ظاهرة خطيرة تتعرض لها المناطق الشمالية بمحافظة كفر الشيخ, وهي سرقة الرمال والتلال الرملية عن طريق عصابات ومافيا منظمة تستخدم العديد من الوسائل لسرقة هذه الرمال والتي تتحدي القانون وجميع أجهزة الدولة. مما يتسبب في غرق أراضي الدلتا والمنازل واتلاف الطرق ويحدث ذلك في وضح النهار ويتم تحميله باستخدام لوادر عملاقة علي سيارات نقل من تلال البرلس والجبال التي تعد حماية طبيعية لمناطق البرلس من الغرق, حيث يتم سرقة الرمال من مناطق الشيخ مبارك وأبو سليمان والشهابية وظهير مصيف بلطيم وغيرها من المناطق علي امتداد شواطئ البرلس وتلاله الرملية سواء غرب وشرق وشمال مصيف بلطيم بالمناطق الواقعة علي الطريق الدولي الساحلي والواقعة شمال الطريق وجنوبه. كما تم تجريف الأرض مما أسهم في انخفاض مستوي التربة بهذه المناطق بشكل كبير وتعرضها للغرق في أي وقت وهو ماسيؤدي إلي خسائر فادحة في الأرواح والأموال والمنازل والممتلكات بأكثر من15 قرية ومصيف بلطيم والمناطق المحيطة بها بسبب قلة منعدمة الضمير لايهمها إلا المكسب السريع من سرقة والاتجار في الرمال علي حساب الصالح العام لأبناء المناطق الشمالية بالمحافظة التي أصبحت معرضة بالفعل للغرق خلال فصول الشتاء المقبل, كما حدث من قبل ولكن المرات المقبل ستكون أخطر من أي مرات سابقة, وستكون الخسائر فادحة في كل شئ خاصة في ظل إصرار أعضاء مافيا الرمال حيث تحقق لهم هذه التجارة مكاسب أكبر وذلك يجب علي أجهزة الدولة التحرك بسرعة لإنقاذ مايمكن إنقاذه لأن هذه القضية قضية أمن قومي وليست مجرد قضية سرقة رمال لأن المناطق الشمالية بالمحافظة أصبح فيها الآن استثمارات بمليارات الجنيهات وأصبح هناك العديد من القري التي يقيم فيها السكان ولم تعد مناطق صحراء جرداء لا زرع فيها ولاماء, ويجب علي المحافظ ومجلس الوزراء الجديد سرعة إنقاذ هذه المنطقة من الغرق ومكافحة مافيا الرمال بكل قوة وشدة وتعيين الخدمات الأمنية علي المناطق التي يتم سرقة الرمال منها لمنع هذه التجارة. يقول يوسف يونس أبوزيد من أبناء قرية الشيخ مبارك أن مافيا سرقة الرمال لاتجد من يوقف جرائمها حيث يتم سرقة الرمال من تلال البرلس بمناطق الشيخ مبارك وأبو سليمان والشهابية وظهير مصيف بلطيم الصحراوي في تحد صارخ للقانون وفشل أبناء هذه المناطق في التصدي لهؤلاء المافيا خاصة أنهم يقومون باستئجار العديد من البلطجية والخارجين علي القانون لحماية هذه التجارة بالسلاح خلال عمليات قيام اللوادر العملاقة بتحميل سيارات النقل بالرمال من التلال ونقلها إلي العديد من المناطق بالمحافظات الأخري علي حساب أبناء المنطقة لأن هذه المناطق قد أصبحت معرضة للغرق في أي لحظة أضاف بأنه قد سبق أن تقدمنا بالعديد من الشكاوي إلي الحاكم العسكري ومحافظ كفر الشيخ ورئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة بلطيم وأجهزة الأمن والبيئة وحماية الشواطئ وجميع الجهات ولم يقم أحد بالقضاء علي هذه الظاهرة الخطيرة, حيث يتم تشكيل حملات كل عدة أيام بعد شكوي الأهالي وهو إجراء روتيني فقط بدون ضبط أي لوادر أو سيارات ومصادرتها حتي تكون عبرة لباقي أعضاء هذه المافيا للقضاء علي هذه التجارة المخالفة التي ستؤدي إلي غرق البرلس لا محالة. وأضاف إبراهيم سنيور من أبناء البرلس أن أبناء قريتي مرتضي وبلوش قد قاموا بمواجهة أعضاء المافيا والتصدي لهم ومنعهم من نقل وسرقة الرمال من التلال المجاورة للقريتين خلال الفترة الماضية وذلك بعد نشوب العديد من المشاجرات والمشكلات بين أعضاء المافيا وأبناء القريتين ونطالب المهندس أحمد زكي عابدين محافظ كفر الشيخ وأجهزة الأمن بسرعة التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ويؤكد محمد الأجرود المحامي الشهير ببلطيم نائب رئيس لجنة الوفد العامة بكفر الشيخ أن أعضاء هذه التجارة لايهمهم إلا المكسب فقط دون النظر إلي المشكلات العديدة التي سيؤدي لها نقل الرمال من هذه المناطق. من جانبه أكد الدكتور عبد الله علام وكيل كلية الآداب بجامعة كفر الشيخ لخدمة المجتمع وتنمية البيئة أستاذ الجيولوجيا بالجامعة أن ظاهرة سرقة الرمال من تلال البرلس تساعد علي عملية النحت البحري للمكان الذي يتم نقل الرمال منه وتؤدي إلي عدم تماسك الشاطئ وضعف هذه المناطق مما يؤدي إلي توغل مياه البحر وغرق بعض المناطق كما حدث منذ عامين وتعرضت بعض القري للغرق خلال النوات في الشتاء, أضاف أن الرمال والكثبان الرملية تؤدي إلي تماسك الشواطئ ورفع هذه الرمال وسرقة الرمال مع النحت في حالة المد والجزر لمياه المتوسط يمكن أن تتسبب في انهيار الطريق الدولي وهبوط الأرض وقد تتعرض العديد من المناطق للغرق إذا استمرت عملية تجريف الشواطئ وتقل الرمال من الكثبان الطبيعية, كما يحدث حاليا في المناطق الشمالية بالمحافظة. وأشار علام إلي الأهمية القصوي للرمال والتلال الموجودة علي شاطئ البحر المتوسط وأن رفعها يعد كارثة بيئية لايمكن حلها ويؤدي استمرارها إلي العديد من المشاكل للمناطق الشمالية بالمحافظة وغمر المياه للعديد من القري والأمر يحتاج إلي سرعة التحرك لوقف الرمال من هذه المنطقة. وقد أوضح المسئولون بجهاز شئون البيئة أن هذه الظاهرة تعد من أخطر المشكلات التي تؤدي إلي اختلال طبيعة التربة بالمناطق الشمالية بالمحافظة وقد سبق أن تقدم الجهاز بالعديد من المذكرات إلي مختلف الجهات علي مستوي المحافظة وكان من نتائجها صدور قرار من المهندس أحمد زكي عابدين بمنع نقل الرمال من المناطق الشمالية بالمحافظة وتكليف جميع الأجهزة من الأمن والوحدات المحلية بمراقبة ذلك ولكن بعد ثورة25 يناير وفي ظل ضعف الاشراف والانفلات الأمني قامت مافيا الرمال بتكثيف عمليات سرقة الرمال من المناطق الشمالية مما يمثل خطرا شديدا علي هذه المناطق.