظين الذى يتولى رئيسه عادة رئاسة الحكومة، سلسلة عمليات اقتراع لنواب الحزب لتحديد مرشحين اثنين يتم عرض اسميهما لاحقا على تصويت أعضاء الحزب. وأبرز المنافسين لخلافة ماى فى منصبها هم بوريس جونسون، الذى قدم استقالته من حكومة ماى بعد معارضته للخطة التى قدمتها للخروج من الاتحاد الأوروبي، ودومنيك راب وزير البريكست السابق، ومايكل جوف وزير البيئة، وجيرمى هانت وزير الخارجية، واندريا ليدسوم زعيمة حزب المحافظين فى مجلس العموم والتى استقالت من منصبها أمس الأول. الوزراء الأقرب للمنافسة بعد خروج ماى وانهالت ردود الأفعال المحلية والدولية بعد استقالة ماي. وأعرب عدد كبير من وزراء الحكومة البريطانية من بينهم وزير الخارجية جيرمى هانت، ووزيرة الدفاع بينى موردنت، ووزير التعاون الدولى ليام فوكس، ووزير الداخلية ساجد جاويد، ووزيرة العمل والمعاشات امبر راد، عن شكرهم لماى على الطريقة التى أدارت بها الحكومة خلال الفترة الماضية وخدماتها للبلاد ولحزب المحافظين على مدى العقود الماضية. كما شكرها معارضوها فى الحزب مثل بوريس جونسون وزير الخارجية السابق، وجاكوب ريس موج. لكن زعيم حزب العمال المعارض، جيرمى كوربن، قال،فى بيان، إن قرار ماى بالاستقالة هو القرار الصحيح، موضحا أن حزب المحافظين »فشل فى التصدى لأى من المشاكل الكبرى التى تواجه البلاد«، داعياً إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة. وأعرب عدد من المسئولين الأوروبيين عن شكرهم لماي. وقالت مصادر أوروبية فى بروكسل إن »اتفاقية البريكست ما زالت على الطاولة«. ودوليا، قال مسئول فى قصر الإليزيه إن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مستعد للعمل مع رئيس وزراء بريطانيا الجديد بشأن جميع القضايا الأوروبية والثنائية بعد استقالة ماي، لكنه يريد الوضوح بشأن مقاربة بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي. وفى روسيا، أعلن الكرملين أن رئاسة تيريزا ماى للحكومة البريطانية »كانت فترة صعبة جدا« فى العلاقات الثنائية بين البلدين. وفى أوروبا، أعلنت المفوضية الأوروبية أن استقالة ماى »لا تغير شيئا« فى موقف الدول ال27 الأعضاء بشأن الاتفاق المبرم حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومن جانبها، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن احترامها لقرار ماى بالاستقالة.