كتاب الجبتانا "أسفار التكوين المصرية"، قام بتحقيقه وكتابته الأستاذ على على الألفى وتنسب المادة بالكتاب للمؤرخ والكاهن المصرى مانيثون السمنودى، الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد، ويتضمن كتاب الجبتانا 16 سفرا (نصا مقدسا )، تناقلها المصريون القدماء عبر العصور، حتى عصر الدولة البطلمية، والتي قام بتدوينها المؤرخ والكاهن مانيثون السمنودي فى حكم بطليموس الثانى. وفي الاصحاح الأول يعرف مانيثون السمنودي نفسه قائلا: أنا مانيثون ولا أعرف عن طفولتي سوى ما سمعته من معلمي وأبي الروحي كاهن معبد مدينة منديس، الذي قصَّ عليّ قصة طفولتي، فقال: سلمك لي فلاح من البحيرات الشمالية وأنت في الخامسة من عمرك، وكانت تبدو عليك ملامح الذكاء والنجابة، ولما سألوا الفلاح من أكون، قال بإني ابن الإله حورس الذي زاره وسلمني له وأوصاه برعايتي. منذ تلك الحكاية أصبحتُّ ابناً لمعلمي الذي علمني القراءة والكتابة بعدة لغات، كما علمني الطبابة والسحر والكهانة. ويروي لنا مانيثون السمنودي في الاصحاح الثالث كيف تم تكليفه بكتابة كتاب الجبتانا المقدس بتكليف من رب الأرباب «رع» بعد رؤية رأها وهو نائم، شاهد فيها نفسه وهو يصعد إلى السماء، عندما حضر إليه "جبار" أحد معاوني رب الأرباب، والذي حمله على ظهره الذي يشبه ظهر الحصان ولديه أجنحة ذهبية، إلى أن وصل إلى الجميزتين السماويتين المقدستين عند مدخل طريق النور المؤدي إلى العرش السماوي، وعندها قال له "جبار" إنه لا يستطع أن يتخطى الجميزتين كي لا يحترق، إلا أن مانيثون سمح له بالاختراق لمقابله رب الأرباب رع، وخلع جبار أجنحته الذهبية وقام بتركيبها لمانيثون، ليرى بعد ذلك مانيثون رب الأرباب والملائكة يجلسون على عروش صغيرة حول العرش العظيم ورأى شموسا وحيوانات تحيط بقدس الأقداس من الجهات الأربعة والكل يسبح لرب الأرباب " قدوس قدوس قدوس". وفي سِفر القمح، يوضح مانيثون، إنه تتم شعيرة الصيام وذلك منذ فجر اليوم الحادي عشر من شهر بشنس، حتى الغروب، وهو الشهر التاسع في مصر وتحديداً يبدأ من 9 مايو لينتهي في 7 يونيو، ويكون الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب، ليصبح ذلك تحية ل«رع» الذي علمهم زراعة القمح والحبوب وأكل الكوشير المكون من حبوب القمح والعدس والفول والحمص والثوم والبصل مطهواً في الأواني الفخارية على نار «نوت» سيدة السماء، وهكذا حتى صار يوم كوشير عيداً مصرياً. وفي سفر أوزيريس الإصحاح الرابع ، يصور مانيثون حقيقة الصراع القائم في الحياة بين الخير والشر وحقيقة السر وراء وجودنا بالدنيا وهو ضرورة اختيارنا لطريق الخير والتحلي بالفضائل، وذلك في سورتا (سورة) (28) التي كانت تتلى في قداس الصباح: أيتها الآلهة المقدّسة التي هجرت الأرض إلى السماء، لك المجد ولك الحمد؛ فأنت أيتها الآلهة قضيت على التنانين ووحوش أبي الهول والمسوخ وشياطين الظلام.. أنت أيتها الآلهة أعطيتنا الأمن حتى زاد عددنا فصرنا كنجوم السماء ورمال الصحراء.. وأعطيتنا الطعام فقد عرفنا القمح، وصنعنا منه خبزنا وشرابنا.. أنت وهبتنا الحكمة المقدسة وفاتحة تعاليم آتون والقانون العظيم، حتى تستقيم بنا الأرض، مثلما استقامت الآلهة في السماء.. أيتها الآلهة المقدسة صانعة أقدار الناس، وواهبة الدفء والحرارة، والماء والمطر والقمح والصيد.. لك المجد في الأعالي.. وتحذر إيزيس ابنها بعد قداس المساء، قائلة: أحذرك يا ولدي من عمك ست.. فهو لا يبالي "بالماعت" (الحق) ولا بتوجُّهات آلهة النور والخير.. إنه من أتباع "سخمت" و"أنّوب" وبقية آلهة الشر والظلام. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي