* التسلح المصرى «رسالة ردع» لأى قوة تحاول الإضرار بمصالحنا الوطنية * معرض «إيديكس 2018» إنجاز يترقبه العالم.. والتصنيع العسكرى المصرى يخطو بثبات .. ونتعاون مع الشركاء الدوليين * اتفاقات لنقل التكنولوجيا والتصنيع المشترك.. ونُصنّع قريبا سلاحا بشكل كامل * نمتلك أحدث النظم والتكنولوجيات لمجابهة العدائيات وتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب * «أرض الكنانة» دولة عريقة لا تعرف الانكسار.. ونحن شعب يعشق التحدى ونجيد إظهار عملنا بشكل سليم * قضينا على البنية التحتية للإرهاب.. ولو أن دولة أخرى تعرضت لما عانته مصر لتهاوت * إستراتيجية تنويع مصادر السلاح عقب «30 يونيو» أثبتت جدارتها وأكدت بُعد نظر القيادة واستقلالية القرار الوطنى * رسالة للشباب: الجيش يحمى الأمن القومى ويحافظ على مقدرات الشعب من أجل مستقبل مشرق
مصر دولة سلام، تسعى إليه سعيا حثيثا، بلا كلل، لكنها وهى تفعل ذلك، تدرك أن السلام يتطلب قوة تحميه، وقد أثبتت وقائع السنوات القليلة الماضية أن محاولات نشر الفوضى وتمزيق أوصال الشرق الأوسط، أدت إلى تفاقم الأزمات بالمنطقة، وهو ما أفضى إلى تغيير جوهرى فى المنظور السياسى للدولة المصرية، دفعها إلى تحديث القوات المسلحة وتزويدها بأرقى منظومات التسلح، لمجابهة التهديدات العاصفة بأنواعها، سواء القائمة أو المستجدة، فالعالم لا يعترف إلا بمنطق القوة، وسط تنافس محتدم بين القوى الدولية والإقليمية على توسيع مناطق نفوذها الجيوإستراتيجية، واستخدام «دبلوماسية البوارج» على حساب العرب. استفاقت مصر من سباتها فى 30 يونيو 2013، ولأن مصر دولة مستهدفة، لموقعها وثقلها الإستراتيجى، فإن صانع القرار المصرى يعى أن قوة بلاده هى وسيلة الحفاظ على بقائها، فكانت عملية التحديث المتسارعة للقوات المسلحة، ضمن مخطط يتواصل حتى عام 2050، تحققت نجاحات باهرة: «ميسترال» وغواصات وفرقاطات فى البحر، «رافال» و«ميج -29» فى السماء، دبابات ومدافع و«إس-300» على الأرض، احتلت مصر المرتبة الثانية عشرة بين أقوى جيوش العالم والأولى عربيا وإفريقيا، وتتوالى النجاحات، الشعب العظيم تفهم ورحب، برغم الظروف، لإدراكه أهمية صفقات تسليح الجيش، بوصفها ضرورة لحماية أمن الوطن واستقراره وثرواته فى البر والبحر، والتصدى للإرهاب وأى عدائيات محتملة. انتهجت القيادة سياسة تنويع مصادر السلاح، ضمانا للسيادة والاستقلالية، دون اعتماد على دول بعينها، تمنح أو تمنع، فأحدثت تلك السياسة نقلة نوعية وكمية فى تسلح الجيش المصرى، غيرت كثيرا من موازين القوى بالشرق الأوسط، وها هى القاهرة تتأهب لحدث دولى من العيار الثقيل، يجرى لأول مرة على أرضها، معرض «إيديكس 2018» للصناعات الدفاعية والعسكرية، ليضع مصر فى مكانتها العالمية الجديرة بها من جديد، من أجل ذلك وغيره كان لزاما على «الأهرام» أن تحاور أحد الرجال الذين أسهموا بجهد وافر فى مهمة تطوير وتسليح قواتنا المسلحة الباسلة، اللواء أركان حرب طارق سعد رئيس هيئة تسليح القوات المسلحة، لمعرفة ملامح الإستراتيجية التسليحية المصرية، خاصة مع بدء تصنيع أسلحة ثقيلة، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، مثل الفرقاطة «جوويند»، وصولا إلى إقامة أول معرض عسكرى عالمى على الأراضى المصرية.
اللواء ا.ح طارق سعد رئيس هيئة تسليح القوات المسلحة
وهذا نص الحوار الأهرم: وضعت القوات المسلحة استراتيجية للتطوير والتحديث، بعد ثورة 30 يونيو بناء على التهديدات المحيطة بمصر، فما أهم ملامح هذه الإستراتيجية؟ لقد شرعت القوات المسلحة بعد 30 يونيو فى تنفيذ خطتها للتطوير والتحديث، عبر عدة مسارات: تنويع مصادر السلاح والاهتمام بالصناعات المحلية، وكذلك التصنيع المشترك مع بعض الدول.. ولو نظرنا إلى الفترة ما قبل 2011 كانت مصر تعتمد على عدد محدود من الدول فى مجال التسليح، وبعد ثورة 30 يونيو، كان لابد من تحرك سريع لتنويع مصادر السلاح، وعدم الاعتماد على دولة بعينها، والاستفادة من جميع الدول المصنعة للسلاح الحديث على مستوى العالم، وبما يفيد القوات المسلحة المصرية لحماية الأمن القومي، فى منطقة مشتعلة بالأزمات والتهديدات. من الواضح أن القيادتين السياسية والعسكرية تدعمان هذا الخط بقوة؟ بالقطع، إن القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة توليان اهتماما كبيرا بتنويع مصادر السلاح، ونحن نسير بناء على خطط مدروسة، وعلى 3 مراحل وضمن خطة 2050، وفى إطار خطة العمليات الموضوعة . يثير البعض تساؤلات حول ضخامة التسلح المصرى والهدف من ورائه؟ هنا بالذات، توجد نقطة بالغة الأهمية، يجب أن يعلمها الجميع، هى أننا نتسلح من أجل الحفاظ على السلام، لنكون القوة القادرة على حمايته، ومن المعروف أن مصر لديها توافق مع معظم دول العالم، وحتى الدول التى نختلف معها فى الرأي، فان هذا الاختلاف لا يمكن أن تتحرك القوات من اجله، كما أننا نمتلك أحدث نظم التسليح من أجل تأمين الحدود المصرية الشاسعة، على الحدود الغربية هناك 1200 كيلو متر، بجانب الحدود الجنوبية والاتجاه الشمالى الشرقي، بجانب البحرين المتوسط والاحمر، وبما يمتلكانه من مناطق حيوية واقتصادية مؤثرة على الأمن القومى المصرى، وهى فى الوقت نفسه رسالة ردع لأى قوة تسعى الى الاقتراب من الحدود المصرية، مهما تكن، أن الرد سيكون قاسيا جدا من جانب القوات المسلحة. وماذا عن إمكانات التصنيع الحربى المحلى؟ فى أى خطة تطوير وتحديث تسليح القوات المسلحة، يجرى تنسيق كامل مع قطاع الانتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع ومركز البصريات التابع للقوات المسلحة والترسانة البحرية، هذا التنسيق من أجل إنتاج منتج تحتاجه قواتنا المسلحة، ثم يتم اختبارة تمهيدا لإدخاله الخدمة، وخلال الفترة الماضية تم تزويد المصانع الحربية بالمعدات الحديثة، وذلك ايضا فى اطار التوجيه من القيادتين السياسية والعامة بإعادة تشغيل المصانع الحربية مرة أخرى. تلوح علامات على نجاح التصنيع المشترك مع دول كبرى؟ بالفعل، هناك تعاون كبير فى التصنيع الحربى المشترك مع الشركات التى نستورد منها السلاح، ترسل هذه الشركات مجموعات لعمل مسح لمصانعنا وما تحتاجه بها من معدات لتحقيق الدقة فى العمل والبدء فى الانتاج. هل يمكن أن تعطينى مثالا؟ على سبيل المثال، بدأت تظهر ثمار الانتاج والتصنيع المشترك مع فرنسا فى تصنيع الفرقاطة «جوويند»، بالترسانة البحرية بالاسكندرية، وهى الأولى من ضمن ثلاث فرقاطات يتم تصنيعها محليا، وخلال شهور سيتم الانتهاء من فرقاطة ثانية. وقد أبدى الجانب الفرنسى اعجابه الشديد بالعمالة المصرية وقدرتها على الاستيعاب بشكل سريع، وانجاز المهام فى ازمنة قياسية، هذه الخبرة التى تنقل للرجال يمكن ان ننقلها الى العديد من المصانع من اجل تحقيق اكبر استفادة، كما اننا لا نكتفى بذلك، بل نبعث عمالة الى بعض الدول للاستفادة من خبراتها التصنيعية، وهو ما حدث مع الجانب الفرنسي. هل يمكن أن يأتى يوم قريب نشهد فيه تصنيع سلاح «ثقيل» بشكل كامل فى مصر؟ نحن نسير بخطوات ثابتة، وربما فى خلال فترة وجيزة يتم تصنيع أسلحة بشكل كامل فى مصر، وسنطور انفسنا بما يليق بمكانة وحجم مصر. كيف تنظرون إلى الحدث العالمى الكبير، معرض «إيديكس 2018» الذى تستضيفه مصر من 3 إلى 5 ديسمبر؟ هذا المعرض تحد كبير لنا، لكننا قادرون على إظهاره بالصورة التى تليق بمكانة مصر التى لا تعرف الوقوف فى المكان، لقد تعرضت بلادنا منذ ثورة 52 وحتى الان، للعديد من الازمات والحروب والانكسارات والانتصارات، الا إنها فى كل مرة كانت تقف ثانية وتنتصر، إنها دولة عريقة وشعبها أصيل لا يعرف الهزيمة والانكسار، ولو تعرضت اى دولة فى العالم لما تتعرض له بلدنا، ما استطاعت ان تستعيد توازنها مرة اخرى، مصر فعلتها واستطاعت ان تستعيد توازنها، من خلال القرارات الاقتصادية، فى الوقت نفسه نواجه ونحارب الارهاب على جميع الاتجاهات الاستراتيجية. وبالعودة إلى المعرض فقد تم الإعداد له من شهر يوليو 2017، أما التحدى فيأتى من كونه معرضا ضخما، من حيث الدول المشاركة: 41 دولة كبرى، 373 شركة عالمية، 56 وفدا رسميا تمثيله لا يقل عن وزير دفاع أو رئيس أركان، وطبقا للإحصاءات الرسمية لا يوجد معرض سلاح يضم هذا العدد من المشاركين. بالإضافة إلى الإطلاع على أحدث تكنولوجيا ومنظومات التسلح، فى تقديرك ما أكثر ما يلفت نظر تلك الوفود الأجنبية؟ جميع المشاركين يرغبون فى رصد أبعاد التجربة المصرية، بعد تعافيها ونجاحها فى حربها على الارهاب، والذى تم القضاء على 90% منه على الاراضى المصرية، ولا يفوتنا أن المعرض هو رسالة مهمة للعالم بأن مصر آمنة ومستقرة قادرة على تحقيق الإنجازات دائما، وللمعرض رسالة أخرى هى تنشيط السياحة، التى تخدم قطاعا واسعا من المصريين، ولا تنس ان المعرض نقطة انطلاق فى مجال التصنيع الحربى المصري. ألم تلمس ترددا من بعض المشاركين فى الحضور؟ فى بداية الدعوة إلى المعرض، ترددت بعض الدول المشاركة، وبمجرد معرفتها بكثافة الحضور ونوعيته، أصرت على الاشتراك، ليكون ذلك بداية قوية لمعرض السلاح، مع العلم ان المعرض سينظم كل عامين، ومن هذه اللحظة أستطيع أن أقول لك إن «ايديكس2020» سيكون بشكل مختلف تماما، نحن شعب يعشق التحدي، ونجيد إظهار عملنا بشكل سليم. هل لمستم مؤشرات على نجاح المعرض؟ مؤشرات النجاح عديدة أهمها اعداد الوفود المشاركة والشركات العارضة، واكثر من 10 الاف زائر متخصص من دول مختلفة، لقد حقق المعرض نجاحات قبل أن يبدأ، بجانب العقود ومذكرات التفاهم التى سيتم توقيعها والصفقات التى ستعقد من معظم دول العالم، كل تلك مؤشرات نجاح كبيرة. ايديكس2018 هل سيتم عرض أسلحة مصرية فى «ايديكس»؟ نعم، هناك العديد من الاسلحة التى تم تصنيعها، بالتعاون مع هيئة البحوث العسكرية والكلية الفنية العسكرية والجهات الاخرى، والتى تم اختبارها بعد تصنيعها فى المصانع الحربية واختبارها وإدخالها الخدمة وتحقيقها للكفاءة المطلوبة، مثل الدبابات والمدافع والذخائر والرشاشات، كما سيتم عرض العديد من الابحاث المصرية خلال المعرض. ولابد من الإشارة هنا إلى أن المصانع الحربية المصرية لها إنتاج عسكرى وإنتاج مدني، وبالطبع سيتم عرض الشق العسكرى من انتاج المصانع الحربية. ما هى الجهات المصرية المشاركة؟ بجانب القوات المسلحة هناك الانتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع ومركز البصريات، أيضا عدد لا بأس به من الشركات الخاصة التى تعمل فى مجال التسليح وفقا لتراخيص القوات المسلحة، نحن الآن أمام انطلاقة جديدة لنا وبدخولنا فى منظومة اقامة معارض عالمية فإننا ننفتح على العالمية، بما له من تأثير إيجابى كبير على التصنيع الحربى المصرى، والاطلاع على أحدث ما توصل اليه العلم فى مجال التسليح، نحن نسعى الى العمل على التصنيع فى المستقبل القريب وهو ما تشجعه الدولة بشكل كبير، وتوفر جميع الإمكانات لذلك. فى ظل هذا الزخم من معروضات السلاح العالمى هل ستعقد مصر صفقات سلاح جديدة؟ بالتأكيد سيتم التعاقد على بعض الاسلحة، لإضافتها إلى المنظومة العسكرية المصرية، كما سيجرى توقيع عدد من مذكرات التفاهم فى مجال نقل التكنولوجيا والتصنيع المشترك، وسيتم الاعلان عن ذلك فى حينه. هل من رسالة تود أن توجهها لطرف ما، من خلال «الأهرام»؟ رسالة لشباب مصر: إن القوات المسلحة تعمل لحماية الامن القومى المصري، والحفاظ على مقدرات الشعب المصرى من أجل مستقبل مشرق.