* الركاب: عربات متهالكة ومواعيد غير منتظمة ومضايقات للفتيات بعد عشرة أيام من إعلان الهيئة القومية لسكك حديد مصر تطبيق غرامات ركوب القطار دون تذاكر ووضع ضوابط لبعض السلوكيات الخاطئة قامت «الأهرام» بجولة فى قطار أبو قير فوجدت أن المشهد قد اختلف عن السابق، فظهر الانضباط واضحاً مما ينبئ بعهد جديد على الرغم من بعض المشكلات التى لا تزال مستمرة وتحتاج مزيدا من الجهد والتطوير. انطلقت الرحلة من «محطة مصر» بوسط مدينة الاسكندرية، وكانت البداية مع زحام الركاب على منافذ بيع التذاكر هربًا من الغرامة، ومع وصول القطار الذى يظهر بوضوح تهالك عرباته وقدمها، هرع العمال إلى القطار لتنظيفه فى دقائق معدودة لا تتخطى العشر، ثم انطلق من جديد فى سرعة لم يعتدها الركاب منذ سنوات طويلة. وبتوقف القطار بمحطة تلو الأخرى بدأ الزحام فى الازدياد، ولم يجد الشباب والطلاب مساحةً للوقوف سوى عند حافة الأبواب التى يبدو أنها لا تغلق منذ سنوات ، دون الاكتراث لاحتمالية سقوطهم ، هذا الزحام دفع كبار السن إلى الشكوى من قلة المقاعد، والفتيات إلى الشكوى من المضايقات التى يتعرضن لها، ومع النزول من العربة تفاجأ باستمرار مشهد «تسطيح» الأطفال والشباب على ظهر القطار وعلى عربة الجرار، على الرغم من محاولات الشرطة ضبط المخالفين. مشاهد تدفع للتساؤل عما إذا كانت مشاكل «قطار الغلابة» نتيجة تقصير الحكومة ممثلة فى وزارة النقل أم تنم عن سلوكيات المواطنين؟ يقول تامر عبد المجيد، موظف، إنه اعتاد استقلال القطار منذ سنوات طويلة، حيث إنه يعتبره الوسيلة الأسرع والتى توفر له الوقت بدلاً من الزحام المرورى ، خاصة فى فصل الصيف وظهور المصيفين، مشيرًا إلى أنه يفضله على الرغم من الوضع السيئ الذى أصبحت عليه عرباته المتهالكة والتى تحتاج إلى صيانة مما يتسبب فى وقوع حوادث متكررة. وفى المحطة الثالثة «سيدى جابر» استقلت مجموعة من طالبات مدرسة مصطفى كامل العسكرية القطار، وأكدن انهن يستقللنه بصورة يومية ، فأصبحن على دراية كاملة بمشاكله. وقالت الطالبة هاجر عماد؛ بالصف الثانى الثانوي، إن عدم انتظام مواعيد القطار يجعلها مزدحمة بالركاب، وفى بعض الأحيان يتعرضن للمضايقات نتيجة عدم وجود عربات مخصصة للسيدات. وتؤكد الطالبة سلمى علي، طالبة بالصف الأول أن الاهتمام بنظافة القطار فى الآونة الأخيرة أصبح ملحوظًا، إلا أن بعض المشاكل مازالت قائمة منها عدم غلق الأبواب بشكل دائم. من جانبه، يؤكد المهندس جمال سعد، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة غرب الدلتا لهيئة السكك الحديدية، أن الغرامات أسهمت فى تحسن الوضع بقطار أبوقير، عقب التزام الركاب بنسبة 90%، موضحًا أن بعض السلوكيات الخاطئة من الركاب مازالت قائمة من بينها التسطيح، ولكن مع جهود الشرطة من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تراجع هذه السلوكيات. ويضيف سعد ان استمرار سير عربات القطار بهذه الكفاءة رغم أن عمرها يتعدى الخمسة وثلاثين عامًا، يكشف حجم الجهد الذى يبذله قطاع الصيانة الذى يقوم بصيانة دورية للعربات والجرارات والإشارات بشكل منتظم، قائلاً «طراز العربات يشكل عبئًا على الصيانة». ويشدد سعد على ان الإسكندرية فى حاجة إلى قطار بمستوى مترو الأنفاق فى القاهرة، وهو ما تقوم به الوزارة فى الوقت الراهن وفقًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى ، مشيرًا إلى أن القطار يخدم أكبر كتلة سكنية فى منطقة شرق المدينة، إذ يجمع أحياء وسط وشرق والمنتزه أول والمنتزه ثان. ويوضح سعد ان القطار ينقل ما يزيد على 100 ألف مواطن يوميًا خلال 100 رحلة، بطول اثنين وعشرين كيلو مترا، وست عشرة محطة توقف، بمعدل انطلاق قطار كل عشرين دقيقة مع زيادة عدد القطارات فى أوقات الذروة لاستيعاب زيادة عدد الركاب، لافتًا إلى أن سعر التذكرة جنيه واحد فقط وفى حال استقلاله رحلتى ذهاب وعودة تكون قيمة التذكرة جنيها ونصف الجنيه فقط. ويضيف: «يعد هذا أرخص سعر لوسيلة انتقال فى المدينة عقب الترام ، ومع هذا تعمل الهيئة على تطوير الخدمة واضعة نصب أعينها مصلحة المواطن البسيط». وعن أسباب تأخر مواعيد انطلاق القطارات، يشير سعد إلى أن الهيئة تعانى بعض السلوكيات الخاطئة من بينها صعود بعض المواطنين على سقف القطار أو عربة الجرار، مما يعرضهم للسقوط وبالتالى توقف القطار وتأخره، مضيفًا أن 50% من ركاب القطار كانوا يتهربون من قطع التذكرة بالإضافة لعزوف المواطنين عن استخدام كوبرى المشاة وإقدامهم على كسر أسوار المحطات وهو ما يعرضهم للخطر ولا يجد السائقون سبيلاً سوى التوقف. جدير بالذكر أن الدكتور عبد العزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية كان قد أعلن فى وقت سابق، انه سيتم البدء فى تنفيذ مشروع المونوريل بالتعاون بين المحافظة والمنطقة الشمالية العسكرية وجامعة الإسكندرية ووزارة النقل، وقد تم إعداد الدراسة للمشروع ليشمل 4 خطوط، ومن المقترح البدء فى إنشاء خطين بطول 37 كيلو مترا ومدة تنفيذ 3 سنوات وتكلفة نحو 17 مليار جنيه، وذلك بمسار قطار أبى قير محطة مصر، ومسار خط ترام الرمل من فيكتوريا إلى رأس التين كما أن الخطين الثالث والرابع من المقرر أن يكونا بطول 101 كم ويخدمان مناطق مختلفة مثل الرأس السوداء وشارع مصطفى كامل وابيس وسموحة والمكس والساحل الشمالى والعجمى وبرج العرب، ليصبح إجمالى طول خطوط المونوريل الأربعة 138 كيلو مترا.