لا أدرى هل جاء اختفاء السحابة السوداء من سماء مصر هذا العام متزامنا مع استضافة شرم الشيخ المؤتمر الدولى للتنوع البيولوجى والذى افتتحه الرئيس السيسى يوم السبت الماضى بمحض الصدفة أو بشكل متعمد إلا أننى فى الحالتين يجب أن أوجه التحية لكل المسئولين الذين عملوا على مدى مايقرب من عشرين عاما لتوعية المزارعين بالمخاطر البيئية والصحية الكبيرة التى تنتج عن حرق قش الأرز وجريد النخيل وغيره من مسببات ظهور تلك السحابة اللعينة والتى طالما تعرضت الحكومة للانتقاد بسببها وكانت مثار سخرية من الصحفيين ورسامى الكاريكاتير ولما اختفت الظاهرة هذا العام تقريبا لم نسمع أو نقرأ إشادة واحدة للتعبير عن تقديرنا للمجهود المبذول للوصول إلى هذه النتيجة. ومن خلال متابعة جهود القضاء على السحابة السوداء ومنعها من المرور فوق سماء مصر هذا العام وكل الأعوام المقبلة فقد نجحت الأجهزة المعنية فى تجميع نحو 09% من قش الأرز المولد خلال هذا الموسم فى 6 محافظات رئيسية، يتم زراعة الأرز بها، وهى القليوبية والشرقية والدقهلية والغربية وكفر الشيخ والبحيرة مع توعية المواطنين بخطورة حرق هذه المخلفات والتدخل عند الحاجة وهو مالم يكن يحدث إلا بقدر ضئيل خلال الأعوام الماضية. ورغم أن البعض سيعزى غياب السحابة السوداء هذا العام لتقليص المساحة المنزرعة بالأرز عما كانت عليه فى الأعوام الماضية فإنه وطبقا لتصريحات مسئولى وزارة الزراعة فإن ما تم تقليله من مساحات الأرز تمت زراعته بمحاصيل أخرى تولد مخلفات زراعية يتم فى العادة حرقها أيضا ولكن تم التغلب على الأمر بتحديد مواقع لجمع القش والمخلفات الأخرى للاستفادة منها دون حرق. لمزيد من مقالات أشرف أبوالهول