ما أعظم الوفاء وما أحوجنا إلى استعادة سنة تكريم عظماء الوطن الراحلين ممن أسهموا فى كتابة الصفحات المضيئة لمصر ضمن صفحات كتب التاريخ التى تحتفى بكل عظيم وضع بصمة مميزة أسهمت فى خدمة البشرية وتخفيف الأوجاع الإنسانية وأضاءت المزيد من مشاعل النور والمعرفة لكى تظل مصدر إلهام وتشجيع للأجيال المتتابعة وبما يضمن انتصار النور ضد الظلام والعلم ضد الجهل فى جميع مجالات الحياة. والحقيقة أننى سعدت كل السعادة بأحدث كتاب وصلنى من الأستاذ الدكتور صلاح كامل نصار أستاذ طب الأطفال بكلية طب قصر العينى بجامعة القاهرة بمشاركة عدد من زملائه الأساتذة الذين عكفوا واجتهدوا فى إصدار هذه الموسوعة المعرفية «عظماء أبو الريش الراحلون» واهتموا بأن يتصدر العنوان الرئيسى كلمات بالغة الدلالة تؤكد معنى الوفاء فى أسمى معانيه «من ظلمات صندوق النسيان إلى أضواء المعرفة والعرفان». إن هذه الموسوعة المدعمة بمئات الصور الإنسانية والوثائقية ل 32 شخصية فذة من عمالقة طب الأطفال فى مصر لا تحكى فقط إنجازات مشهودة لهذا الفرع الطبى المتقدم فى منظومة الصحة المصرية وفق المقاييس الدولية، وإنما تشكل جزءا من تاريخ مصر السياسى أيضا.. وربما لا يعرف الكثيرون أن رئيس الديوان الملكى فى عصر الملك فاروق هو ذاته رائد طب الأطفال الدكتور حافظ عفيفى باشا الذى جمع بين الحنان الأبوى فى رعاية الأطفال وبين المقدرة الفذة على إثبات ذاته كرجل دولة فى أدق موقع سياسى عندما كانت مصر تموج بتيارات سياسية متصارعة على مدى السنوات العصيبة التى سبقت قيام ثورة يوليو عام 1952. وأظن أن الدكتور حسين كامل بهاء الدين الذى عرفته طبيبا نجيبا فى طب الأطفال فى مطلع ستينيات القرن الماضى ثم سياسيا طموحا كأول أمين لمنظمة الشباب الاشتراكى فى عصر عبد الناصر والذى تولى منصب وزير التعليم فى عصر مبارك كان على ذات الدرب الذى سار عليه حافظ عفيفى بالحنكة والمعرفة ودماثة الخلق والقدرة على التواصل مع الآخرين مما أبقاه على عرش الجمعية المصرية لطب الأطفال 34 عاما متصلة بدأت عام 1982 وانتهت بوفاته عام 2016. وكم كنت أود أن أتحدث عن كل من ورد ذكرهم من قائمة العظماء وبينهم أيضا وزراء وسياسيون مثل الدكتور محمد النبوى المهندس والدكتور ممدوح جبر وزيرى الصحة السابقين وكذلك جارى فى بيت الدقى القديم الدكتور مصطفى الديوانى ولكن ضيق الحيز لا يسمح لى سوى بالثناء عليهم جميعا والامتنان لهم جزاء ما قدموه لوطنهم من عطاء لن ينساه التاريخ! خير الكلام: بئس من يأخذ ولا يعطى ومن ينصح ولا ينتصح! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله