استوقفتنى قصة كنت قرأتها منذ أيام مستوحاة من حكايات الشعوب تقول إن أحد السلاطين القدماء كان لديه مستشار معروف عنه «الطيبة»، وذات يوم اصيب هذا الحاكم بقطع اصبع يده فالتف حوله الجميع «يطبلون» له كالعادة، ولكن المستشار الطيب لم يقل له سوى جملته التى اعتاد عليها: «خير إن شاء الله» .فما ان سمعه الحاكم حتى غضب منه وصرخ فى وجهه، أى خير فى قطع «أصبعى»؟ وحكم عليه بالسجن فسحبه الحراس وهو يردد: خير إن شاء الله, فقال له الحاكم: اى خير وأنت ذاهب الى السجن. وبعد فترة جاء موسم الصيد، فذهب الحاكم إلى الغابة لصيد الغزلان كالعادة وكان يحرص دائماً على أن يدخل معه الغابة مستشاره فقط ونظراً لأنه مسجون اضطر أن يدخل الغابة بمفرده وظل يجرى وراء الغزلان الى أن وقع اسيراً لدى قبيلة متوحشة وبدأ أفراد القبيلة فى تجهيزه ليحرقوه قربانا لآلهتهم، وفجأة قرروا الإفراج عنه، فتعجب وقال: هل هذه خدعة لتقتلونى أثناء هروبى؟ فقالوا له إنهم اكتشفوا أن أصبعه مقطوع وهذا لا يناسب الآلهة التى يقدمون لها القربان بلا عيب ولا نقص.. فعاد الحاكم وهو يركض ويبكى ويردد: «خير إن شاء الله»، متذكرا كلام مستشاره الطيب وكيف أنه كان على صواب حينما قال إن قطع أصبعه فيه الخير له، وبالفعل ذهب إليه مباشرة فى السجن وأخرجه واعتذر له وقال له معك حق فقد أنقذنى الله من الموت بسبب قطع أصبعي. ولكن أى خير فى دخولك السجن؟ قال: يا مولاي.. انا أرافقك وحدى دائما فى الغابة فإن لم أكن فى السجن كنت ذهبت معك ووقعت فى الأسر أيضاً وبالطبع سيطلقون سراحك ولكن سيقدموننى قربانا لأن أصابعى سليمة. هكذا يكون حسن الظن بالله ..وهكذا يكون اليقين بالله.. فليتنا ندرك أن كل «سوء» قد يكون وراءه «خير» لا نعلمه. وليتنا نردد دائماً: «خير إن شاء الله», فى كل الأحوال. [email protected] لمزيد من مقالات أشرف مفيد