البحيرة تامر عبدالرءوف لوادر وجرارات تمتد في طوابير طويلة تقودها مافيا الرمال.. التي تسرق ثروات الوطن في وضح النهار.. ومخالفات اخري كثيرة باتت امرا عاديا حولت أكثر من650 فدانا كانت مخصصة لإنشاء مدينة سكنية بمدينة رشيد بمحافظة البحيرة الي بركة من المياه بعمق4 أمتار ويهدد هذا التجريف المتواصل للرمال أعمال حماية شاطيء رشيد التي تنفذها الدولة بمئات الملايين من الجنيهات. ولم تتوقف خطورة التجريف عند هذا الحد بل لها مخاطر صحية كبيرة, حيث تحتوي الرمال السوداء التي يتم تجريفها وبيعها لمصانع الطوب علي عناصر مشعة كما أن مدينة رشيد تعد من أخطر المواقع علي ساحل البحر المتوسط تعرضا للغرق في حال ارتفاع منسوب مياه البحر خلال السنوات المقبلة. نعيش في مأساة حقيقية تهدد حياتنا وبلادنا بهذه العبارة بدأ معاذ السيسي أحد أبناء مدينة رشيد حديثة قائلا: هذه الارض تبلغ مساحتها ألف فدان كانت مخصصة مدينة سكنية للأسف الشديد لم تستغل مما جعلها عرضة لاعمال التجريف والسرقة والتي بدأت قبل الثورة, خلال فترة الليل ومع الإنفلات الأمني أصبحت تتم في وضح النهار, حيث أحضر البعض العشرات من اللوادر والجرارات الزراعية وسيارات النقل الثقيل وقاموا, بتجريف الكثبان الرملية بل حفر التربة حتي عمق4.3 متر مما جعل المياه السطحية تغمر المنطقة وتحولها الي بركة مياه ويكشف عن الجريمة أصبحت تجارة رائجة حتي أن بعض المواطنين قاموا بشراء جرارات زراعية واحضروها للعمل في المنطقة وسرقة الرمال ليسددوا ثمنها خلال شهرين فقط, ويؤكد أنه إلتقي برفقة عدد من كبار أهالي المدينة التقوا بعضا ممن يقومون بسرقة الرمال, ليذكروهم بحرمة إفساد الأرض وخطر جريمتهم علي المدينة وبالفعل استجاب البعض بينما لايزال آخرون يسرقون الرمال. ويشير المهندس عبدالفتاح عبدالرازق أحد أبناء المدينة الي ان سرقة الرمال ستتواصل مادام الطلب عليها مستمرا بطريقة غير عادية, حيث يحتاجها بشدة مزارعو حوض الرمال1 و2 والتي تعاني ارتفاعا كبيرا في منسوب المياه الجوفية, ونظرا لموقعها القريب من شاطيء البحر وعدم استكمال مشروع الصرف المغطي ومحطة طابية العبد بها, هاجمت المياه جذور الزراعات السطحية, وأشجار الموالح والفاكهة وأصابتها بالعفن مما جعل الأشجار تذبل تدريجيا وتتساقط أوراقها وثمارها أمام أعين المزارعين الذين كان التجار يتنافسون علي شراء محصولهم بجودته العالية وصلاحيته للتصدير الخارجي, مما الحق بهم خسائر شديدة. وامام المشكلة لجأ المزارعون الي حل مؤقت عن طريق نقل آلاف الامتار من الرمال الي حقولهم لتعلية سطح التربة للهرب من المياه الجوفية. ويضيف أن المزارعين كانوا يضطرون قديما الي الاستغناء عن3 قراريط او اكثر وحفرها لتعلية بقية مساحة الحقل بنواتج الحفر من الرمال لكن مع قيام مافيا الرمال بتجريف أرض المدينة السكنية اصبح الأمر اوفر عليها حيث يبلغ ثمن المقطورة الواحدة نحو مائة جنيه, ونحو250 الي300 جنيه لحمولة النقل الثقيل, من جانبة, اوضح الدكتور احمد البوصيلي الاستاذ بكلية العلوم ونقيب العلميين بالاسكندرية سابقا ان الرمال السوداء موجودة بشاطيء رشيد والبرلس بكفر الشيخ وتعد ذات اهمية اقتصادية كبيرة لاحتوائها علي معادن مثل التيتانيوم والزركون وغيرهما فضلا عن رواسب الذهب وبعض العناصر المشعة الاخري والتي تدخل في العديد من الصناعات المهمة, ومن ثم تحرص العديد من الدول علي الاستفادة منها, ويشير الي سابقة إنشاء شركة الرمال السوداء المصرية في الستينيات والتي تقوم بأعمال استخلاص هذه المعادن للاستفادة منها لكن المشروع تعثر كما يشير الدكتور البوصيلي الي خطورة قيام البعض باستغلال هذه الرمال في مواد البناء وتصنيع الطوب لكونها تحتوي علي مواد مشعة تمثل خطرا علي صحة المواطنين الي جانب وجود خامات للحديد بالرمال مما يعرض المونة للاكسدة والصدأ السريع. ويؤكد المهندس عبدالمنعم الصفتي وكيل فرع الهيئة العامة لحماية الشواطيء بالاسكندرية, ان المنطقة شمال خط طريق البترول تعرضت لاعمال تجريف وسرقة للرمال مما دفع الهيئة الي تحرير العديد من المحاضر.